لا ميديا -
في أحد أزقة غزة، وقف موسى (15 عاما)، ابن الشهيد أبو طماعة، متحدثاً عن والده بحبٍّ وفخر، رغم الألم الذي يسكن صوته: «كان يحبنا كثيراً، ويحثنا دائماً على التحلي بمكارم الأخلاق. كان يقول لنا إن الوطن غالٍ، وأن مهر الدفاع عنه كبير. أبي لم يتهاون يوماً في خدمة القضية. كان يعلم أن هذا الطريق صعب؛ لكنه كان مستعداً لكل شيء. أبي استشهد؛ لكنه ترك رجالاً من بعده، سيكملون الطريق. المقاومة فخرنا».
وُلد غازي أبو طماعة عام 1973، في قطاع غزة، لعائلة متجذرة في أرض فلسطين، ونشأ على حب الوطن والدفاع عنه. كرّس حياته للمقاومة منذ صغره. كان يدرك أن هذا الطريق محفوف بالمخاطر؛ لكنه مضى فيه بعزم، مؤمناً بأن الحرية لا تأتي بلا ثمن.
بدأ كغيره من الأطفال بقذف الحجارة في وجه دوريات الاحتلال في الانتفاضة الأولى. وفي التسعينيات التحق بصفوف كتائب القسام، وشارك بفاعلية في انتفاضة الأقصى، فخطط ونفذ عدداً من العمليات ضد قوات الاحتلال.
تدرج في صفوف كتائب القسام، وكان له دورٌ محوري في تطوير قدرات المقاومة العسكرية، مجال تصنيع الأسلحة وتطوير منظومة الإمداد اللوجستي، وأصبح عضواً في المجلس العسكري العام، ثم قائداً لـ»القسام» في مخيمات وسط قطاع غزة، حتى تولى ركن الأسلحة والخدمات القتالية.
وضعته أجهزة الاحتلال ضمن قائمة أكثر قيادات القسام المطلوب تصفيتها. وأخفقت كل محاولات الاحتلال بطرقها المتعدة في النيل منه؛ حيث تعقبه في أماكن كثيرة، وقصف منزله ودمره عدة مرات.
في 26 آذار/ مارس 2024، أعلن الناطق العسكري باسم جيش الاحتلال عن اغتيال مروان عيسى «برفقة مساعده غازي أبو طماعة مسؤول الوسائل القتالية في غارة على مخيم النصيرات».
في 30 كانون الثاني/ يناير 2025، أعلن الناطق باسم كتائب القسام استشهاد القائد العام للكتائب محمد الضيف إلى جانب عدد من القادة، من بينهم غازي أبو طماعة ومروان عيسى.
شيّعه أهالي دير البلح وسط قطاع غزة، بمشاركة المئات من مقاتلي القسام وكتيبة دير البلح الذين ظهروا بزيهم العسكري وأسلحتهم الرشاشة وسياراتهم المكشوفة.