1260 شهيدا وجريحا فلسطينيا في غزة منذ إعلان وقف إطلاق النار
- تم النشر بواسطة لا ميديا
تقرير / لا ميديا -
رغم مرور 51 يوماً على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يواصل العدو الصهيوني سلوكه الذي لا يعبّر إلا عن عقلية معادية مهووسة بالقوة، غير عابئ بأي التزامات أو اتفاقات أو أعراف دولية. وكعادته، يحوّل الاحتلال الاتفاق إلى مجرد ورقة تُستخدم لالتقاط الأنفاس قبل استئناف جرائمه، فيما يبقى القطاع تحت رحمة آلة عسكرية مجرمة لا ترى في الفلسطيني سوى هدف قابل للتدمير.
وزارة الصحة في غزة أعلنت، أمس، وصول ثلاثة شهداء جدد، أحدهم انتُشل من بين الأنقاض التي سقطت فوقه بفعل غارات الاحتلال، فيما لا تزال طواقم الإسعاف عاجزة عن الوصول إلى عشرات العالقين بين الأنقاض. هذا المشهد الذي يتكرر يومياً يشير إلى عدوان صهيوني مستمر على قطاع غزة منذ عامين، ويكشف أن الاحتلال يعمل بمنهج واحد: القتل أولاً، والقتل مجدداً.
ومن بين الشهداء الذين أعلن عنهم، أمس، برز اسم عبد الله حمد، نجل القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس وأحد أفراد وفدها المفاوض غازي حمد. ووفق مصادر فلسطينية فقد ظل الشهيد محاصراً مع مجموعة من المقاومين في رفح شهوراً قبل أن يستشهد مؤخراً في الهجمات العدوانية لقوات الاحتلال.
وصعّدت قوات الاحتلال، أمس، هجماتها على مناطق واسعة في قطاع غزة، إذ شنت الطائرات الحربية غارات داخل بلدة بني سهيلا شرقي خان يونس، في منطقة يفترض أنها ضمن الخط الأصفر المتفق عليه كمنطقة منخفضة التصعيد. لكن «إسرائيل»، كعادتها، تتعامل مع الخطوط المتفق عليها بوصفها حبراً على ورق. الآليات العسكرية أطلقت نيرانها بكثافة قرب محور موراغ شمال رفح، بينما الطيران المروحي عاد ليحلق وينفّذ رشقات نارية على المناطق المدنية شرقي خان يونس، ناشراً الموت والذعر في مجتمع يعيش أصلاً على حافة الانهيار بفعل عدوان عسكري غير مسبوق.
وفي غزة المدينة، ضرب الطيران الصهيوني شرق حي الشجاعية مجدداً، في حملة تصعيد كبيرة.
ومع استمرار القصف، يواصل العدو الصهيوني هدم البنية المدنية شرق خان يونس، وتستعد لعمليات تمشيط واسعة في مناطق الخط الأصفر، في مؤشر إلى نية واضحة لخلق وقائع جديدة قبل المضي في أي مرحلة تفاوضية.
الأرقام التي قدمها المكتب الإعلامي الحكومي تؤكد إفراغ العدو الصهيوني اتفاق وقف إطلاق النار من أي معنى، إذ تم تسجيل 591 خرقاً صهيونياً منذ بدء الاتفاق، أسفر عنها 357 شهيداً و903 إصابات. هذه ليست «خروقات»، بل استراتيجية ضغط ميداني هدفها كسر الإرادة الفلسطينية، وإبقاء القطاع في حالة موت دائم.
ووفق المكتب فإن تفاصيل الخروقات كانت كالتالي: 164 عملية إطلاق نار مباشر، 25 عملية توغل، 280 عملية قصف، 118 عملية نسف لمنازل ومنشآت، إلى جانب الحصار الخانق الذي يمنع دخول المساعدات.
أما حصيلة العدوان الممتدة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 فوصلت إلى 70,103 شهداء و170,985 مصاباً. الأرقام فقط تكفي لإدانة الاحتلال أمام العالم؛ لكنها لا تبدو كافية لتحريك ضمير القوى الدولية الصامتة، أو تلك المشاركة مباشرة في دعم الإبادة.
حماس: الاحتلال يرفض أي تسوية للعالقين في رفح
على المستوى السياسي، حذّر سهيل الهندي، القيادي في حركة حماس، من أن الاحتلال يرفض أي حلول تتعلق بالمجاهدين العالقين في أنفاق رفح، رغم المبادرات التي قدمتها الحركة.
وطالبَ الهندي الوسطاءَ بالتدخل لحل الأزمة، وضمانِ استمرار وقف إطلاق النار في غزة.
واعتبر الهندي أن هذا الرفض يهدد استمرارية الاتفاق، مؤكداً أن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار ستجري ضمن رؤية فلسطينية موحدة. كما أشار إلى أن العمل مستمر لإتمام ملف جثث الأسرى الصهاينة رغم العراقيل التي يفرضها العدو وحصاره القطاع.
بريطانيا تعترف بالمشاركة في الإبادة
في اعتراف بريطاني لافت ولكنه غير مفاجئ، أقرت بريطانيا رسمياً بمشاركة جنود بريطانيين في تدريب جنود الاحتلال داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال الإبادة في غزة.
الاعتراف لم يأتِ من صحافة أو تسريبات، بل من الحكومة البريطانية نفسها. الجنرال البريطاني المتقاعد تشارلي هربرت وصف الأمر بأنه «استثنائي»، ليس لأنه مفاجئ، بل لأنه اعتراف علني بمشاركة دولة غربية في حرب تُتهم فيها «إسرائيل» بارتكاب جرائم واسعة النطاق. وبكلمات أوضح: بريطانيا ليست مجرد داعم سياسي، بل شريك عملياتي داخل مؤسسات التدريب العسكري الصهيوني.
تصعيد كبير في جحيم الزنازين
وفي ملف المختطفين الفلسطينيين، كشفت إحاطة مشتركة لهيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني عن شهادات تفصيلية حول التعذيب والعنف القاتل داخل الزنازين بحق الفلسطينيين.










المصدر لا ميديا