صحيفة بريطانية: السعودية و«إسرائيل» وجهان لكيان إجرامي واحد
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

تقرير: عادل بشر / لا ميديا -
وجهت صحيفة «ميدل إيست مونيتور»، الصادرة في بريطانيا، انتقاداً لاذعاً للنظام السعودي بقيادة الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، لجرائمه التي ارتكبها خلال سنوات العدوان على اليمن منذ العام 2015، مؤكدة أن السعودية لا تختلف عن الكيان الصهيوني الذي يمارس أبشع المجازر بحق الفلسطينيين.
وفي تقرير بعنوان «المنافقون الغربيون يعزفون الكمان بينما تحترق فلسطين واليمن»، قالت الصحيفة البريطانية: «هناك أمران مشتركان بين إسرائيل والمملكة السعودية، فكلتاهما حساسة للغاية عندما يتعلق الأمر بالنقد، وكلتاهما ملطخة بالدماء عندما يتعلق الأمر بالقتل الجماعي».
وأضافت: «لقد قُتل عشرات آلاف الأطفال والرجال والنساء الأبرياء في اليمن وفلسطين نتيجة لسياسات القصف الشامل والتجويع التي تبناها النظامان الإسرائيلي والسعودي. ومع ذلك، فإن كلا منهما مدعوم من أمريكا والدول الغربية الأخرى التي يصطف قادتها لتقديم تطميناتهم لتل أبيب والرياض»، مشيرة إلى أن الدعم «غير المشروط» للسعودية والكيان الصهيوني، يُخفيه رؤساء أمريكا وكندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، بشكل جيد، خصوصاً عن الملايين من مواطنيهم الذين نزلوا إلى الشوارع للاحتجاج على الإبادة الجماعية في غزة ومحنة الأبرياء في اليمن.
ولي العهد القاتل
وتابعت الصحيفة البريطانية في تقريرها بالقول: «والآن، وفي أكبر استعراض لما قد يسميه الإسرائيليون الوقاحة، تسعى المملكة السعودية إلى الحصول على مقعد في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وقد تنجح في ذلك، بسبب افتقار الخمسة المتقلبين إلى النزاهة واستخدامهم التعسفي للقيم الغربية المشتركة».
وأوضح التقرير أن «السعودية تبدو غير مدركة لسمعتها المخزية في الخارج، وهي تخضع لسيطرة حاكمها الفعلي، ولي العهد القاتل محمد بن سلمان»، مذكراً بأن محمد بن سلمان «هو الذي خلصت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية إلى أنه أمر بقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي في إسطنبول في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر 2018. ولم تترتب على عملية القتل تلك أي عقوبات. كما يُزعم أنه قام بتزوير توقيع والده لتفويض الحرب السعودية على اليمن، وفي السياق ذاته يستمر النظام السعودي في الحكم على العديد من الأشخاص بالإعدام، بمن فيهم الأطفال».
وأكدت «ميدل إيست مونيتور» أن «السعودية ليست دولة مؤهلة للدفاع عن حقوق الإنسان في الساحة العالمية، ولا ينبغي انتخابها لعضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة؛ بسبب سجلها المروع في مجال الإعدام وانتهاكات حقوق الإنسان».
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى تناقض الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أمر، بعد ثلاثة أشهر من توليه منصب رئيس الولايات المتحدة، بفرض قيود على تأشيرات الدخول إلى أمريكا على المسؤولين السعوديين وعلّق بيع الأسلحة بسبب دور المملكة في الحرب على اليمن، وهي الحرب التي دعمتها أمريكا في البداية، ثم أذل بايدن نفسه في المسرح العالمي عندما ذهب إلى ولي العهد السعودي من أجل الحصول على أمرين، الأول يتعلق بالنفط والآخر بحقوق الإنسان، وغادر خالي الوفاض في كلتا الحالتين».
ومؤخراً رفعت واشنطن الحظر عن بيع الأسلحة الهجومية للسعودية. وذكرت وسائل إعلام أمريكية، بينها صحيفة «وول ستريت جورنال»، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن سترسل إلى السعودية شحنات من القنابل تزيد قيمتها عن 750 مليون دولار في الأشهر المقبلة.
مصالح واشنطن
ولفت تقرير صحيفة «ميدل إيست مونيتور» البريطانية إلى أن القانون الأمريكي يشترط أن تعتمد المساعدات العسكرية على الالتزام بحقوق الإنسان، لكن واشنطن تتغاضى عن ذلك من أجل تعزيز مصالحها الخاصة، فتواصل إرسال أسلحة وقنابل بمليارات الدولارات إلى الكيان الصهيوني حتى يتمكن من مواصلة إبادة الفلسطينيين، وفي الوقت ذاته يواصل النظام السعودي، الملطخ بدماء الأبرياء اليمنيين، جرائم الإعدام لمعارضيه وبينهم أطفال، حيث أعدم خلال الفترة الماضية من العام الجاري، 172 شخصاً، وهو نفسه عدد الذين أعدمتهم السعودية في العام 2023 بأكمله. وعلاوة على ذلك، يواصل النظام السعودي الكذب على المجتمع الدولي بشأن أفعاله، بينما يلتزم الدبلوماسيون الغربيون الصمت، وفي الوقت ذاته يسعون إلى تلميع صورهم وتمويل صفقات الأسلحة الضخمة.
وقالت الصحيفة إن «الكذب والنفاق ليسا حكراً على السعوديين والإسرائيليين؛ فرؤساء أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا يلقون علينا المحاضرات حول ما يسمى القيم الغربية المشتركة، كلما توجهوا إلى تل أبيب أو أي مكان آخر في الشرق الأوسط. والحقيقة هي أنهم سيضحون بكل ما يلزم على مذبح حقوق الإنسان لمجرد الفوز برضا القاتل محمد بن سلمان، ونتنياهو».
نفاق في أسوأ صوره
وأضافت: «عندما نرى المذبحة والإبادة الجماعية المستمرة في غزة وفي مختلف أنحاء اليمن، نتساءل عما قد يتطلبه الأمر من الغرب للتمسك بالقيم التي يتفاخر بها أمام بقية العالم»، موضحة أن «بلدان الجنوب العالمي تعلم أن ادعاءات الغرب تظهر النفاق في أسوأ صوره، وبالتالي فإن مثل هذه القيم لا معنى لها؛ فقد شوهدت من خلال الأكاذيب ويُنظر إليها باشمئزاز».
وأفادت بأن «المنافقون الغربيون يتهربون من مسؤولياتهم ويتجاهلون القوانين والاتفاقيات الدولية، من أجل حماية وتعزيز إسرائيل والسعودية بينما تحترق فلسطين المحتلة واليمن».
وخلصت «ميدل إيست مونيتور» إلى أنه «في السنوات القادمة، سينظر المؤرخون إلى الوراء ويتساءلون كيف تمكن زعماء الغرب، اليوم، من تهدئة ضمائرهم والنوم ليلاً بعد أن اغتسلوا بدماء عشرات آلاف الرجال والنساء والأطفال الأبرياء، كل ذلك لأنهم لم يتمكنوا من الدفاع عن القانون الدولي وحماية الفلسطينيين واليمنيين من أسوأ مخططات إسرائيل والمملكة السعودية»، مؤكدة بالقول: « يمكننا مساعدة مؤرخي المستقبل من خلال طرح الأسئلة ذات الصلة الآن، والمطالبة بالإجابات والدفع نحو التغيير. إذا لم نفعل ذلك، فإننا نستحق الوقوف في قفص الاتهام إلى جانبهم عندما يصدر التاريخ حكمه. ولن يكون هذا جميلاً».
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا