تقرير / لا ميديا -
تضاعفت هجمات حزب الله اللبناني وتوسعت ضد الكيان الصهيوني، مع تمادي الأخير في الجرائم بحق المدنيين والغارات الوحشية التي يستهدف بها عموم لبنان.
وأغار مجاهدو حزب الله، أمس، على مواقع العدو الصهيوني ومغتصبات الاحتلال بأكثر من 23 عملية عسكرية كبيرة أشعلت النار في جوف الكيان المحتل.
ومن أبرز العمليات التي أعلن عنها حزب الله، قيام مجاهديه بالاشتباك مع جنود العدو الصهيوني أثناء محاولة هؤلاء التسلل باتجاه بلدة يارون.
وفي البلدة ذاتها فجّر مجاهدو حزب الله ثلاث عبوات ناسفة بقوات أخرى للاحتلال، ثمّ اشتبكوا معها وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.
 كذلك دمر مجاهدو حزب الله 4 دبابات صهيونية في عدد من المواقع الصهيونية.
أما القواعد العسكرية فقد قصف حزب الله قاعدة "إيلانيا"، وقاعدة "نفح"، وقاعدة "كتسرين".
إلى ذلك شملت نيران حزب الله تجمعات لجنود وآليات الاحتلال في سعسع بصاروخ "بركان"، ومدينة صفد المحتلة ومغتصبة "حتسور كرمئيل".
وقال حزب الله، في بياناته، إن هذه العمليات تأتي "دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، ودفاعاً عن لبنان وشعبه، ورداً على الاستباحة الهمجية الصهيونية للمدن والقرى والمدنيين".
وأقر العدو الصهيوني بتعرضه لعشرات الصواريخ من لبنان.
ونقلت صحيفة "هآرتس" الصهيونية عن قوات الاحتلال قولها: "رصدنا 180 صاروخا أطلقت من لبنان تجاه بلدات شمالي إسرائيل خلال 12 ساعة".
كما تحدثت "سلطة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية" عن اندلاع حرائق عدة إثر سقوط صواريخ في الجليل الأعلى والجولان.
في غضون ذلك استهدفت غارات العدو الصهيوني، أمس، مباني سكنية في ضاحية بيروت. كما استهدف الطيران الحربي الصهيوني الطريق بين نقطتي الحدود اللبنانية - السورية عند معبر المصنع وجديدة يابوس بصاروخين.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان بخروج مستشفى مرجعيون الحكومي في جنوبي لبنان عن الخدمة بعد إجلاء طاقمه الطبي، إثر استهداف سيارة تابعة للهيئة الصحية الإسلامية في محيط المستشفى، الأمر الذي أدّى إلى ارتقاء 4 شهداء.
وأعلنت الهيئة الصحية الإسلامية استشهاد 11 مسعفا من طواقمها الإسعافية في 3 غارات  جنوبي لبنان.
كما هاجم العدو الصهيوني بعشرات الغارات مناطق جنوب وشرق لبنان.
وحتى مساء أمس الخميس، وصلت حصيلة العدوان الصهيوني إلى 1974 شهيداً، بينهم 127 طفلاً و261 امرأةً، إضافةً إلى 9384 جريحاً منذ بداية العدوان على لبنان في الـ8 من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وفق آخر الإحصاءات التي أعلنها وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، فراس الأبيض.

وزير الخارجية الإيراني في لبنان
في ظل المعارك الضارية بين حزب الله والعدو الصهيوني، وصل وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقتشي، إلى العاصمة اللبنانية بيروت، أمس، مؤكدا أنّ إيران ستبقى إلى جانب لبنان والمقاومة، معرباً عن ثقة إيران بأن جرائم الكيان ستفشل، وأن الشعب اللبناني سيخرج منتصراً.
وقال وزير الخارجية الإيراني إن ظروف لبنان الحالية غير عادية، وأن زيارته غير روتينية، مؤكداً أن وجوده اليوم في بيروت، في ظل هذه الظروف الصعبة، "خير دليل على أن إيران تقف إلى جانب حزب الله بكامل ثقتها"، وأنّ بلاده تدعم مساعي لبنان للتصدي لجرائم الكيان.
وشدد وزير الخارجية الإيراني على أن إيران عازمة على تقديم الدعم الشامل إلى لبنان في وجه العدوان الصهيوني.
وأوضح أن دعم بلاده للبنان يهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، ووضع حد لعمليات الإبادة الجامعية التي ترتكبها "إسرائيل".
في سياق متصل أكّد قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي، أنّ الشعب الفلسطيني يمتلك كامل الحق في أن يقف في وجه المحتلين، مشدداً على أن الدفاع المستميت للشعب اللبناني عن الشعب الفلسطيني هو شرعي وقانوني، ولا يحق لأيّ أحد أن ينتقد دفاعه الإسنادي عن غزّة.
وقال السيد خامنئي، خلال خطبة "جمعة النصر" في مصلى الإمام الخميني في طهران ومراسم تأبين السيد حسن نصر الله ورفاقه الشهداء، إنّ الأمة الإسلامية أصبحت واعية وبإمكانها أن تتغلب على خطط الأعداء، وأنّ أعداء هذه الأمة هم أعداء فلسطين ولبنان والعراق ومصر وسورية واليمن.
وشدّد على أنّ عدو الأمة الإسلامية واحد رغم اختلاف أساليبه من بلد لآخر، ولذلك "علينا أن نربط أحزمة الدفاع عن الأمة الإسلامية من أفغانستان إلى اليمن ومن إيران إلى غزة ولبنان".
وألقى قائد الثورة والجمهورية الإسلامية، السيد علي خامنئي، جزءاً من خطبة الجمعة باللغة العربية متوجّهاً فيها إلى الأمة الإسلامية، وخاصةً الشعبين اللبناني والفلسطيني، وقال فيها: "ارتأيت أن يكون تكريم أخي وعزيزي ومبعث افتخاري والشخصية المحبوبة في العالم الإسلامي واللسان البليغ لشعوب المنطقة ودرة لبنان الساطعة سماحة السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه في صلاة جمعة طهران".
وبشأن شهادة أمين عام حزب الله، عبّر السيد خامنئي عن حزنه لاستشهاده، قائلاً: "نحن جميعاً مصابون ومكلومون بمصاب السيد العزيز، وإنه لفقدان كبير أفجعنا بكل معنى الكلمة"؛ مستدركاً بأنّ "عزاءنا لا يعني اليأس".
ووجّه قائد الثورة كلامه إلى جميع المقاومين في المنطقة، قائلاً: "يا أهلنا المقاومون في لبنان وفلسطين، أيها الشعب الصبور الوفي، هذه الشهادات وهذه الدماء المسفوكة لا تزعزع عزيمتكم بل تزيدكم ثباتاً"، مؤكداً أن "الدمار سيعوّض وصبركم وثباتكم سيثمر عزة وكرامة".كما أوضح أن العدو الجبان عجز عن توجيه ضربة للبنية المتماسكة لحماس وحزب الله والجهاد الإسلامي وغيرها من الحركات المجاهدة في سبيل الله، فعمد إلى التظاهر بالنصر من خلال الاغتيالات والتدمير وقصف المدنيين.
إلى ذلك، بيّن السيد خامنئي أنّ "اليوم، العصابة الصهيونية المجرمة قد توصلت بنفسها إلى أنها لن تحقق النصر أبداً على حماس وحزب الله"، موضحاً أن "طوفان الأقصى وعاماً من المقاومة في غزة ولبنان، أوصلا هذا الكيان الغاصب إلى أن يكون هاجسه الأهم حفظ وجوده".