«لا» 21 السياسي -
بعيد رد حزب الله على الكيان الصهيوني، نشرت قناة «العربية» السعودية مقطعاً مصوراً مع العنوان التالي: «بعد إعلان حزب الله انتهاء المرحلة الأولى من الردّ على إسرائيل ثأراً لفؤاد شكر.. صور متداولة تظهر حريقاً في مدجنة شمال إسرائيل وحديث إسرائيلي عن نفوق العشرات من الدجاج»!
في المقطع يسأل المذيع في اتّصال مع رئيس تحرير موقع «جنوبية» اللبناني، علي الأمين، عن هذه المشاهد، فيردّ الأمين بأنّه يجب الانتظار حتى اتضاح صورة الاستهدافات التي قام بها «حزب الله»، ليقاطعه المراسل قائلاً إنّ «الصورة تعلّق بنفسها، وهي من ألف كلمة»، في سخرية مبتذلة تروج لبروباغندا صهيونية رخيصة ومفضوحة.
لاحقاً استقبلت قناة ولي العهد السعودي متحدّث جيش الاحتلال باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، ونشرت مقطعاً من المقابلة على صفحاتها الافتراضية، مع عنوان: «نجحنا نجاحاً كبيراً... الجيش الإسرائيلي لـ«العربية»: استهدفنا أكثر من 1000 منصّة صواريخ لحزب الله».
سلطت صحيفة «هآرتس» العبرية مؤخراً الضوء على تغطية قناة «العربية» للعدوان على غزة، وقالت في تقرير لها بعنوان «ثورة قناة العربية»، إنها تعمل كمنصة بديلة، بعيداً عن الأصوات المعادية لـ«إسرائيل» في المنطقة.
وقالت الصحيفة إن قناة «العربية» فجرت في 19 حزيران/ يونيو غضب المشاهدين العرب، حين استضافت الناطق باسم جيش الاحتلال «الإسرائيلي»، دانيال هاغاري، الذي أطلق من المنطقة الشمالية، ليهاجم حزب الله على شاشتها، لدرجة أن قال البعض إنها قناة «عبرية صهيونية»، فضلا عن تساؤل البعض عما إذا كانت قناة «إسرائيلية» بالفعل.
ونقلت «هآرتس» عن أوريت بيرلوف، الباحثة في معهد دراسات الأمن القومي والمستشارة السابقة في وزارة الخارجية «الإسرائيلية»، تأكيدها على تعاون «إسرائيل» مع القناة السعودية ونقل الرسائل إليها.
ورأت بيرلوف أن القناة خرجت ببرامج تشبه تلك الاستقصائية التي تبث في «إسرائيل»، مثل «مهمة خاصة»، الذي يقابله «إسرائيلياً» برنامج «الحقيقة»، وكان يسلط الضوء على «الإرهاب في المغرب وليبيا ودعم تركيا لتلك الجماعات»، فضلا عن برنامج «صناعة الموت»، وتناول تنظيم الدولة في سورية والعراق.
لم تكتفِ قناة الصهاينة العرب باستضافة أدرعي وهاغاري، واستقبلت تالياً مستشار الرئيس «الإسرائيلي» والمتحدّث السابق باسم حكومة الكيان، إيلون ليفي، الذي أبدى إعجابه بأداء «العربية» مادحاً إياها على منصة (X) قبل المقابلة ومعلقاً بالقول: «أنا على وشك الظهور على التلفزيون السعودي، وتغطيتهم أكثر إنصافاً من عدد من وسائل الإعلام الغربية».
وبالعودة إلى تقرير «هآرتس»، تقول بيرلوف إن ما تفعله «العربية»، «ليس من باب الحبّ لإسرائيل أو الرغبة في إظهار أنّ إسرائيل منتصرة، بل من منطلق الكراهية المطلقة للإسلام». وتضيف أنّ «العربية» تعمل على عكس «الجزيرة» من حيث «تثبيت الوعي وفي لغة الإستراتيجية، يطلق على ذلك اسم الملاحة».
إنها الملاحة القذرة التي مارستها -ولا تزال- «العربية» وأخواتها  طوال سنوات العدوان على اليمن، تفعلها وبخسة أكثر ووضاعة أكبر بحق الشعب الفلسطيني ومقاومته، وإلى درجة أن وضعها إعلامي صهيوني في المقدمة، وقبل «القناة 14» الصهيونية (قناة المجرم نتنياهو) في أدائها المحوري في آلة حرب الإبادة، وفي ماكينة السردية الصهيونية الكاذبة والمضللة.