أعلنت شركة "بترومسيلة" في محافظة حضرموت المحتلة، اليوم، إيقاف عمليات إنتاج وتكرير النفط بشكل كامل في حقول وآبار ومنشآت "القطاع 14" نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية المحيطة بالمنشآت النفطية بعد الاشتباكات التي جرت أمس بين أدوات الاحتلال الإماراتي السعودي على ثروات المحافظة.
وأكدت الشركة، في بيان صحفي، أن هذا القرار يأتي التزاماً بقواعد السلامة الصارمة المعمول بها في الصناعة النفطية، حفاظاً على أرواح العاملين والسكان القريبين من المنشآت، ولتفادي أي حوادث كارثية قد تنتج عن تعرض الخزانات والمواد النفطية والغازية لأي اشتباكات مسلحة.
وأشارت إلى أن الشركة بذلت جهوداً للحفاظ على العمليات الإنتاجية في القطاعين (14) و(10)، وتوفير الكميات الضرورية من الغاز والديزل، إلا أن ارتفاع المخاطر الأمنية وعدم استقرار الأوضاع حالا دون استمرار التشغيل الآمن.
وكانت اشتباكات اندلعت، أمس ، بين أدوات الاحتلال قرب شركة "بترومسيلة"، مخلفة قتلى وجرحى من الطرفين، وذلك في ظل تصاعد التوتر بينها للسيطرة على المناطق النفطية ذات الأهمية الاستراتيجية.
وقالت المصادر إن ما تسمى قوات الدعم الأمني التابعة لانتقالي الإمارات، والتي يقودها المرتزق أبو علي الحضرمي، شنّت هجمات مسلحة للسيطرة على حقول النفط في منطقة الهضبة بوادي حضرموت، واشتبكت مع ما تسمى بقوات حماية حضرموت التابعة لـ"حلف القبائل" الذي يقوده المرتزق عمرو بن حبريش، ما تسبب بسقوط عدد من القتلى والجرحى لم يعرف عددهم.
وفقاً لمصادر مطلعة وشهود عيان، فإن تعزيزات قتالية كبيرة تضم مدرعات ومركبات مصفحة وقوات مشاة تابعة لمرتزقة الانتقالي، بدأت تتدفق منذ اليوم باتجاه مواقع متقدمة في هضبة حضرموت، التي تسيطر عليها مرتزقة عمرو بن حبريش.
ووصفت المصادر الأجواء بأنها "مشحونة للغاية"، مع استعداد كلا الطرفين لأي احتمالات، فيما أغلقت طرق فرعية وتم نصب نقاط تفتيش في محيط المناطق المتنازع عليها.
من جهتها أعلنت مؤسسة الكهرباء بوادي حضرموت المحتل، اليوم، انقطاع التيار الكهربائي بشكل شبه كامل عن مديريات الوادي، إثر خروج محطة التوليد الغازية والجزيرة عن الخدمة، بعد توقف شركة "بترومسيلة" عن تزويدها بالغاز، بسبب الاشتباكات والتوتر المتصاعد.
وقالت المؤسسة إن توقف إمدادات الغاز من شركة "بترومسيلة" أدى إلى خروج ما يزيد على 85% من القدرة التوليدية لمنظومة الكهرباء، الأمر الذي تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن معظم مناطق الوادي، معربة عن أسفها للمواطنين لهذا "الانقطاع الخارج عن إرادتها".