عادل بشر / لا ميديا -
في ظل تزايد المخاوف الغربية و"الإسرائيلية" من تعاظم دور اليمن العسكري في المنطقة، نتيجة لما أثبتته صنعاء خلال موقفها الثابت تجاه حرب الإبادة الجماعية التي ينفذها الكيان الصهيوني بدعم أمريكي وغربي بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، وما كشفته الهجمات اليمنية إلى عمق الأراضي المحتلة، وفي البحر الأحمر، من تطوير متواصل لقدرات صنعاء العسكرية، سلطت وسائل إعلام روسية الضوء على هذه "القوة الصاعدة المُسلحة بإرادة لا يستطيع أحد كسرها".

صياغة حقيقية للنظام العالمي
حول هذا نشر موقع فوربوست (ForPost. i1;m1;m5;m6;k7;k7;) الروسي، مقالاً بعنوان (درس من الحوثيين: المتمردون يصفعون إسرائيل وترامب)، أشار فيه إلى أن القوات المسلحة اليمنية التي دأبت وسائل إعلام غربية وأخرى عربية متماهية مع المشروع الأمريكي والصهيوني للمنطقة، في وصفها بأنها "مليشيات حوثية متمردة ترتدي النعال" باتت اليوم قوة إقليمية "تعيد صياغة النظام العالمي وتضرب في أكثر المناطق إيلاماً".
وأوضح الموقع أن من وصفهم بـ"الحوثيين" المعروفين بحركة أنصار الله، بدأوا "بالرشاشات والأقدام الحافية، والآن لديهم أسلحة تفوق سرعة الصوت، وطائرات مُسيّرة، ويفرضون حصاراً استراتيجياً" في إشارة إلى الحصار المفروض على الملاحة الصهيونية في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب.
وأكد "فوربوست" أن "أنصار الله" وقوات صنعاء "مسلحون بإرادة لا يستطيع كسرها، لا بايدن ولا ترامب ولا حتى شرق أوسط موحد"، لافتاً إلى أن هذه القوة أصبحت "تركع التجارة الدولية وتضرب المراكز الإسرائيلية وتُسقط أسطورة الحصانة الغربية".
وتساءل الموقع "من قال إن أنصار الله لا يعيدون كتابة الجغرافيا السياسية الجديدة؟".
وأفاد بأن العمليات العسكرية التي تنفذها صنعاء، سواء العمليات البحرية أو تلك التي تستهدف عمق الكيان الصهيوني دعماً لقطاع غزة، ليست مجرد عمل عسكري، قائلاً "عندما ينفق الغرب المتطور تقنيًا مليارات الدولارات على الدفاع الصاروخي، ويُطلق المقاتلون من صنعاء صواريخ تفوق سرعة الصوت على أهدافهم، لم يعد هذا مجرد عمل عسكري، بل هو إعادة صياغة للنظام العالمي".
وأشار إلى استخفاف الإعلام الغربي بقوات صنعاء من خلال وصفها بـ"المتمردين"، موضحاً بأن هذه التصنيفات لم تعد صالحة للاستخدام، فالجيش اليمني اليوم "يضرب في أكثر المواضع إيلاماً، وأبرزها الأماكن اللوجستية والتجارة الدولية والمطارات والمواقع الاستراتيجية الإسرائيلية، والأهم من ذلك، يضربون سمعة الولايات المتحدة".
وأضاف "الجيش اليمني لا يكتفي بإرسال التحية لإسرائيل، بل يقول للعالم أجمع: إن عصر الهيمنة الأحادية انتهى".

اللعبة تغيرت
وتطرق موقع (ForPost. i1;m1;m5;m6;k7;k7;) الروسي، الى بيانات القوات المسلحة اليمنية على لسان ناطقها الرسمي العميد يحيى سريع، مشيراً إلى أن هذه البيانات، وخصوصاً الأخيرة، تعتبر "بيانات جيوسياسية" أكثر من كونها تقارير عسكرية"، فهو -العميد سريع- "يعلن بهدوء عن الهجوم الأسرع من الصوت بصاروخ فلسطين-2 على مطار إسرائيلي، وعن طائرات مُسيّرة تُحلق فوق يافا وعسقلان وإيلات. كل هذا بأسلوب لاعب واثق، لا ثائر يائس". ويرى الموقع بأن "اللعبة تغيرت، منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، شلّ الحوثيون حركة الملاحة في البحر الأحمر، معلنين حصارًا دعمًا للفلسطينيين". وأن "العالم، الذي اعتاد على مقولة أن اليمن بلد الفقر والفوضى، يواجه فجأة واقعًا مختلفًا أصبح فيه اليمن مركزاً استراتيجياً وصوتاً لمنطقة لم تعد صامتة".
وأفاد أنه "بينما تتخبط وسائل الإعلام الأوروبية في كيفية تأثير ضربة يمنية أخرى على إمدادات النفط وإحداث سلسلة من ردود الفعل في السوق، تزم بروكسل وواشنطن شفتيهما، فحتى دونالد ترامب، الذي سعى يومًا ما إلى إكليل الغار من أجل (السلام في الشرق الأوسط)، مُجبر الآن على مشاهدة لاعبين جدد يُعيدون رسم خريطة المنطقة".
وردا على الاتهامات الموجهة إلى اليمن بـ"نشر عدم الاستقرار"، نقل الموقع تأكيدات القوات المسلحة اليمنية في بياناتها بأنها "ستواصل التحرك بالعمليات العسكرية حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة".. معتبراً أن "هذا الموقف البسيط تحديدًا هو ما يجعل الحوثيين قوةً أخلاقيةً جبارة. ففي عالمٍ تُقايض فيه القوى العظمى الإنسانية ببرميل، يتصرف اليمن، على نحوٍ مُناقض، بثبات".

قوة استراتيجية
وأكد الموقع الروسي أن "الحوثيين أثبتوا مرارًا وتكرارًا أنهم ليسوا مجرد جماعة إقليمية محدودة التأثير، بل هم قوة ذات استراتيجية واضحة، ودوافع سياسية مدعومة على نحوٍ مثير للدهشة، بضربات فعّالة ومستوى مذهل من الإتقان التكنولوجي".
وقال بأن الضربات بالطائرات المسيرة والصواريخ الأسرع من الصوت أصبحت "سمة مميزة" للقوات اليمنية، وأن "البحر الأحمر هو ميدانهم، حيث لم يتمكن أحد بعد من إزاحتهم عن عرش المقاومة" حدّ تعبيره.
وخلص الموقع إلى القول "إذا كان الحوثيون يُهابون سابقًا، فقد بدأوا يحظون بالاحترام. وهذا، أشد خطورة على من اعتادوا اعتبار أنفسهم صانعي الحرب والسلام الوحيدين في العالم".