
تقرير / لا ميديا -
استشهد 9 مواطنين لبنانيين بينهم طفلة وأصيب مئات آخرون بإصابات تراوحت بين المتوسطة والطفيفة، أمس، بانفجارات غامضة لأجهزة اتصالات كانت بحوزة مواطنين في مناطق متفرقة من لبنان، في عملية سيبرانية دنيئة للعدو الصهيوني أراد من خلالها إثارة الهلع وإحداث شكل من أشكال زعزعة الأمن الاجتماعي في لبنان، إثر الضربات التي يتلقاها من محور المقاومة منذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي.
وأكدت وزارة الصحة في لبنان أن العملية الإجرامية العشوائية التي ارتكبها العدو الصهيوني جاءت في أماكن عامة وأسواق ومطاعم، وبالتالي هو عدوان على المدنيين اللبنانيين.
وطلبت وزارة الصحة من جميع المستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية ولاسيما المتاخمة لأماكن حصول الإصابات الاستنفار إلى أقصى درجة ورفع مستوى استعداداتها لتلبية الحاجة السريعة إلى خدمات الطوارئ.
كما دعت الوزارة المستشفيات إلى البقاء على تنسيق معها لسرعة توزيع الإصابات وضمان السرعة في علاجها.
وشوهدت سيارات الإسعاف التي تنقل المصابين تهرع في شوارع المدينة، كما وزعت عبر مواقع التواصل الاجتماعي نداءات للتبرع بالدم من جميع الفئات، وتواصل كافة الطواقم الطبية والإسعافية بالتنسيق مع الصليب الأحمر اللبناني وكافة الهيئات الصحية نقل الجرحى من مناطق خارج صيدا.
ودعت هيئة الطوارئ المدنية في لبنان في بيان، جميع اللبنانيين القادرين على التبرع بالدم للتوجه الى المستشفيات بأسرع وقت ممكن، وكذا الأطباء للتوجه الى المستشفيات للمساعدة في إنقاذ الجرحى ومعالجتهم.
ووجه نقيب أطباء لبنان في بيروت يوسف بخاش، نداء عاجلا الى جميع الأطباء، بخاصة أطباء الجراحة العامة وجراحة العظام والشرايين وأطباء الترميم والأطباء من كل الاختصاصات للتوجه فورا الى مراكز عملهم أو أقرب مستشفى واستقبال المصابين والجرحى والعمل على التخفيف من آلامهم.
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الصحة فراس الأبيض أكد أن عدد المصابين وصل إلى 2750 مصابا، بينها نحو 200 حالة حرجة، بالإضافة إلى استشهاد 9 مواطنين بينهم طفلة.
وأشار الأبيض إلى أن 100 مستشفى تقريبا استقبلت المصابين، حيث تركزت غالبية الإصابات في الوجه واليد والبطن، داعيا المجتمع اللبناني إلى التعامل بمسؤولية وعدم الالتفات إلى الإشاعات التي يبثها أعداء لبنان لإثارة الهلع.
بدوره أعلن النائب في البرلمان اللبناني عن حزب الله علي عمار استشهاد نجله في عملية تفجير الهواتف.
وبالتزامن، أعلنت قوى الأمن الداخلي سقوط إصابات جراء تعرض أجهزة اتصالات لاسلكية من أنواع معينة في عدد من المناطق اللبنانية ولاسيما في الضاحية الجنوبية للتفجير. وطلبت قوى الأمن الداخلي من المواطنين إخلاء الطرقات تسهيلًا لإسعاف المصابين ونقلهم.
وخلال جلسة مجلس الوزراء، تبلغ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والوزراء بالحوادث الأمنية التي تحصل في عدد من المناطق اللبنانية.
وطلب ميقاتي من وزير الصحة العامة فراس الأبيض مغادرة الجلسة واستنفار كل أجهزة الوزارة لمواكبة معالجة الجرحى في المستشفيات.
إصابة السفير الإيراني
إلى ذلك أكدت السفارة الإيرانية في بيروت إصابة السفير مجتبى أماني في الهجوم السيبراني الصهيوني الذي استهدف لبنان.
وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن الكيان الصهيوني فجر بواسطة تقنية عالية أجهزة اتصالات لاسلكية يحملها المواطنون في أكثر من منطقة في لبنان، مشيرة إلى أن تلك الأجهزة اللاسلكية انفجرت في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي البقاع شرقي لبنان وفي الجنوب (النبطية، الحوش، بنت جبيل، صور).
وأوضحت أن العدو الصهيوني اخترق أجهزة بايجر محمولة للاتصالات وفجرها عبر تقنية عالية، في عملية دنيئة أراد العدو من خلالها إثارة الهلع في بيئة المقاومة اللبنانية.
حزب الله يتوعد بالرد على الكيان
بدوره حمل حزب الله في لبنان العدو الصهيوني المسؤولية كاملة عن العدوان الذي طال المدنيين وأدى لارتقاء عدد من الشهداء.
وقال حزب الله في بيان ثان له إن العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم من حيث يحتسب ولا يحتسب.
وأضاف: «سيبقى موقفنا بالنصرة والدعم والتأييد للمقاومة الفلسطينية محل اعتزازنا وافتخارنا».
ودعا حزب الله المواطنين اللبنانيين إلى الانتباه من الشائعات والمعلومات الخاطئة والمضلّلة التي تقوم بها بعض الجهات بما يخدم الحرب النفسية لمصلحة العدو الصهيوني، لاسيما أنّ ذلك يترافق مع خطابات التهويل والتهديد للعدو الصهيوني وما يُسمّيه بتغيير الوضع في الشمال.
وأكد أن المقاومة بكافة مستوياتها ومختلف وحداتها في أعلى جهوزية للدفاع عن لبنان وشعبه الصامد.
وفی بیانه اتهم حزب الله الاحتلال الإسرائيلي بالوقوف وراء الانفجارات.
وقال البيان: بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوفرة حول الاعتداء الآثم الذي جرى بعد ظهر هذا اليوم (أمس) فإنّنا نحمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي والذي طال المدنيين أيضًا وأدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة.
وأضاف: إنّ شهداءنا وجرحانا هم عنوان جهادنا وتضحياتنا على طريق القدس، انتصارًا لأهلنا الشرفاء في قطاع غزة والضفة الغربية وإسنادًا ميدانيًا متواصلًا وسيبقى موقفنا هذا بالنصرة والدعم والتأييد للمقاومة الفلسطينية الباسلة محل اعتزازنا وافتخارنا في الدنيا والآخرة. إنّ هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب، والله على ما نقول شهيد.
بدوره، حمل وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري العدو الصهيوني مسؤولية العمل الإجرامي الذي نفذه ضد لبنان، معربا عن إدانة الحكومة اللبنانية هذا العدوان الصهيوني وداعيا الأمم المتحدة إلى الاضطلاع بمسؤوليتها.
وتأتي هذه التطورات في وقت ذكرت فيه الإذاعة الرسمية للعدو أن وزير الحرب يوآف غالانت وقيادة المنظومة الأمنية أجروا مشاورات مكثفة منذ الصباح بشأن لبنان.
إلى ذلك، وصف مراقبون الجريمة التي أقدم عليها العدو الصهيوني بالجبانة والدنيئة، وتأتي بعد كشف الكيان الغاصب عن عملية لحزب الله استهدف بها شخصية أمنية كبيرة عبر عبوة موجهة إلكترونياً.
وأوضح المراقبون أن العدو أصيب في مقتل بسبب عملية حزب الله، فلجأ لهذه العملية العشوائية التي استهدفت مواطني لبنان في الضاحية وأكثر من محافظة لبنانية.
المصدر لا ميديا