تقرير / لا ميديا -
وسط حالة من الحزن والأسى، شييع عشرات الآلاف أمس ضحايا مجدل شمس في الجولان السوري المحتل.
وطرد عدد من أهالي مجدل شمس وزراء في حكومة الكيان الصهيوني وأعضاء كنيست من مراسيم تشييع الضحايا.
وقالت "القناة 13" الصهيونية، إنّ سكاناً من بلدة مجدل شمس "هاجموا أعضاء من حزب الليكود الإسرائيلي كانوا يرغبون في المشاركة في التشييع.
فيما ذكر موقع "والا" الصهيوني، أنّ من يسمى "وزير المالية" بتسلئيل سموتريتش، واجه احتجاجات لدى وصوله إلى بلدة مجدل شمس في الجولان، للمشاركة في تشييع الضحايا.
وردد أهالي المجدل هتافات ضد سموتريتش، قالوا فيها: "ارحل من هنا.. لا نريدك هنا يا قاتل، أنت تريد أن ترقص على دم أبنائنا".
من جانبه قال رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" في البرلمان اللبناني، محمد رعد، أمس الأحد، إنّ أي عدوان صهيوني واسع على لبنان سيؤدي إلى زوال الكيان المحتل.
وأكد رعد خلال حفل في صيدا أنّ نهاية الكيان الصهيوني "ستكون في ذهابه إلى خيار شن حرب واسعة ضد لبنان".
وأضاف رعد: "أهداف العدو سقطت في غزّة نتيجة صمود شعب غزّة، وبطولة مقاوميها، والدعم والإسناد اللذين توفّرا من جهات محور المقاومة".
وتأتي تصريحات رعد في ظلّ تصاعد التوتر في أعقاب سقوط صاروخ اعتراضي للقبة الحديدية، مساء السبت الماضي على ملعب كرة قدم، ما أسفر عن ارتقاء 12 شهيداً من قرية مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، بالإضافة إلى إصابة نحو 30 آخرين بينهم حالات حرجة.
وزعم الاحتلال الصهيوني أن الصاروخ أطلق من قبل حزب الله وتوعد بالرد في مسرحية مفتعلة لم يقتنع بها أحد.
وفي هذا السياق أكد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني، طلال أرسلان، أنّ ما حدث في مجدل شمس، في الجولان السوري المحتل، "ما هو إلا محاولة خسيسة وفاشلة (من الاحتلال الإسرائيلي) لسلخ الجولان عن طبيعته الجغرافية وامتداداته العائلية".
وأضاف أرسلان أنّ الجولان المحتل "لن يقع في فخ مشروع إسرائيل للتظاهر بحماية الأقليات"، وأوضح أنّ الاحتلال لا يهدف من خلال هذا المشروع إلا إلى "تفتيت المنطقة إلى دويلات تحمي حدوده المزوّرة".
وأكد أنّ الجولان المحتل "كان ولايزال يرفض التواطؤ على هويته السورية العربية"، مضيفاً: "إنّه عمق مقاومتنا وجزء لا يتجزأ من الأراضي المحتلة التي لن تعود إلى كنفها الطبيعي إلا بالصمود والمقاومة".
كذلك، رأى رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني أنّ محاولات الاحتلال المتكررة للتلطي خلف المدنيين بهدف الخروج من مأزقها أمام شعوب العالم الحرب "لن تمرّ، وأنّ الجولان، بشيبه وشبابه، سيرفضها".

استبعاد حماقة صهيونية كبيرة
رأت التحليلات المنشورة في الصحف الصهيونية أمس الأحد، أن أي هجوم للاحتلال على لبنان بذريعة حادثة بلدة مجدل شمس في هضبة الجولان المحتلة التي أودت بحياة 12 طفلا وفتى، لن يكون أشد من الضربات الصهيونية خلال الأشهر العشرة الأخيرة للقتال بين حزب الله والكيان.
واستبعد المحللون ما سموه "ردا إسرائيليا" أشد من الهجمات السابقة في لبنان، بسبب الخلافات حول "ردٍ" كهذا داخل قيادة قوات الاحتلال، وبالأساس بسبب الصراعات مع القيادة السياسية العليا.
ووصف الإعلام الصهيوني العلاقات بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو و"وزير الحرب" بالمدمرة.
وعقد "وزير الحرب" الصهيوني، يوآف غالانت، مداولات بمشاركة "قيادة هيئة الأركان العامة الإسرائيلية"، بادعاء بلورة "رد شديد وبشكل يوضح لحزب الله ثمن تغيير قواعد القتال"، إلى جانب وضع نقطة لوقف الحرب ومنع حرب شاملة وواسعة.
وأشار المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع، إلى أن "هذه قرارات دراماتيكية للغاية ولن تُتخذ من دون مصادقة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو".
وأشار يهوشواع إلى تحذير أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، في أعقاب الهجوم الصهيوني على ميناء الحديدة حيث حذر نصر الله من أن أي هجوم صهيوني سيستهدف بنية تحتية لبنانية سيقابل باستهداف بنية تحتية للاحتلال، بينها منصات حقول الغاز.
وأضاف يهوشواع أنه من أجل التأكيد على جدية تهديد نصر الله، أطلق حزب الله طائرة مسيرة باتجاه منصة حقل الغاز "كاريش"، وأسقطها "سلاح البحرية الإسرائيلي".
وبحسب المحلل، فإن إسقاط المسيرة "ليس مهما بالنسبة لنصر الله، لأنه وضع بذلك البنى التحتية للاحتلال كهدف، ولديه قدرات أكبر وأكثر دقة من هذه المُسيرة".
وأضاف أنه "في الجيش الإسرائيلي يكتشفون الآن أن الهجمات التي استهدفت قياديي حزب الله، كانت نجاحات تكتيكية، لكنها لم تشكل نقطة تحول استراتيجية. وحزب الله أطلق مئات القذائف الصاروخية والطائرات المسيرة ردا على أي اغتيال، والجيش الإسرائيلي احتوى هذا الرد، وهكذا فإنه ليس واضحا ما الذي كسبناه من اغتيال القياديين. كما أن إعلان نصر الله عن توسيع إطلاق النار إلى بلدات إسرائيلية جديدة مرّ بدون تغيير في شدة الرد الإسرائيلي".
وتعليقا على تصريحات قادة صهاينة قالوا فيها إنهم سيشنون اعتداء ضد لبنان دون أن يؤدي إلى حرب شاملة، وصف يهوشواع ذلك بأنه "أمنية أكثر مما هو واقع. فعندما ندخل إلى ديناميكية تصعيد لا يمكن أن نتمكن دائما من الخروج منها".
ونقل عن قسم من الجنرالات في "هيئة الأركان العامة" قولهم حول "رد شديد"، إن "هذه خطوة يمكن السيطرة عليها، لكن زملاءهم يدعون العكس".
من جانبه، قال المحلل السياسي في صحيفة "معاريف" بن كسبيت، إن "إسرائيل تأكل الآن ما طهته طوال سنين". حيث فشلت سياستها في مواجهة حزب الله الذي تحول إلى "وحش" حد تعبيره.
ووصف كسبيت الكيان الصهيوني بالنعامة التي أخرجت رأسها من الرمال متأخرة، بعد أن أصبح "كل شيء مشتعلا الآن"، وجميع الجبهات مشتعلة بالتزامن.