المدرب الوطني ناجي العراسي لــ«لا الرياضي»:مكالمة هاتفية قادتني إلى عالم التدريب وتجاربي مع الأندية الكويتية ناجحة
- تم النشر بواسطة طارق الأسلمي / لا ميديا

حاوره: طارق الأسلمي / لا ميديا -
يعشق التدريب منذ ريعان شبابه، ويحمل في قلبه شغفاً وحباً عميقاً لهذه المهنة. واجه العديد من التحديات؛ لكنه، بفضل إصراره وعزيمته، تمكن من الحصول على العديد من المؤهلات العلمية التي ساهمت في بناء قاعدة قوية لمسيرته التدريبية.
غادر وطنه بحثاً عن الفرصة في دولة تتمتع بإمكانات وظروف ملائمة للنجاح. هناك بدأ مشواره المهني بعد جهدٍ كبير، وتمكن من إثبات نفسه في الساحة الرياضية، ليصبح واحداً من المدربين المتميزين الذين عملوا مع الأندية والأكاديميات الكويتية.
في حوار موسع أجراه معه "لا الرياضي"، تناول المدرب الوطني ناجي العراسي مسيرته وطموحاته، متطرقاً إلى كل ما يتعلق بكرة القدم اليمنية، وموجهاً نصائح ورسائل تهدف إلى تطوير اللاعبين والمدربين في اليمن.
كيف بدأت رحلتك مع التدريب؟ وما هو التحدي الأكبر الذي واجهته في بداية المسيرة؟
- بدأت رحلتي مع التدريب في العام 2014، عندما تلقيت اتصالاً من الكابتن عبدالوهاب الحواني للانضمام إلى الطاقم الفني في أكاديمية نادي الوحدة. كانت تلك التجربة نقطة انطلاقي الحقيقية، حيث ساهمت الأكاديمية في تخريج عدد من النجوم البارزين، أمثال حمزة الريمي وعبد الرحمن الشامي. أما التحدي الأكبر الذي واجهته في البداية فكان صياغة فلسفة تدريبية خاصة بي والعمل على تطوير ذاتي.
ما هي المؤهلات التدريبية التي حصلت عليها حتى الآن؟ وكيف ترى تأثيرها في مسيرتك المهنية؟
- بحمد الله حصلت حتى الآن على شهادات التدريب (C) و(B) و(A)، بالإضافة إلى شهادة اللياقة البدنية المستوى الأول. لا شك أن الشهادات التدريبية أصبحت ضرورة في تطوير الذات ومعرفة تفاصيل أساليب وتكتيكات اللعب ولها تأثير كبير جداً على مستقبلي المهني.
هل أنت مستقر حالياً في الكويت؟ وهل تلقيت عروضاً للتدريب في اليمن؟
- نعم، أنا مستقر ومقيم في دولة الكويت منذ 10 سنوات. لم أتلقَّ أي عروض للتدريب في اليمن حتى الآن؛ ولكن العودة والعمل هناك كمدرب أمر صعب في الوقت الحالي، وقد يكون ممكناً في المستقبل.
هل يمكنك أن تقدم لنا ملخصاً لمحطاتك التدريبية وخبراتك العملية حتى الآن؟
- بالتأكيد. بين العامين 2015 و2019 عملت في عدة أكاديميات رياضية، في موسم 2019/ 2020، انضممت لنادي برقان كمدرب مساعد، إلا أن الموسم توقف بسبب جائحة كورونا. بعد ذلك توليت تدريب فريق تحت 15 سنة في نادي اليرموك، ثم عدت إلى نادي برقان كمساعد مدرب خلال موسم 2022/ 2023. لاحقاً، انتقلت للعمل مع نادي النصر وأمضيت هناك موسما ونصف الموسم. حالياً أشغل منصب المدير الفني في أكاديمية لاماسيا بدولة الكويت.
ماذا عن تجاربك مع الأندية الكويتية؟ وهل استفدت منها؟
- كانت تجاربي مع الأندية الكويتية ناجحة ولله الحمد. بالتأكيد استفدت كثيراً من هذه التجارب، حيث ساعدتني على تطوير أساليب اللعب الحديثة وفهم استراتيجيات جديدة في الميدان. كانت تجارب غنية أضافت لي خبرات قيمة.
من هم الأشخاص أو المدربون الذين كان لهم التأثير الأكبر في تشكيل فلسفتك التدريبية؟ وهل تأثرت بأساليب مدربين معينين على المستوى المحلي أو العالمي؟
- بالفعل، تأثرت بعدد من المدربين الذين تركوا بصمة كبيرة في عالم التدريب. على المستوى العالمي، يعتبر بيب جوارديولا وتشافي هيرنانديز من أبرز الشخصيات التي أثرت في فلسفتي التدريبية. أما محلياً فقد كان للكابتن ماجد عنقاد دور مهم في تشكيل رؤيتي التدريبية، حيث تعلمت منه الكثير.
ما الفرق بين تدريب الفئات العمرية الصغيرة وتدريب الفئات الأكبر سناً؟ وكيف يمكن للمدرب التعامل مع كل فئة بشكل صحيح؟
- كل مرحلة عمرية لها خصائصها واحتياجاتها المختلفة، ولكل منها إيجابيات وسلبيات. كمدرب يجب أن تكون لديك القدرة على التكيف مع متطلبات كل فئة. في تدريب الفئات العمرية يجب أن تكون معلماً ومربياً في المقام الأول، ثم بعد ذلك تأتي الحصة التدريبية التي تركز على الجانب الفني. أما مع اللاعبين الكبار أو المحترفين فيختلف الأمر تماماً، وهنا يجب أن تكون إدارياً، أي أن تدير الحصة التدريبية بشكل فعال.
كيف تركت ناديك السابق الوحدة؟ وكيف تقيّم وضعه الحالي؟
- تركت نادي الوحدة بعد موسمين من تحقيق البطولة الرابعة. النادي حالياً يمرّ بظروف صعبة على الصعيد الإداري، وهو ما انعكس بشكل واضح على أداء الفريق الأول.
كيف ترى مستقبل المدرب الوطني في اليمن بحكم قربك من هذا المجال؟
- بإذن الله المستقبل واعد، خصوصاً أن هناك وجوهاً جديدة تبشر بالخير، لاسيما مع تخرج عدد كبير من المدربين مؤخراً من دورات (C) التي أُقيمت في العاصمة صنعاء. ومع الاستمرار في البحث عن كل ما هو جديد في عالم كرة القدم، يمكن للمدرب الوطني أن يحقق تطوراً ملحوظاً ويسهم في تطوير الكرة اليمنية.
هل هناك نادٍ معين ترى أنه قدم المدربين الوطنيين ودعمهم بالشكل السليم الذي يطمحون إليه؟
- قبل الأحداث، كانت معظم الأندية تفضّل التعاقد مع المدربين الأجانب، خصوصاً العرب، بينما كان المدرب الوطني يُستخدم غالباً كخيار طارئ أو عند عدم توفر مدرب أجنبي مع الأسف. أتمنى أن يتغير هذا النهج مستقبلاً، وأن تحظى الكوادر الوطنية بالدعم والثقة التي تستحقها.
ما رأيك في المدربين التالية أسماؤهم: سامر فضل، قيس صالح، علي النونو، وهيثم الأصبحي؟
- جميعهم مدربون يتمتعون بالطموح والشغف الكبير، وأرى أنهم سيكون لهم شأن كبير في المستقبل القريب، خاصة إذا أتيحت لهم الفرصة الكافية وحظوا بالدعم.
كيف تقيم مستوى الكرة اليمنية حالياً. وهل ترى تحسناً ملحوظاً في الفترة الأخيرة؟
- رغم الظروف الصعبة التي يعيشها الوطن إلا أن المنتخبات الوطنية والأندية تقدم مستويات جيدة، ويكفي أن الكرة هي الملاذ الوحيد لفرحة الشعب اليمني. وهنا نشكر اتحاد الكرة على جهوده.
كيف تقيّم أداء المنتخبات الوطنية في الفترة الأخيرة؟ وما توقعاتك لحظوظها في الاستحقاقات القادمة؟
- بالنظر إلى منتخبات المنطقة التي تتمتع باستقرار فني وإمكانات أعلى، أرى أن منتخباتنا الوطنية تقدم أداءً جيداً، بل وتنافس في مختلف البطولات. في النسختين الأخيرتين من كأس آسيا تحت 20 و17 سنة نجحنا في المشاركة، وهو مؤشر إيجابي، رغم أن النهائيات الآسيوية الأخيرة للناشئين فقدنا فيها حلم التأهل لكأس العالم 2025 بقطر. أما فيما يخص الاستحقاقات المقبلة فنأمل أن يواصل منتخبنا الأول مسيرته بنجاح نحو التأهل لكأس آسيا.
بعد تداول أنباء عن رحيل المدرب الجزائري ولد علي، برأيك أيهما الأنسب لقيادة المنتخب: المدرب الوطني أم الأجنبي؟
- بالنسبة لخبر رحيل ولد علي غير صحيح؛ لكن بصراحة كنت أتمنى أن يكون صحيحاً. وفي حال استمراره فمن الضروري دعمه لمنح المنتخب فرصة التأهل إلى كأس آسيا 2027. ومع ذلك أرى أن المدرب الوطني هو الخيار الأفضل؛ لأنه على دراية تامة باللاعبين، ويفهم طبيعة المنافسات والظروف المحلية بشكل أفضل.
تعاقب الكثيرون على تدريب المنتخب الوطني. من هو أفضلهم برأي ناجي العراسي؟
- في الفترة الأخيرة، أرى أن المدرب التشيكي ميروسلاف سكوب هو الأفضل، حيث قدم أداءً مميزاً وساهم في تطوير مستوى المنتخب بشكل ملحوظ.
ما هي أبرز المواهب اليمنية الشابة التي ترى أنها ستحدث فارقاً في المستقبل؟
- هناك العديد من المواهب الواعدة، وأرى أن عادل عباس وأنور الطريقي وعبدالعزيز مصنوم من أبرز الأسماء التي تمتلك إمكانيات كبيرة تؤهلهم للتألق وصنع الفارق في السنوات القادمة.
كيف يمكن أن نطور عقلية اللاعب اليمني الذي يفتقر إلى علم الصغر ودروس الأكاديميات؟
- إذا أردنا تطوير عقلية اللاعب اليمني، فعلينا البدء من الفئات العمرية المبكرة؛ لأن بناء الفكر الكروي السليم يبدأ من الصغر. يمكن تحقيق ذلك من خلال المحاضرات التثقيفية قبل التمارين، وتقديم النصائح المستمرة من قبل المدربين.
من حيث المواهب الشابة، كيف تقارن بين اللاعب اليمني والكويتي؟
- اللاعب اليمني موهوب بالفطرة ولا يتم صناعته، واليمن مليء بالمواهب؛ لكن لا يوجد من يصقلها ويعتني بها. أما في الكويت هنا المواهب نادرة جداً، وآخر موهبة هو بدر المطوع من العام 2003.
هل يوجد لاعبون أو مدربون يمنيون ينشطون في الأندية أو الأكاديميات الكويتية؟
- نعم، هناك عدد من اللاعبين والمدربين اليمنيين الناشطين في الأندية والأكاديميات الكويتية. من بين اللاعبين: محمد علي سعد مواليد 2011 في نادي القادسية، لاعب ينتظره مستقبل إذا استمر، أيضاً هناك يوسف ناجي العراسي مواليد 2017 ويُمثل نادي الكويت. على صعيد المدربين يبرز عدد من المدربين اليمنيين هنا، ومن بينهم أخي الأصغر خالد، الذي يعمل كمدرب في أكاديمية ويحمل شهادة (C)، ومحسن الشغدري الذي يتمتع بخبرة كمدرب في أكاديمية أيضاً وحاصل على شهادة (C). إلى جانب ذلك يُعتبر فرج بامخير مساعد مدير فني للبراعم في نادي النصر والمُعتمد بشهادة (B). كما أن هاني باخلة يعمل كمساعد مدرب الناشئين في النادي نفسه ويحمل شهادة (A). وأخيراً يشغل عمر باني منصب مدرب البراعم في نادي اليرموك، وهو أيضاً حاصل على شهادة (A).
إذا طُلب منك تقديم نصيحة لشاب يرغب في دخول مجال التدريب، ماذا ستقول له؟
- سأقول له: الأهم أن تمتلك الشغف والحب لهذا المجال؛ لأن التدريب ليس مجرد وظيفة، بل هو شغف مستمر بالتعلم والتطوير. لا تنتظر أحداً ليأخذ بيدك، بل اسعَ بنفسك لاكتساب المعرفة وتطوير ذاتك. هناك العديد من الدورات وورش العمل المتاحة عبر الإنترنت، استفد منها لتحقيق الحلم.
أخيراً، ما هو طموحك كمدرب؟ وهل تطمح يوماً لتولي قيادة أحد المنتخبات الوطنية؟
- طموحي الأكبر هو الحصول على شهادة (PRO)، لأنها تمثل أعلى المستويات في عالم التدريب. وبالتأكيد أحلم بتدريب أحد المنتخبات الوطنية في المستقبل.
المصدر طارق الأسلمي / لا ميديا