تقرير / لا ميديا -
(برع يا استعمار.. من أرض الأحرار)، هكذا صدحت حناجر اليمنيين وزأرت بنادقهم في وجه المحتل البريطاني ليخرج صاغرا مدحورا من أرض الجنوب اليمني في الثلاثين من نوفمبر عام 1967، وهكذا يحيي اليمنيون تلك الذكرى المجيدة بمسيرات مليونية في مختلف الساحات على امتداد جغرافيا السيادة الوطنية تأكيدا على مواصلة النضال ضد المحتلين الجدد من بعران الصحراء وأسيادهم الغرب وأذنابهم المحليين وتحت شعار «التحرير خيارنا.. والمحتل إلى زوال». آلاف الساحات في مختلف المحافظات والمديريات امتلأت في مسيرات حاشدة بمناسبة العيد الـ58 للاستقلال المجيد، رفع فيها المشاركون العلمين اليمني والفلسطيني واللافتات المعبرة عن التمسك بخيار المقاومة ورفض أي وصابة أو وجود أجنبي على الأراضي اليمنية.

أحيا ملايين اليمنيين على امتداد جغرافيا السيادة ذكرى رحيل آخر جندي بريطاني عن التراب اليمني الـ30 من نوفمبر، مباركين لأبناء الشعب اليمني ذكرى الـ30 من تشرين الثاني/ نوفمبر، ومؤكدين أن هذه المناسبة التاريخية تمثل شاهداً على صمود اليمنيين وثباتهم في وجه الاستعمار، وموقفاً مبدئياً في دعم قضايا الأمة على رأسها القضية الفلسطينية.
وأكد المشاركون في المسيرات المليونية الجهوزية العالية لخوض أي مواجهة مقبلة مع الأعداء وأدواتهم، لافتين إلى أن خروج الجماهير يعكس استحضاراً لقيم الإيمان والصمود التي جسدها رواد التحرير في 30 نوفمبر، ورسالة واضحة بتمسك الشعب اليمني بحقهم في الحرية والسيادة، وتجسيداً لحالة التلاحم الشعبي خلف القيادة الثورية والسياسية في سبيل بناء مستقبل يسوده الأمن والعدالة والاستقلال الكامل.
وأكدوا أن احتفاء اليمنيين بهذه المناسبة المجيدة يأتي تجديداً للعهد، ومواصلة درب النضال بكل الوسائل المشروعة، حتى استعادة كامل السيادة الوطنية على كل التراب اليمني، داعين إلى تعزيز الوعي الوطني وترسيخ معاني الجلاء في ذاكرة الأجيال، ومؤكدين أن الاحتلال بمختلف أشكاله، إلى زوال ما دامت إرادة الشعب حاضرة ومساعيه نحو استكمال التحرير ثابتة، ليضل اليمن مقبرة للغزة.
وأشادوا بتضحيات الأجيال التي صنعت الاستقلال الأول، مؤكدين أهمية توحيد الجهود الوطنية لترسيخ دعائم الدولة وحماية المكتسبات الوطنية، مؤكدين أنهم بإحياء العيد الـ58 للاستقلال الوطني الثلاثين من نوفمبر، يتذكرون شهداء وأبطال ورموز الثورة المجيدة الذين خلّدوا أسماءهم بحروف من نور، وطردوا الإمبراطورية التي كانت توصف بأنها لا تغيب عنها الشمس، وغابت عنها ورحلت تجر أذيال الهزيمة.
ولفتوا إلى أن هذه المناسبة الوطنية، وهي تذكّر بعظمة البطولة والفداء التي جسدها الأبطال الأحرار الثوار الذين هزموا المحتل، تذكّر أيضا ببشاعة وقبح وخسة وخسران الخونة والعملاء الذين وقفوا ضد أبناء شعبهم وأمتهم لصالح المحتل، وكانوا من أكبر العوامل التي ساعدته على الاحتلال والسيطرة وسهلت له مهمته.
ولفتت الجماهير المشاركة في مختلف الساحات إلى أن الشعب اليمني وهو يُحيي هذه المناسبة، يذكّر كل طغاة الأرض وفي مقدمتهم ثلاثي الشر «أمريكا وبريطانيا وإسرائيل» وأذيالهم من المنافقين بأن الزوال هو النهاية الحتمية لكل محتل مهما طال أمده وتعاظمت قوته وسطوته وزاد طغيانه وتجبره، وأن الشعوب قادرة على صنع الانتصارات إذا ما توفرت الإرادة والعزيمة بالتوكل على الله والثقة به، وتشابكت الأيدي وتوحدت الصفوف وتآلفت القلوب.
وجددت الجماهير التأكيد على أن النهاية المحتومة هي هزيمة المحتل وزواله، وتحرر الشعب واستعاد كرامته وشرفه وأرضه وخُلد الأحرار بأوسمة الشرف والثبات والوفاء وبقي الخونة يلاحقهم عار الخيانة والخسة والسقوط ولعنات الأجيال.
وأكدت البيانات الصادرة عن المسيرات الاستمرار في حمل راية الإسلام والجهاد كما حملها الآباء والأنصار والفاتحون، مستلهمين القيم القرآنية التي جسدت الهوية الإيمانية الأصيلة، والتي عبر عنها الرسول الكريم بقوله: «الإيمان يمان والحكمة يمانية».
وجددت البيانات الموقف الثبات واليقظة والاستعداد الكامل لمواجهة الأعداء عسكرياً وأمنياً وعلى مختلف المستويات الرسمية والشعبية.. مشيرا إلى أن الشعب اليمني لن يتخلى عن الجهاد، ولن يتراجع عن مواقفه العادلة في نصرة الشعب الفلسطيني واللبناني وبقية شعوب الأمة المظلومة، معتمدين على الله وثقته بوعده الحق بزوال الكيان الصهيوني المؤقت، وأن العاقبة للمتقين.
وعبرت عن التهاني والتبريكات لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ورئيس المجلس السياسي الأعلى، ولكل أبناء الشعب اليمني بهذه المناسبة التي طرد فيها اليمنيون الإمبراطورية البريطانية بعد احتلال دام 128 عاماً، موضحة أن هذه الذكرى تعيد للأذهان تضحيات الشهداء والأبطال الذين أسقطوا الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، ورحلوها تجر أذيال الهزيمة، مثلما أن كل طغاة الأرض، وفي مقدمتهم الثلاثي الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي وأدواتهم في المنطقة، مآلهم الزوال مهما طال زمن سيطرتهم وطغيانهم.
وأشارت البيانات إلى أن الشعوب مهما بلغ فارق القوة قادرة على صناعة الانتصار إذا ما توحدت صفوفها وتشابكت أيديها واستندت إلى إرادة صلبة وتوكل صادق على الله، مشددة على أن ملحمة الجلاء تمثل رمزاً للفداء والبطولة، وتكشف في الوقت ذاته خيبة وخيانة من تآمروا مع المحتل وسهلوا مهمته، حيث مصير كل محتل هو الرحيل مهما طال الزمان أو قصر.