حاوره: مارش الحسام / لا ميديا -
في حوارنا مع مدير معهد الموسيقى العسكرية، العقيد كمال الخيواني، تحدثنا عن الوضع الراهن في المعهد المغلق منذ ما يقرب من 14 عاما، والتحديات التى تحول دون استئناف التدريس رغم إعلانه المتكرر عن فتح أبواب القبول والتسجيل، بالإضافة إلى دور الموسيقى العسكرية في المعركة ضد العدوان، وتوجهها المستقبلي للعزف في المناسبات الخاصة وحفلات تخرج طلاب المدارس.. وغيرها من التفاصيل المثيرة.
بداية كيف تصف الوضع الحالي في المعهد؟
المعهد يقوم بكل واجباته وينفذ جميع المهام الموكلة إليه دون تقصير، من مهام تشييع للشهداء ومهام عسكرية أخرى، ونحن بصدد استيعاب دفعة جديدة من الموسيقيين، لكن العدد لم يكتمل بعد. بإذن الله، سنعيد نمط العمل التعليمي لاستيعاب الطلاب الجدد لدعم الموسيقيين الحاليين.

تحديات القبول
سبق وأن أعلن المعهد أكثر من مرة عن فتح باب القبول والتسجيل، وعلى مدى ثلاث أو أربع سنوات يتم تكرار ذات الإعلان، ولكن لم تستأنف الدراسة.. ما السبب؟
المقاييس والمواصفات المطلوبة لا تتوفر دائماً، إذا لم تتوفر الرغبة لدى الطالب المتقدم في دراسة الآلة الموسيقية، فلا جدوى من قبوله، لذلك نعيد استيعاب طلاب جدد لضمان جودة المخرجات.

تخصصات
ما التخصصات التي تعتزمون تدريسها في المعهد؟
تركيزنا حالياً على الآلات الموسيقية النحاسية لأهميتها، وحيث تفتقر الكثير منها إلى العازفين.

شروط القبول
ما هي شروط القبول للالتحاق بمعهد الموسيقى العسكرية؟
يجب أن يكون المتقدم يمني الجنسية، حاصلا على مؤهل الثانوية العامة أو الشهادة الأساسية كحد أدنى، وألا يقل عمره عن 18 عاماً ولا يزيد عن 25 عاماً، مع شروط صحية وسلوكية معينة.

دونية ودينية
هل النظرة الدونية لها دور في تأخر الدراسة وعدم التحاق الكثيرين بالمعهد؟
بالتأكيد لها دور، فضلاً عن أن دراسة الموسيقى تحتاج إلى ثلاث سنوات وتعتبر صعبة، وهذا يثني كثيرين عن الالتحاق.
إلى جانب النظرة الدونية للعازف هناك نظرة دينية تحرم الموسيقى بشكل عام بما فيها العسكرية.. ما رأيك؟
هناك نظرة سلبية مصدرها أصحاب النظارات السوداء لا ينظرون للأشياء بإيجابية، والموسيقى هي لغة الشعوب، والموسيقى مثل أي عمل أو نشاط قد يتم استغلاله بشكل إيجابي أو سلبي ونحكم على سلبيتها أو إيجابياتها من خلال رسالتها وأهدافها.

نظارات سوداء
الموسيقى العسكرية برسالتها وأهدافها ألا يفترض أن تكون استثناء من نظرات الدونية ومن الجدل الفقهي المثار حول الموسيقى العادية؟ أو بمعني آخر ما سبب النظرة الدونية لعازفي الموسيقى العسكرية؟ وما سبب تحريم البعض لها؟
النظرة الدونية تعكس عدم تقدير المجتمع لدور الموسيقى العسكرية في رفع وتعزيز الروح المعنوية للجيش وللمقاتل. أما التحريم فيفتقر إلى المرونة ويغفل التأثيرات الإيجابية للموسيقى العسكرية، وكلها وجهات نظر أصحاب النظارات السوداء.

رسالة
ما هي رسالتك لأصحاب النظارات السوداء؟
عليهم أن ينزعوا النظارات السوداء عن عقولهم، لأن كل عمل يعزز الروح المعنوية للمقاتل المجاهد هو عمل إيجابي.

توقف الدراسة
ما أبرز الصعوبات التي يواجهها المعهد؟
الظروف الحالية في بلادنا هي أكبر تحدٍ نواجهه.
منذ متى توقفت الدراسة في المعهد؟
توقفت منذ عام 2011، وآخر دفعة تخرجت كانت السابعة.

ليست مجرد عزف نغمات
كيف أثر هذا التوقف على مسيرة الموسيقى العسكرية؟
أثر بشكل كبير، فبعض الفرق اندثرت لوفاة بعض العازفين أو لانقطاع البعض بسبب الظروف التي يعيشها البلد، والموسيقى العسكرية ليست مجرد عزف نغمات ومن الصعب تعويض عازف الموسيقى العسكرية بعازف عادي، الموسيقى العسكرية تعكس صورة مثالية من الانضباط والاحترافية.

3 فــــــرق
كم عدد الفرق الموسيقية المتبقية؟
لدينا ثلاث فرق فقط.
هل الفرق المتبقية مكتملة بكل طاقمها من العازفين؟
مكتملة نسبياً، ونسبة اكتمالها حوالي 95%.

عجز محدود
 هذا يعني أن العجز محدود، ولكن ما هي الآلات الموسيقية التي تفتقر لعازفين؟
هناك عجز محدود في العازفين على بعض الآلات مثلا لا يوجد لدينا عازفون على آلة القربة.

تجديـــــد
هل يمكن القول إن الموسيقى العسكرية تعيش حالة من الجمود وتفتقر للتجديد وكل ما تقوم به هو عزف ألحان مكررة؟
بالعكس، نحن نشهد حيوية ونشاطًا، وسجلنا أعمالاً كثيرة وجديدة لم تُسجل من قبل، مما يعكس جهودنا في التجديد، والعازفون اشتغلوا وحولوا كثيرا من الزوامل إلى ألحان موسيقية، وسجلنا أكثر من 25 عملا في الاستوديو بدعم من مدير دائرة التوجيه المعنوي، العميد يحيى سريع، وإشراف ومتابعه نائبه العميد عبدالله بن عامر.

عزف حفلات تخرج المدارس
تعرضت فرقة الموسيقى العسكرية لحملة انتقادات شرسة عقب عزفها في حفلة تخرج طلاب المدارس، واعتبرو أن ذلك ينال من مكانتها العسكرية.. ماذا تقول؟
حدث وأن خرجت فرقة موسيقية في حفل تخرج طلبة وحصل انتقاد كبير باعتبار أن الفرق الموسيقية العسكرية تخرج لاستقبال رؤساء وليس تخرج طلبة.
وهذه الانتقادات تعكس نظرة قاصرة تجاه دور الموسيقى العسكرية، تجاهلوا أن أكثر المتفاعلين مع الموسيقى العسكرية هم الأطفال، وعندما نعزف في الشوارع لمناسبة ما، نجد أن الأطفال هم الأكثر التفافاً حولنا، وهم من يفرح بعزفنا. لدينا فيديوهات توثق ذلك، والهدف من الحملة الانتقادية هو محاولة تقزيم الموسيقى العسكرية وتحويل عملها الإيجابي إلى سلبي.

زي خاص بالمناسبات المدنية
هل تريد القول إن عزف الموسيقى العسكرية في المناسبات المدنية لا ينال من مكانتها العسكرية؟
نعم، ويجب علينا فهم الدور الإيجابي للموسيقى العسكرية في المجتمع، وكيف يمكن أن تسهم في إدخال الفرح والسعادة في قلوب الأطفال والمجتمع بشكل عام، وهذا ما يحرص عليه مدير دائرة التوجيه المعنوي العميد يحيى سريع، إضافة إلى أهمية مشاركة الموسيقى العسكرية في المناسبات المدنية كحفلات التخرج، وقد وجه بعمل زي خاص لهذه الفعاليات، ولن يتم حرمان الطلاب من مشاركة فرحتهم مع الموسيقى العسكرية، كما لن يتم حرمان العازفين من تحسين دخلهم.

رفع المعنويات
ماذا عن دور المعهد أو الموسيقى العسكرية في المعركة ضد العدوان؟
الموسيقى العسكرية ومنذ بدء العدوان على اليمن وهي تقوم بواجبها، ولها دور كبير في رفع معنويات المقاتلين، شاركنا في كل المواقع لرفع المعنويات، وعزفنا موسيقانا في كل الجبهات، بما فيها الجبهات الحدودية، ونشارك في حفلات تخرج الدفع العسكرية في جبهات القتال، ونقوم بتأبين الشهداء، ويُعد المعهد من أوائل الذين رفدوا الجبهات، وقدمنا حوالي 15 شهيداً.

الاستثمار في الموسيقى
لماذا لا يفتح المعهد أبوابه للاستثمار أمام الهواة لتعلم الموسيقى باعتبار ذلك فرصة لتحسين دخل منتسبي المعهد؟
هذه الفكرة تحتاج إلى دراسة وإمكانيات واسعة، أما بالنسبة لنا فالمعهد له طابع عسكري ومن الصعب دمجه مع الجانب المدني.

اهتمام حكومي
كيف تصف الاهتمام الحكومي بالمعهد؟
هناك اهتمام كبير من مدير الدائرة العميد يحيى سريع، الذي يدعم المعهد بحدود الإمكانيات المتاحة، ونحن نسعى لتنفيذ المهام الموكلة إلينا بأعلى مستوى، وفي حال تم فتح المجال لاستيعاب دفعة جديدة، ستعزز الدعم والاهتمام، مما يساهم في رفع مستوى التعليم في المعهد، لأن المعهد هو تعليمي، لكن نحن الآن ننفذ فقط مهام.
كلمة أخيرة؟
أشكر كل من يعمل معي في المعهد وقيادة دائرة التوجية المعنوي على اهتمامهم ودعمهم، ونسعى جاهدين لاستعادة مستوى العمل السابق ورفع وتيرة التعليم في المعهد.