حاوره:كمال مسعود / لا ميديا -
مَن منا في جيل الثمانينيات والتسعينيات لا يتذكر الظهير الأيسر الطائر والأنيق في لعبه، صاحب المهارات الفنية في لعب الكرات العرضية العالية والتسديدات الثابتة التي امتاز بها خلال مسيرته في الملاعب؟!
قائد محنك وركيزة أساسية في كتيبة الفريق الأول لكرة القدم بنادي الصقر في زمن يوصف بالأجمل والذهبي في تاريخ الكرة اليمنية، وشخصية عرف بأخلاقه العالية داخل وخارج الملعب.
صحيفة "لا" التقت "جونيور الكرة اليمنية"، النجم رياض عبد الإله، وأجرت معه حواراً تحدث فيه عن مسيرته الكروية وذكريات جيل الزمن الكروي الجميل، وآرائه في القضايا الرياضية المتعلقة بناديه ورياضة الحالمة والكرة اليمنية.

 بداية نرحب بك كابتن رياض، ونتطرق معك إلى انطلاقتك الكروية مع الصقر؟
- أشكرك أخي الكريم وأشكر صحيفة "لا" على الاستضافة.
رياض عبد الإله الأديمي، مواليد عام 1962 بالشيخ عثمان - عدن.
بدايتي كانت تقليدية كأي لاعب. في العام 1968 لعبت في الحارة ثم المدرسة، ومن العام 1976 بدأت ألعب لمنتخب المدرسة، ثم في العام 1978 التحقت بنادي الصقر.
وبالمناسبة، لم يكن التحاقي بنادي الصقر من خلال ذهابي إلى النادي وتوقيع استمارة العضوية، ولم أخطط مسبقا للالتحاق بالصقر بحد ذاته، رغم أن أخي الأكبر، نجيب عبد الإله، كان قد لعب قبلي لنادي الصقر كظهير أيسر.
انضمامي إلى الصقر كان من خلال إحدى مباريات فرق الحواري عام 1978، وكانت على كأس. تلك المباراة كان حاضراً لمشاهدتها أحد إداريي نادي الصقر، هو المرحوم محمد محسن الطائفي، وخلال مشاهدته لي عندما كنت ألعب، أعجب بي وطلبني للحضور إلى مقر النادي بعد المباراة، وفعلا ذهبت، وهكذا كانت قصة التحاقي بنادي الصقر.
أول مباراة لعبتها للصقر كانت عام ١٩٨٠ ضد نادي سلام إب، قبل اندماجهم مع نادي الفتوة في نادي الاتحاد. وآخر مباراة رسمية لعبتها كانت مع نادي الطليعة ضد نادي أهلي صنعاء بملعب الظرافي بالعاصمة عام 1994، وآخر مباراة ودية في ختام مسيرتي الكروية خضتها مع الصقر ضد نادي الجيل بالحديدة عام 1998. وأول مدرب تدربت تحت إشرافه هو الكابتن عبدالعزيز مجذور، أتمنى له الصحة والعافية.
 لماذا لم تستمر في المجال التدريبي بعد اعتزالك لعب كرة القدم؟
- بعد اعتزالي حضرتُ دورة تدريبية في صنعاء عام 1996؛ ولكني لم أحب الخوض في هذا المجال، فاستبعدت الفكرة سريعا.
 كيف ترى أوضاع نادي الصقر خلال الفترة الحالية؟
- وضع الصقر حاليا صعب، خصوصا بعد أن تدمر مقر النادي بالكامل مع الملاعب. ولكن اليوم بجهود إدارة النادي، ممثلة بالأستاذ شوقي هائل والأخ رياض الحروي، تم استلام مقر النادي وبدأ إعادة تأهيل الملاعب، وإن شاء الله تعود الحياة إلى سابق عهدها في القريب العاجل، وأتمنى من إدارة الصقر الاهتمام بأبناء النادي بشكل عام في جميع المجالات، رياضية وإدارية وفنية، كما يجب.
 كيف كانت لقاءات الصقر مع نادي الطليعة وأهلي تعز؟
- لقاءات الصقر مع طليعة تعز وأهلي تعز كانت ديربيات قوية وحماسية، تجلب الجماهير الكروية من جميع أنحاء محافظة تعز، وكان لها طابعها الخاص.
 ماذا عن أقوى اللقاءات التي لعبتها للصقر؟
- أقوى اللقاءات التي شاركت فيها كانت تلك التي تجمع فريق الصقر مع شعب إب. فعلا شعب إب يستحق لقب العنيد. معظم مبارياتنا مع شعب إب تنتهي بنتيجة 4 - 3 في الذهاب والإياب؛ ولكن كنا نتفوق عليهم في الغالب.
 ما هو أفضل جيل مثل نادي الصقر خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات والألفية الجديدة؟
- أفضل جيل لنادي الصقر، بل وعلى جميع مستوى أندية الجمهورية، هو جيل الثمانينات، وهذا بشهادة الجميع، صحيح كانت الإمكانيات شحيحة جدا؛ ولكن كان حب اللاعبين في تلك الفترة للكرة وإخلاصهم والتزامهم وانضباطهم وتقديمهم لمستويات فنية رائعة هو ما ميزهم عن الأجيال اللاحقة.
 ما هي أسباب تدهور الأوضاع الرياضية في محافظة تعز؟
- لست ملماً بأسباب تدهور الرياضة بشكل عام في محافظة تعز؛ لكن بالنسبة لتدهور كرة القدم في محافظة تعز بكل تأكيد فإنه يعود إلى عدم توفر الإمكانات المادية. هذا أولا. وثانيا: القصور الحاصل في أداء فرع الاتحاد بالمحافظة، فليس له أي دور في إقامة فعاليات ومنافسات كإقامة دوري تنشيطي لجميع الفئات العمرية بالمحافظة؛ ويقتصر دور فرع الاتحاد على الحضور كمتفرج فقط عندما تقام أنشطة بتمويل من جهات أو أشخاص ليس لهم علاقة بالفرع.
 حدثنا عن الأجواء الرياضية خلال الثمانينيات والتسعينيات؟
- الأجواء الرياضية في تلك الحقبة متميزة جداً، من حيث الحضور الجماهيري، الجماهير ومشجعو الأندية كانوا يتدافعون إلى الملاعب من ساعات مبكرة قبل بدء المباريات لحجز أماكنهم في المدرجات التي كانت تمتلئ ولا تبقى أماكن للمتأخرين، هذا إن كانت مباريات فرقهم في المحافظة نفسها، أما إن كانت مباريات فرقهم في محافظات أخرى فكانوا يتبعون فرقهم لتشجيعها على حسابهم الخاص.
في زمننا كان جميع المشجعين كبارا، في السن وفي العقليات. حاليا توجد روابط للمشجعين وتصرف لهم فلوس كبدل سفر وتغذية، والملاحظ أن سوادهم الأعظم من الأطفال مع الأسف.
في تلك الفترة كانت الأندية تجمع لاعبين عمالقة: عبدالعزيز القاضي في أهلي تعز، منيف عطا وعبدالناصر الحلالي وعبدالرحمن عبدالجليل ومحمد درهم بالصقر، مضر السقاف الطليعة، عبدالرقيب الأديمي وناجي الصباحي في جيل الحديدة، أحمد غالب وأنور عديني ورامي عبدالرزاق وحسين مجربي في أهلي الحديدة، محمد الحمامي والجاموس في شعب إب، خالد الناظري في الزهرة، طارق السيد وخالد العرشي في وحدة صنعاء، جمال حمدي ومهدي علوان في المجد، أحمد الصنعاني وخالد دريبان وعبدالباسط أنعم في أهلي صنعاء، محمد ثابت في شباب الحديدة تقريبا... وهذا اللاعب الأخير لا تسعفني ذاكرتي بتذكر اسمه ولقبه جيدا؛ ولكنه كان لاعباً ممتازاً وخطيراً جدا ولم يأخذ حقه إعلاميا. وأخيرا على سبيل الذكر كان هناك وطن البريد في فتوة إب.
 ماذا ينقص الكرة اليمنية لترتقي إلى مستوى أفضل؟
- الكرة اليمنية ينقصها أولا وأهم شيء استغلال الكفاءات والابتعاد عن المحسوبيات، وإيكال المهام للمتخصصين، كلّ بحسب تخصصه.
ثانيا: التخطيط للمدى الطويل، وليس كما هو حاصل حاليا، عندما توجد مشاركة نقوم بتعيين مدرب ونجمع اللاعبين من الحواري. إذا لم يوجد دوري صحيح وقوي لن تتطور الأندية ولن نتمكن من تجهيز منتخب لائق.
 من هو الأنسب والأفضل للكرة اليمنية، المدرب المحلي أم الأجنبي؟
- ليس مهماً أن يكون المدرب محلياً أو أجنبياً، المهم الاختيار الصحيح للمدرب.
 من هو أفضل مدرب وطني مر على الكرة اليمنية؟ 
- المدرب الوطني علي صالح عباد (رحمة الله عليه)، مدرب أهلي صنعاء والمنتخبات الوطنية، والمدرب المخضرم مقبل الصلوي، الذي أعطى الكثير للكرة اليمنية. للأسف بلادنا مقبرة لأصحاب الكفاءات والخبرات التدريبية.
 من وجهة نظرك، ما الفرق بين لاعب الأمس ولاعب اليوم؟
- لاعب الأمس كان يحب اللعبة ويخلص لها، يهوى اللعبة كهواية وليس كمهنة، يريد أن يستمتع ويمتع، حتى وهو مصاب يلعب وهو يخفي إصابته عن مدربه كي لا يستبعده من التشكيلة.
لاعبو اليوم لن أظلمهم، هناك لاعبون تفوقوا حتى على لاعبي زمننا بمهاراتهم؛ لكن الأغلبية غير مهتمين بأنفسهم؛ سهر وقات، ولا توجد مشاركات، وينامون إلى أن يتم استدعاؤهم بعد حين.
في زمننا كان اللاعب يلعب عشرة مواسم على أقل تقدير، بينما اليوم اللاعب يلعب خمسة مواسم وينتهي مشواره.
 ماذا عن مشاركاتك الخارجية؟
- مشاركاتي الخارجية كانت مع المنتخب؛ ولكنها قليل جدا؛ وذلك لتوقفي المبكر عن اللعب، بسبب الوظيفة في القطاع الخاص.
 لاعب تمنيت اللعب بجانبه...؟ ولاعب تمنيت أن يلعب مع الصقر...؟
- كنت أتمنى اللعب إلى جانب اللاعب الكبير عبدالعزيز القاضي. واللاعب الذي تمنيت أن يلعب معنا في الصقر هو أنور عديني الله يرحمه.
 لو طلبنا منك اختيار أفضل اللاعبين في مراكز حراسة المرمى والدفاع والوسط والهجوم، من ستختار؟
- حارس مرمى عبدالرحمن عبدالجليل الصقر، وأفضل مدافع نجم نادي وحدة عدن عبدالله الهرر الله يرحمه، وأفضل وسط عبدالعزيز القاضي أهلي تعز وعمر البارك من التلال، وأفضل مهاجم شرف محفوظ التلال وعلي النونو أهلي صنعاء.
 ما أفضل اتحاد مر على الكرة اليمنية؟
- اتحاد علي الأشول الله يرحمه كان الأفضل؛ لأنه كان لاعباً ونجماً كبيراً في كرة القدم وابن اللعبة.
 كيف ترى عمل إدارة الاتحاد الحالي خلال فترة رئاستها لما يقارب العشرين عاماً؟
- أتمنى من الاتحاد العام تصحيح المسار وتجاوز الأخطاء السابقة وعدم المكابرة بالاستمرار في طريق الخطأ.
 كلمة أخيرة...؟
- شكرا لك أخي العزيز، والشكر موصول لصحيفة "لا" وملحقها الرياضي، وتحياتي لجميع القراء الكرام..