تقرير / لا ميديا -
في مشهد يعكس حجم الفوضى والانقسام داخل مدينة تعز المحتلة، تصاعدت الخلافات بين فصائل الارتزاق، وآخر انعكاساتها محاولة اغتيال القيادي التكفيري عدنان رزيق، قائد ما يسمى اللواء الخامس حماية رئاسية، بعبوة ناسفة غرب المدينة، ما أسفر عنه إصابته ومصرع اثنين من مرافقيه. وتضاربت روايات خونج التحالف وفصائلهم حول الحادثة، ما جعل الاتهامات تتوجه نحوهم بمحاولة التخلص من رزيق مثلما تم التخلص من قبل من تكفيري آخر يدعى «أبو العباس» وطرده من مدينة تعز المحتلة.

تشهد مدينة تعز المحتلة، منذ الأربعاء المنصرم، حالة من التوتر بين فصائل الارتزاق، إثر كمين مسلح استهدف القيادي التكفيري عدنان رزيق، المعين من قبل الاحتلال قائداً لما يسمى اللواء الخامس حماية رئاسية في المدينة، وهو أحد التكفيريين الذين ارتكبوا جرائم قتل بحق عشرات المدنيين بدعم من تحالف الاحتلال السعودي الإماراتي.
وأكدت وسائل إعلام تابعة للمرتزقة أن عبوة ناسفة استهدفت التكفيري عدنان رزيق بالقرب من السجن المركزي غرب مدينة تعز المحتلة، مشيرة إلى تعرضه لإصابات لم تفصح عن طبيعتها، فيما لقي اثنان من مرافقيه مصرعهما وأصيب ثلاثة آخرون.
وبحسب المصادر فإنه تم نقل رزيق مباشرة إلى المستشفى لتلقي العلاج، دون تقديم أي تفاصيل أخرى.

من «أبو العباس» إلى رزيق
ليست هذه الحادثة الأولى من نوعها، فقد سبقتها سلسلة من التصفيات التي طالت قيادات تكفيرية بارزة، أبرزهم عدنان الحمادي، قائد ما يسمى اللواء 35، ما يعكس نمطاً متكرراً من التصفيات الداخلية بين فصائل الارتزاق الموالية للاحتلال السعودي الإماراتي.
وبحسب مراقبين، كشفت الحادثة عن صراع ما يزال محتدماً بين أطراف الارتزاق للسيطرة على مدينة تعز ومحاولة كل طرف تصفية الطرف الآخر، على غرار ما يحدث في بقية المناطق والمحافظات المحتلة.
وعلق الناشط محمد القباطي قائلاً إن «ترشيح رزيق لقيادة محور تعز أثار حفيظة فصائل الإصلاح، التي ترى في ذلك تهديداً لمكاسبها العسكرية والسياسية داخل المدينة».

صراع النفوذ داخل تعز
الجدير بالذكر أن مدينة تعز تشهد تنافساً بين فصائل الخونج وفصائل العميل طارق عفاش المتمركزة في المخا، للسيطرة على مفاصل القرار العسكري والأمني. ويُعد التكفيري رزيق أحد المرشحين لتولي قيادة ما يسمى محور تعز المسيطر عليه من قبل الخونج، وهو منصب ترفضه فصائل الخونج، ما يفسر الاتهامات المتبادلة بعد محاولة اغتياله.

تضارب الروايات
تضاربت الروايات حول طبيعة الهجوم، بين عبوة ناسفة وطائرة مسيّرة وقاذفات هاون، ما أثار شكوكاً لدى عدد من المحللين السياسيين؛ إذ سارعت فصائل الخونج إلى نفي مسؤوليتها، متهمة فصائل عفاش، بينما ردت الأخيرة باتهام محور تعز الخونجي، وسط غياب إعلان رسمي واضح.

محاولة احتواء أم بداية انفجار؟
وفيما اكتفى بيان ما يسمى اللواء الخامس، الذي يقوده التكفيري رزيق، بالإشارة إلى أن العملية تستهدف «وحدة الصف الداخلي»، تحدثت وسائل إعلام حكومة الفنادق عما سمتها توجيهات رئاسية بفتح تحقيق في الحادثة، ما قد يكون محاولة لاحتواء الموقف، أو تمهيداً لانفجار جديد بين الفصائل المتناحرة.
وحول فتح تحقيقات، علق فهد العتيبي، الباحث في شؤون الخليج، بالقول إن «فتح تحقيق في الحادثة قد يكون مجرد إجراء شكلي، فالمشكلة أعمق من مجرد عبوة ناسفة، إنها أزمة ثقة بين فصائل لا يجمعها سوى التمويل الخارجي».

تعز بين الاحتلال والانقسام
تعكس هذه الحادثة واقعاً مأساوياً تعيشه مدينة تعز، التي تحولت إلى ساحة لتصفية الحسابات بين أدوات الاحتلال، في ظل ما تعيشه المدينة من انتشار للعصابات المسلحة واستمرار لحالة القتل اليومي وكذا استمرار معاناة المدنيين تحت وطأة الانفلات الأمني والتناحر السياسي بين أدوات الاحتلال.