«مواقع النجوم».. آمنة السالمي (فرانس)
- تم النشر بواسطة لا ميديا

لا ميديا -
في غزة الآن لا أحد آمن، لا مكان، ولا حتى حضن أم؛ إذ دُفن في يوم واحد أكثر من مئة شخص تحت ركام منازلهم دون سابق إنذار. أمّا نحن فنركض من دون أدنى فكرة إلى أين نذهب. نحمل ما تبقّى من الذكريات، ونحمل قططنا كما لو كانت آخر الكائنات الحية التي يمكننا الوثوق بها. الأرواح تُقتلع من أماكنها ومن ذراعَيْها في غزة، فلم يعد هناك مكان" (فرانس السالمي).
وُلدت آمنة السالمي، في العام 1989، في مخيم الشاطئ للاجئين في غزة، ونشأت في عائلة تحتضن الفن؛ إذ ورثت موهبة الرvسم عن والدتها.
تخرجت بامتياز في كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصى، وأمضت حياتها المهنية في الرسم والنحت والفن الرقمي.
عُرفت بين زملائها بنشاطها المجتمعي، وأولت الأطفال اهتماماً مميزاً؛ فنظمت لهم ورشاً فنية لتدريبهم وإدخال الفرح إلى قلوبهم. ظلت ترسم الجداريات داخل مراكز الإيواء، وتُبدع في الرسم على وجوه الأطفال، في محاولة صغيرة منها لإضاءة عالمهم وسط العتمة.
أحد مؤسسي منصة (Bypa.ByPalestine) الفنية، منذ انطلاقتها، ومن أوائل الرسّامات المشاركات في تعزيز المحتوى الفني للمنصة، وأسهمت في إنتاج عدد كبير من اللوحات. عملت بوعيها الفني العميق على "تأطير الألم ضمن جماليات الفن"، وقدمت عبر مشاركاتها في المعارض والفعاليات الثقافية صوت الفن الفلسطيني للعالم.
إلى جانب عملها الفني، كانت متطوعة نشطة ميدانياً، شاركت في مبادرة (Reviving Gaza)، وهي مجموعة تطوعية لتقديم المساعدات الأساسية للنازحين في جميع أنحاء قطاع غزة. فكان لـ"فرانس" دور بارز في التنسيق والتوزيع، وحرصت على دعم الفئات الأكثر تهميشاً في فترات الطوارئ.
في 30 حزيران/ يونيو 2025، استهدفت طائرات الاحتلال استراحة عند شاطئ غزة بصاروخ مباشر دمر الاستراحة وتناثرت أشلاء أكثر من 30 شهيداً، بينهم نساء وأطفال وصحفيون وفنانون ارتادوا الاستراحة كمكان تجمع للمدنيين والنازحين، وكان منهم "فرانس السالمي".
قبل استشهادها بعشرة أيام، نشرت آخر أعمالها الفنية: لوحة لثلاث نساء، أجسادهن مغطاة باللون الأحمر. اعتبر كثيرون لوحتها الأخيرة نبوءة بمصيرها تلوح بالوداع الأخير تاركة أثراً لا يُنسى.
المصدر لا ميديا