لا ميديا -
عُرف بتفانيه في العمل الطبي تحت ظروف إنسانية وأمنية قاسية. واستمر في أداء مهامه رغم الحصار، ونقص الإمدادات، والاستهداف المتكرر للمستشفيات. ظهر في عدة مناسبات محذراً من خطورة تدهور الوضع الصحي داخل القطاع، لاسيما مع تزايد الضربات التي تطال المنشآت الصحية. قال مرة: «كل شيء ينقص هنا إلا الموت».
مروان السلطان طبيب استشاريّ في أمراض الباطنية وأمراض القلب والقسطرة التداخلية، وأستاذ في كلية الطب بالجامعة الإسلامية في غزة، وهو من الكفاءات الطبية البارزة في قطاع غزة.
أدار المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا، شمال القطاع، وبقي مع الطواقم الطبية يؤدون مهامهم للجرحى والمصابين وسط مخاطر حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال على غزة. حاول خلال الحرب إعادة ترميم المستشفى وتشغيله مرتين، ليبقى واحداً من آخر المراكز الصحية التي واصلت خدماتها رغم تكرار قصفه وحصاره من قبل قوات العدو الصهيوني.
في أيار/ مايو 2025، خرج المستشفى عن الخدمة، بعد أن دمر القصف الصهيوني مولداته وأقسامه الحيوية، فاضطر السلطان مع الطواقم الطبية لإخلاء المرضى قسراً، والنزوح من جباليا مع عائلته وعدد كبير من العائلات الفلسطينية الأخرى، بعد أمر قوات الاحتلال بإخلاء المنطقة كليا.
استشهد في 2/ 7/ 2025 مع زوجته وعدد من أبنائه، بعد استهدافه بغارة من طائرات الاحتلال الصهيوني، حيث تعمد الاحتلال، في حرب الإبادة التي يشنها على غزة، التدمير الممنهج للمنظومة الصحية باستهداف المنشآت والأطباء والعاملين الصحيين والإغاثيين، ما أدى إلى استشهاد عدد كبير منهم؛ بالقصف المباشر أو بالتعذيب في المعتقلات، فيما جُرح آخرون أو خُطفوا أو اعتُقلوا على أيدي قوات الاحتلال.
قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، في بيان نعيه: «رحل بعد مسيرة عطاء طويلة قضاها في ميادين الطب والرحمة، وكان خلالها رمزاً للتفاني والصمود والإخلاص، في أصعب الظروف وأشدّ اللحظات التي عاشها شعبنا تحت العدوان المتواصل».
كما نعاه فلسطينيون كثيرون بوصفه أحد أعمدة القطاع الصحي، الذين صمدوا في شمال قطاع غزة.