عادل بشر / لا ميديا -
منذ اللحظة التي دوّى فيها «طوفان الأقصى» وارتجّت المنطقة على وقع الحقيقة التي لا تموت، وجدت صحيفة 
«لا» نفسها ـكما أراد لها مؤسسوهاـ في قلب معركة الوعي، حيث يقف القلم جنباً إلى جنب مع البندقية، وحيث الكلمة الصادقة تتحول إلى سهم في صدر الدعاية الصهيونية.
على امتداد عامين كاملين، كانت صنعاء تُرسل صوتها إلى فلسطين عبر صفحات «لا»، وعبرها أيضاً تستقبل في المقابل أصوات المقاومين والأسرى والأحرار من هناك، في سلسلة لقاءات صحفية تجاوزت الخمسين حواراً، شكّلت جسراً من الثقة والاحترام بين من يحملون الهمّ ذاته وإن فصلتهم المسافات.
لم تكن تلك اللقاءات محض واجب مهني، بل كانت -كما قال ضيوفها- «وصولاً من أقصى الجنوب إلى قلب القدس»، ومحاولة صادقة لقول ما يجب قوله، في زمنٍ اختلط فيه الصمت بالتطبيع. وبعد كل حوار، كانت «لا» تعود إلى أصحاب الكلمة لتسمع منهم انطباعاً أو شهادة، فتجد في كلماتهم ما يؤكد أن الصحيفة لم تكن تنشر مقابلات فحسب، بل كانت تبني رصيداً أخلاقياً ومهنياً في وجدان المقاومين، وتثبت موقعها كمنبر عربي حر في معركة تتطلب شرف الموقف قبل براعة الصياغة.
اليوم، وبينما نحتفي بمرور عشرة أعوام على تأسيس «لا»، كان لزاماً أن نُفرد مساحة لبعضٍ من تلك الشهادات التي حملها إلينا مناضلون فلسطينيون، وقيادات في حزب الله، وأسرى محررون، وكبار إعلاميي المقاومة وشعرائها. شهادات لا تحتفل بنا بقدر ما تحتفل بروح اليمن التي حملتنا، وبعروبته الحاضرة في أصعب لحظات الأمة، وبالموقف الذي لم يتبدل رغم النار والحصار.
هذه الصفحات ليست ترفاً احتفالياً، بل هي جزء من سجل المواجهة، ومرآة لسنوات من العمل الصحفي المقاوم، الذي آمن بأن الكلمة يمكن أن تقف حيث يقف المقاتلون، في الصف الأول.


مِن أقصى جنوب شبه الجزيرة العربية إلى قلب القدس
كُلّي فخر واعتزاز أن أحظى بهذا التكريم من صحيفة يمنية، تصدر من صنعاء ـ القلب النابض بفلسطين. ويُسرني أن أتوجه بالتحية والتقدير لصحيفة «لا»، التي سعت من أقصى الجنوب الغربي لشبه الجزيرة العربية، بجهد دؤوب وتواصل مستمر معنا في فلسطين، وما أبدته هذه الصحيفة من اهتمام بأحوال الأسرى الفلسطينيين لدى الاحتلال. كل ذلك يُمثِّل لنا الكثير، وكأن فريق «لا» المُتميز قطع السهول والجبال والصحارى، مشياً على الأقدام، حتى وصل إلى فلسطين للالتقاء بالأسرى المُحررين، والمقاتلين والمواطنين الثابتين على الأرض ثبوت الرواسي. وكما أن الجغرافيا البعيدة لم تمنع الصواريخ والطائرات المُسيّرة اليمنية من الوصول إلى الأراضي المحتلة، وإسناد أهلهم في غزة والضفة، فإن هذا المنبر الإعلامي هو الآخر أصرّ على الوصول إلى فلسطين ليقول لنا: «لستم وحدكم؛ نحن معكم». فسلامٌ عليكم أهلنا في اليمن، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، رضي الله عنكم وأرضاكم ونصركم وأيدكم مثلما نصرتمونا.
 المناضلة الفلسطينية حنان البرغوثي

نقرؤها بماء الذهب
إلى المناضل رئيس صحيفة «لا»، الأخ الشاعر صلاح الدكاك، والمناضل الصحفي عادل بشر، وجميع العاملين في صحيفة «لا» اليمنية.
تحية الصمود والثورة...
لقد أبدعتم بكل ما تعنيه كلمة الإبداع من معنى. وإنني أتقدم إليكم بالتقدير والاحترام لهذا التكريم الذي حظيت به، والمتمثل بسعي صحيفة يمنية لاستضافتي في حوار ثوري، بحضور الشعب اليمني العظيم المناضل المكافح، الذي لا يتوانى لحظة عن إعلان موقفه العظيم والصوت المقرون بالفعل والقتال مع الشعب الفلسطيني. 
حروفكم وكلماتكم وحضوركم مع شعبنا الفلسطيني نقرؤها بماء الذهب، تماماً كما نقرأ الموقف الفعّال والثوري للشعب اليمني وقيادته الشريفة الكريمة الشابة.
وأنا من خلال صحيفتكم، صحيفة «لا» أوجه رسالة محبة واعتزاز وافتخار لليمن، شعباً وقيادة، وفي مقدمتهم القائد الشاب السيد عبدالملك الحوثي، أقول: ألف تحية لكم أنتم من تسندون المظلوم، لأنكم شعرتم بالظلم عندما هاجمكم أعداء الأمة وأعداء الشعوب العربية. لذلك نرفع التحية لكم إجلالاً وإكبارا.
والرسالة الأخرى أوجهها عبر صحيفة «لا» إلى نساء اليمن، أقول لهن: أنتن تعطين الحياة، وأنتن تدافعن عن أرضكم وشعبكم، فألف تحية، ابقين على العهد، نحن النساء ننجب الرجال ونربي الرجال ونربي المقاومين ونقف في ظهرهم ومعهم جنباً إلى جنب من أجل التحرير الكامل ومن أجل عودتنا إلى فلسطين، نحن وإياكم، وتأتون إلينا من البحر الأحمر ونأتي نحن إليكم من البر العربي.
من أعماقي أشكركم، وبانتظار أن نلتقي يوماً ما في صنعاء أو القدس.
 المناضلة الفلسطينية الأممية ليلى خالد

أمينة في النشر.. مهنية بالطرح ومتميزة في الإخراج الفني
شكراً لهذه الصحيفة اليمنية؛ صحيفة «لا»، التي حرصت على التواصل معنا وإجراء لقاء صحفي حول ما تشهده فلسطين من ظلم واحتلال غاشم. ولقد وجدناها أمينة في النشر، مهنية في الطرح وفي الإخراج الفني.
اليمن السعيد بلد شقيق، ومنذ زمن بعيد وقف دائماً إلى جانب الحق الفلسطيني والقضية الفلسطينية، والموقف اليمني لم يتبدل ولم يتغير حتى هذه الساعة، ولن يتغير، والإعلام اليمني، بمن فيه هذه الصحيفة العظيمة، هو جزء لا يتجزأ من هذا الموقف العريق.
اليمن يتبنى موقفاً ثابتاً مؤازراً ومسانداً لفلسطين ولبنان. واليمن دائماً يرفع الصوت عالياً، ويدافع عن الحقوق الفلسطينية وعن حق الشعب الفلسطيني في أن يتحرر من الاحتلال لكي يعيش بحرية وبسلام في وطنه.
نحن أوفياء لما يقدمه اليمن وللمواقف اليمنية ولكل ما يقوم به هذا القطر الشقيق من أجل مؤازرة فلسطين ومؤازرة لبنان.
 المطران عطا الله حنارئيس الأساقفة في القدس المحتلة


رفيقة النضال وأحد روافد الإعلام الحر المقاوم
أوجّه التحية لصحيفة «لا» اليمنية الشقيقة، التي شرُفنا بتواصلها معنا مِن وسط صنعاء الأبية، ومرافقتها لنا -كقيادة في المقاومة الفلسطينية- خطوة خطوة في مشوارنا النضالي ضد عدو الأمة، ووجدناها أحد روافد الإعلام الحر المقاوم بجميع أنواع المواد الصحفية، باحترافية تامة، ومسؤولية كبيرة، ورؤية عميقة.
وهذا ليس بغريب، خاصة وأن هذا المنبر الإعلامي يصدر من صنعاء، معقل العزة والشموخ. فالتحية لـ«لا» وللشعب اليمني العظيم، ولأنصار الله، الذين رفعوا رأس الأمة العربية والإسلامية عالياً، ورفعوا رأس أحرار العالم كله في مواجهة الظلم والاستكبار العالمي والامبريالية الأمريكية، عدوة الشعوب والإنسانية.
التحية لـ«لا» وإدارتها وصحفييها، الذين يدافعون بأقلامهم عن حياض الوطن وفلسطين والأمة. ونحن على ثقة بأن المستقبل لهذا المنبر سيكون عظيماً، وستظل «لا» صرخة في وجه الطغيان، ولا تخشى في قول الحق لومة لائم
د. ماهر الطاهرمسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - أمين عام المؤتمر القومي العربي



تصحيح مسار الإعلام
صحيفة «لا» جاءت لتصحيح المسار، وذلك ضمن الموقف اليمني، الذي هو تصحيح لمسار وحركة الأمة بأكملها في وجه العربدة، وتعبير عن جوهر الموقف الإسلامي والعروبي الرافض للاستكبار والإرهاب الغربي، وهو موقف متقدم يجب تعميمه في كل العواصم. ولولا هذه المواقف الشجاعة من فلسطين إلى لبنان واليمن والعراق والجمهورية الإسلامية في إيران، لولا هذه المواقف الخالدة لخجلت الأمة إذا جاءت الأجيال لتقرأ صفحة المواقف في أيامنا.
نحن أبناء غزة خاصة، وفلسطين عامة، نتوجّه بالتحية لصحيفة «لا» وكوادرها، الذين لم يرتضوا أن يكونوا متفرجين -مثل الكثير من وسائل الإعلام العربية- على المجازر الصهيونية في غزة والانتهاكات في الضفة الغربية والقدس، ولم يكونوا خنجراً في ظهر الشعب الفلسطيني ومقاومته كتلك القنوات الفضائية والصحف التي تحولت إلى ما يشبه المنصات الناطقة بلسان العدو، تنقل سردياته ورواياته. صحيفة «لا» اليمنية لم تكن كذلك، ولم تعقها الإمكانيات البسيطة والأوضاع الصعبة التي يعيشها أهلنا في اليمن، عن القيام بواجبها الأخلاقي والإنساني والمهني تجاه شعبنا الفلسطيني، فوجدناها وكأنها تصدر من داخل غزة، وذلك من خلال تقاريرها وحواراتها الصحفية وعناوينها البارزة الناطقة بلسان عربي يمني أصيل.
إننا كشعوب مظلومة، مقهورة، مستضعفة، مقاتلة ومقاومة، نعتز بأن يكون لدينا إعلام مثل هذه الصحيفة الحرة، التي بالتأكيد تستمد قوتها وحريتها من الشعب اليمني الشقيق، شعب العروبة والإسلام والنخوة والشهامة، جيشاً ومقاومة وحركات أصيلة.
فكل التحية للإعلام اليمني ولأهلنا وأحبابنا جماهير وشعب اليمن، ولأنصار الله، ولجيش اليمن، ولكل أذرع القوة النابضة بالحق هناك، في اليمن العزيز، ونسأل الله عزَّ وجلَّ أن يتقبل منكم هذا الجهد وهذا الجهاد، وأن يُكلَّل بإذن الله بالظفر وبالفرج وبالنصر، وأن يعلو دوماً صوتكم وموقفكم فوق كل الأصوات التي ارتهنت للشر ولإرادة الشر وللاحتلال والاستعمار في المنطقة.
 مصعب البريم ناطق الجهاد الإسلامي في غزة


أحد أركان الإعلام اليمني والعربي المقاوم
عندما تحررتُ من سجون الاحتلال في الدفعة الثانية من صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين بين المقاومة في غزة والاحتلال «الإسرائيلي» في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، وجدنا الفضائيات ووكالات الأنباء الشهيرة تتسابق، عبر مراسليها في القدس لإجراء المقابلات معنا. ووسط تلك الزحمة كانت الاتصالات والرسائل تتوارد إلى هاتفي باستمرار. ومن بين تلك الرسائل وجدت رسالة من صحيفة «لا» اليمنية، مُذيّلة باسم الصحفي اليمني العربي الفلسطيني عادل بشر. كانت عبارة عن تهنئة ومباركة بالإفراج، وأيضاً طلباً لإجراء لقاء. وأكثر ما شدني هو الحرص الذي أبداه الصحفي على سلامتنا بقوله: «إذا كان هذا اللقاء سيتسبب لكم بمشاكل أو مضايقات من الاحتلال، فبالإمكان الاستغناء عنه؛ لأننا لا نرتضي لكم أية مشاكل مع العدو». عندها تأكدت أن الرسالة من اليمن، الأرقّ قلوباً والألين أفئدة. وتشرفت بأن أكون في حضرة أهلنا في اليمن عبر صحيفة «لا»، التي هي أحد أركان الإعلام اليمني والعربي المقاوم.
الشكر والتحية لـ»لا» وطاقمها لاهتمامهم بقضية الأسرى الفلسطينيين والقضية الفلسطينية بشكل عام. والشكر والتقدير والامتنان لجميع أهلنا في اليمن، الغالين على قلوبنا.
 الأسيرة المقدسية المحررة نورهان عواد


ركيزة أساسية في منظومة الإعلام العربي الحر النابض بالحقيقة
لم أعرف صحيفة «لا» اليمنية إلا في الأيام القليلة التي تلت العملية الفلسطينية البطولية «طوفان الأقصى» في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حين تم التواصل معي بهدف الإطلالة على شعبنا العزيز في اليمن من خلال الصفحات الورقية لـ»لا» ونسختها الالكترونية على شبكة الانترنت، لأكون بعد ذلك متابعاً لها بشكل شبه مستمر، فوجدتها ركيزة أساسية في منظومة الإعلام العربي الحر النابض بالحقيقة. وأستطيع القول إنها تُمثل جبهة دفاع عن اليمن والأمة؛ فـ»لا» ليست مجرد كلمة في زمن أصبحت «نعم» هي الطاغية على الإعلام وعلى الموقف العربي، بل هي طلقة في صدر العدو، وإن شاء الله تستمر على النهج ذاته.
 الحاج أبو سامر موسى مسؤول العلاقات الفلسطينية لحركة الجهاد الإسلامي في لبنان


منبر يستحق الرهان
نحن دائماً نراهن على اليمن ومن فيه من كُتّاب وشعراء وأدباء وروائيين ونقاد لا يشق لهم غبار. وصحيفة «لا»، بكادرها العظيم، إضافة إلى بقية المنابر الإعلامية اليمنية، هم جزء من هذا الرهان على تحمّل المسؤولية الإعلامية الهامة، خاصة في ظل المؤامرات التي تحيط بالأمة وأحرارها وشرفائها.
هناك مسؤولية على كل أديب وشاعر ومؤرخ، وكل من يحمل قلماً، أن يؤرخ لحظويّاً لفعل المقاومة والجهاد والمواجهة، وعلينا أن نتحرك في سياق تحمل هذه المسؤولية، وهذا فرض عين على كل من يستطيع أن يكتب، وهذا التاريخ هو الذي يصبح فاعلاً في المستقبل، ويتحول إلى مربٍّ وحاضن وبانٍ لشخصيات جديدة.
أتوجّه إليكم بالشكر الجزيل، وبالتعبير الطافح بالحب والمودة لكل اليمن. والحقيقة أنه حين يلفظ اسم اليمن تشعر بفعل أدبي، كأنك تقرأ قصيدة أو تنشد أنشودةً بلسان ملؤه الحب والشوق إلى رؤية كل فرد من أعزائنا وأبنائنا في اليمن.
 البرلماني والقيادي في حزب الله إيهاب حمادة