
تقرير- عادل بشر / لا ميديا -
كشف مركز بحثي صهيوني عن حجم المخاوف التي تعتري كيان الاحتلال، مع ما وصفه باستمرار التهديد الذي يشكله اليمن، اقتصادياً وعسكرياً، للعدو الصهيوني، خصوصاً مع تأكيد سيد الثورة عبدالملك الحوثي، في خطابه الأخير، الأحد الماضي، التزام اليمن بموقفه المبدئي والإنساني والأخلاقي والديني والعقائدي في دعم الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن الجبهة العسكرية مستمرة في تطوير قدراتها، وتسعى لتحقيق أهداف أكبر.
ونشر مركز "بيغن والسادات للدراسات الاستراتيجية"(BESA) الصهيوني، أمس، تحليلاً أعده العقيد المتقاعد في جيش الاحتلال رافائيل ج. بوشنيك تشين، حول خطورة استمرار الجبهة اليمنية مشتعلة ضد الكيان الصهيوني، وما تمثله هذه الجبهة من استنزاف عسكري واقتصادي للاحتلال.
وأشار المركز إلى أن فشل القوى الغربية بأساطيلها الحربية في ردع القوات المسلحة اليمنية أو التأثير على قدراتها العسكرية، يُعد "نبأ سيئا للغاية بالنسبة لإسرائيل".
وأضاف: "فهو يعني أنه لن يكون هناك أي تراجع في التهديد الذي تشكله الصواريخ الباليستية بعيدة المدى والطائرات بدون طيار التي يمتلكها الحوثيون - كما حدث في إطلاق صاروخ باليستي على الأراضي الإسرائيلية في 15 أيلول/ سبتمبر الماضي، وهذا يعني أيضاً أن الحصار البحري في البحر الأحمر والشلل الذي يترتب عليه لميناء إيلات سوف يستمران، وهو ما من شأنه أن يلحق المزيد من الضرر بالاقتصاد الإسرائيلي".
وأوضح مركز "بيغن" الصهيوني أن تصاعد الحصار البحري اليمني على السفن المرتبطة بكيان الاحتلال أو المتجهة إلى موانئه، قد يؤدي إلى لجوء القوى الغربية لعلاج "الأسباب الجذرية" للمشكلة، من خلال الضغط على حكومة الاحتلال لإيقاف الحرب على غزة.
ضرب "إسرائيل"
وأفاد المركز البحثي "الإسرائيلي" بأنه "على مدى العام الماضي، شن الحوثيون مئات الهجمات على سفن تجارية لبلدان مختلفة، والسفن الحربية التابعة للدول الغربية التي أُرسلت إلى المنطقة للحد من هجمات الحوثيين، وفي الوقت نفسه، ركز الحوثيون جهودهم المكثفة على ضرب الأراضي الإسرائيلية مباشرة باستخدام الصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة والطائرات بدون طيار بعيدة المدى".
ولفت إلى أن النتيجة المباشرة للهجمات اليمنية كانت هي تغيير مسارات الملاحة البحرية من الشرق الأقصى إلى البحر الأبيض المتوسط وإعادة توجيه السفن التجارية حول أفريقيا، واصفاً استخدام اليمن مضيقه البحري، باب المندب، في هذه المعركة بأنه "حدث استراتيجي".
واعترف المركز البحثي "الإسرائيلي" بأن اليمنيين "نجحوا، دون بذل جهد كبير، في تحييد الهدف الأساسي لقناة السويس، وهو اختصار طريق الملاحة من الشرق الأقصى إلى البحر الأبيض المتوسط وبالعكس، كما ألحقوا أضراراً جسيمة بالاقتصاد الإسرائيلي من خلال شل ميناء إيلات بشكل شبه كامل، وهو المحطة الرئيسية لإسرائيل في حركة البضائع من وإلى الشرق الأقصى".
وعسكرياً اعترف المركز بأن الأسلحة اليمنية بعيدة المدى، والتي يتم إطلاقها على العمق الصهيوني في فلسطين المحتلة، نجحت أعداد منها في اختراق أنظمة الدفاع "الإسرائيلية".
إذلال "إسرائيل"
مركز "بيغن"، الذي يطلق عليه اختصاراً "مركز بيسا" وهو مؤسسة بحثية "إسرائيلية" مقرها في "تل أبيب"، أفاد بأنه "بطريقة أو بأخرى، نجحت جماعة الحوثيين، دون بذل الكثير من الجهد، في فرض قوانينها على الشحن العالمي، كما تمكنت من إلحاق الإذلال المؤلم بإسرائيل والإضرار بمكانتها كقوة إقليمية، واستهدافها بالصواريخ بعيدة المدى والطائرات بدون طيار، وهو ما لم يحدث في تاريخ إسرائيل".
وأوضح أن ما وصفه بالسلوك المتحدي الذي يتبناه اليمنيون، يعود إلى "الارتباط الصريح من جانب القيادة في صنعاء بالحرب الدائرة في قطاع غزة"، مستدلاً على ذلك ببيانات القوات المسلحة اليمنية التي تؤكد فيها "مواصلة تنفيذ الهجمات حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة".
وقال إن "هذا الموقف ينبع من عقيدة أنصار الله وشعارهم بالموت لأمريكا والموت لإسرائيل".
القوى الغربية
وأشار إلى قيام ما يُسمى "تحالف حارس الازدهار" الذي شكلته الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى، أواخر كانون الأول/ ديسمبر 2023، والعديد من الدول، بإرسال سفن حربية إلى منطقة البحر الأحمر تحت شعار "حماية الممرات الملاحية"، ولكن "الأساطيل الغربية تعرضت لهجمات جوية وبحرية يمنية"، مؤكداً أن عشرة أشهر من الغارات الجوية وإطلاق صواريخ "توماهوك" من قبل القوات الأمريكية والبريطانية، على اليمن، لم يفعل شيئاً لردع اليمنيين عن مواصلة هجماتهم على السفن وإطلاق الأسلحة بعيدة المدى باتجاه "إسرائيل".
وأكد المركز الصهيوني أن القوى الغربية "عجزت حقاً عن القضاء بشكل قاطع على القدرات الباليستية لصنعاء"، متطرقاً إلى اعتراف القائد السابق للبحرية الملكية البريطانية توم شارب، في تصريح له منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي، بأن "الحوثيين حققوا أهدافهم كلها، بينما لم نحقق أياً من أهدافنا، وإن إنفاق ملايين الدولارات... لعدم الفوز يمثل مشكلة حقيقية"، وهو التصريح الذي وصفه المركز بأنه "غير عادي".
وخلص التقرير البحثي الصهيوني إلى القول: "إننا نشهد علامات استسلام من جانب القوى الغربية للمتمردين الحوثيين، وهذا نبأ سيئ للغاية بالنسبة لإسرائيل".
يُذكر أن اليمن أعلن في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر 2023 خوض الحرب ضد الكيان الصهيوني، انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة في قطاع غزة، وتدرجت صنعاء في عملياتها العسكرية تصاعدياً بمنع الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر، وفرض حصار بحري على ميناء أم الرشراش "إيلات"، واستهداف مواقع للاحتلال في فلسطين المحتلة بالصواريخ والطائرات المسيّرة.
وأعلن قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في خطابه بمناسبة مرور عام على ذكرى "طوفان الأقصى"، أن اليمن استهدف في عملياته المساندة لفلسطين 193 سفينة مرتبطة بـ"إسرائيل" والولايات المتحدة وبريطانيا، وأطلق أكثر من ألف صاروخ وطائرة مسيّرة في عملياته الداعمة لغزة منذ بدء الحرب الصهيونية على القطاع قبل عام، مؤكداً الاستمرار في دعم الشعب الفلسطيني وتطوير القدرات العسكرية اليمنية والسعي لتحقيق أهداف أكبر.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا