«لا» 21 السياسي -
اتخذ الرئيس الأمريكي اللاحق السابق، دونالد ترامب، في الأيام الأخيرة، نهجاً أكثر عدوانية لسياسته الخارجية، عندما عبّر عن رغبات وخطط كبيرة لجعل أمريكا أكبر مساحة، عن طريق إضافة ملايين الكيلومترات المربعة إلى مساحتها البالغة حاليا 9.8 مليون كيلومتر مربع. قبل أيام غرد ترامب على منصتى «إكس» و«تروث سوشيال»، مكرراً التعبير عن رغبته فى الاستحواذ على جزيرة جرينلاند التابعة للدنمارك، والبالغة مساحتها 2.1 مليون كيلومتر مربع، أي ما يزيد على ضعف مساحة جمهورية مصر العربية، إضافة للسيطرة على قناة بنما، وضم كندا التي تبلغ مساحتها ما يقرب من 10 ملايين كيلومتر مربع، وربما يغزو المكسيك!
لا تعد فكرة شراء جرينلاند مزحة، ولا كذلك فكرة ضم كندا وقناة بنما للسيادة الأمريكية؛ إذ يراها الكثير من الخبراء ذات معنى استراتيجي واقتصادي كبير. ولم يوضح ترامب كيف له أن يحقق ما يريد دون الحاجة إلى القيام بعمليات غزو عسكري.
أعلن ترامب كذلك أن الولايات المتحدة «ستطالب بإعادة قناة بنما إلينا» إذا لم يتم تخفيض رسوم السفن الأمريكية لعبور الممر المائي، الذي أعادته الولايات المتحدة إلى السيطرة البنمية ابتداء من العام 1977 أثناء حكم الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر.
رداً على ما سبق، أعلن رئيس بنما، خوسيه راؤول مولينو، في خطاب متلفز، أن بنما لن تسلم متراً مربعاً واحداً من القناة. ورد ترامب على منصة «تروث سوشيال» بالقول: «سنرى ذلك!»، ثم أتبع ترامب ذلك بنشر صورة للعلم الأمريكي يرفرف فوق القناة، معلقاً: «مرحبا بكم في قناة الولايات المتحدة»!
وعاد ترامب، قبل يومين، ليكرر مطالبه بصورة مباشرة. وقال: «عيد ميلاد سعيد للجميع، بمن فى ذلك جنود الصين الرائعين، الذين يديرون قناة بنما بجدية؛ ولكن بشكل غير قانوني (حيث فقدنا 38000 شخص في بنائها قبل 110 سنوات)». وأضاف: «إلى حاكم كندا، جاستن ترودو، الذى يفرض ضرائب مرتفعة للغاية على مواطنيه، ولكن إذا أصبحت كندا ولايتنا رقم 51، ستخفض ضرائبها بأكثر من 60٪، وستتضاعف أعمالهم على الفور في الحجم، وسيتم حمايتهم عسكرياً مثل أي ولاية أميركية أخرى. وبالمثل، إلى شعب جرينلاند، التي تحتاجها الولايات المتحدة لأغراض الأمن القومي، والذين يريدون أن تكون الولايات المتحدة هناك. سنفعل ذلك».
ترامب، الذي اعترف في ولايته الأولى بالقدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني وبالجولان المحتل أراضي «إسرائيلية»، تحسّر في ذروة حملته الانتخابية الأخيرة على مساحة «إسرائيل» الصغيرة، متمنياً/ متعهداً بتوسيع تلك المساحة، وهو ما فسّره كثيرون بعقد صفقة بينه وبين اليهود: البيت الأبيض مقابل غزة والضفة وربما أكثر! إذ يتجاوز الأمر الصفقة إلى انكشاف جديد لحقيقة السياسة الأمريكية الإمبريالية.
في خطابه الأسبوعي الأخير، أكد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن «واقع الأمة يشجع الأمريكي على الأطماع، وأتى ترامب في إطار هذا التوجه الأمريكي الذي عليه السياسة الأمريكية».
ويشخص السيد كل ما سبق بالقول: «ترامب يتحدث بكل وقاحة عن طمعه في السيطرة على قناة بنما ورغبته في ضم كندا لتكون الولاية الـ51 في أمريكا؛ فما بالك بأمّتنا؟!».
المصدر «لا» 21 السياسي