عادل بشر / لا ميديا -
لاتزال الضربة اليمنية لمدينة يافا التي يطلق عليها الاحتلال الصهيوني «تل أبيب» في الـ19 من يوليو/ تموز الجاري، محط أنظار الإعلام الأمريكي والغربي، الذي ذهب بعضه إلى تأكيد الفشل الذريع للتحالف الذي تقوده أمريكا في البحر الأحمر حماية للكيان الصهيوني، وكذلك التحالف الأوروبي.
صحيفة «لوموند» الفرنسية الشهيرة، أفادت بأن السفن الأمريكية والأوروبية المنتشرة في البحر الأحمر، وكذلك الغارات الجوية الأمريكية والبريطانية على اليمن، فشلت فشلاً ذريعاً، في ردع من وصفتهم بـ»الحوثيين».
وقالت الصحيفة إن الغارة التي شنها «الحوثيون» بطائرة مسيرة، وانفجرت على مرمى حجر من القنصلية الأمريكية في قلب «تل أبيب» تمثل «تصعيداً جديدا في التحدي الذي تشكله الجماعة اليمنية لإسرائيل وحلفائها الغربيين». مؤكدة في ذات الوقت أن هذه العملية اليمنية تأتي ردا على الحرب الصهيونية على غزة.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن هذه العملية جاءت في وقت بدا تأثير العمليات العسكرية الأمريكية والأوروبية في البحر الأحمر، محدودا للغاية. موضحة أن صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، نقلت في اليوم الذي استهدف فيه اليمنيون «تل أبيب» رسالة وصفتها بأنها «مثيرة للقلق» أرسلها مؤخرا مايكل إريك كوريلا، الجنرال المسؤول عن القيادة المركزية الأمريكية -المنطقة التي تغطي الشرق الأوسط- إلى وزير الدفاع لويد أوستن. وفي هذه الرسالة، وفقا لمسؤولين أمريكيين نقلت عنهم الصحيفة، دعا الجنرال كوريلا إلى زيادة الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية ضد الحوثيين، نظرا لأن الإجراءات المتخذة في البحر على مدى الأشهر السبعة الماضية «فشلت».
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن الخبيرة في قضايا الدفاع في الشرق الأوسط بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية هيلويز فاييه، القول «بعد سبعة أشهر من بدء عملية حارس الرخاء 
في ديسمبر/ كانون الأول 2023 -بقيادة الأمريكيين والبريطانيين- وخمسة أشهر من إطلاق عملية أسبيد في نهاية فبراير/ شباط، تحت رعاية الاتحاد الأوروبي، فإن كل المؤشرات حمراء».

رُعب «إسرائيل»
من جهتها أشارت شبكة «بلومبرغ» الإعلامية الأمريكية، في مقال نشر على موقعها، إلى أن «أفضل الدفاعات الجوية في العالم» التي تفخر «إسرائيل» بامتلاكها، والتي تتضمّن أنظمةً «تبلغ قيمتها مليار دولار»، يتم اختبارها، في هذه المعركة، من خلال هجمات حركات المقاومة، و»القتال المتبادل» الذي يخوضه كل من حزب الله والقوات المسلحة اليمنية مع «إسرائيل» منذ اندلاع الحرب في تشرين الأول/ أكتوبر».
وقد كثّفت حركات المقاومة، بحسب «بلومبرغ»، استخدامها للطائرات من دون طيار المتفجّرة، «التي أثبتت فاعليتها في التهرّب من دفاعات إسرائيل، عالية التقنية، من الصواريخ والقذائف»، ما جعل تصعيد هجمات المقاومة يطغى على أنظمة الاحتلال.
كما سلّط هجوم القوات المسلحة اليمنية على «تل أبيب»، بطائرة من دون طيار، والذي لم يطلق على إثره أي إنذارات تحذيرية، «الضوء على ضعف إسرائيل في مواجهة الطائرات المقبلة».
وفي السياق أكدت «بلومبرغ» أن قدرات الكيان الصهيوني محدودة في ما يتعلق بتنفيذ ضربات على اليمن..وأجرت «بلومبرغ» لقاء مع وزير خارجية الكيان الصهيوني يسرائيل كاتس، الذي زعم أن «إسرائيل مستعدة لمهاجمة المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن مرة أخرى بعد الغارات على ميناء الحديدة السبت (قبل) الماضي»، لكنه أضاف أن الكيان الصهيوني «يُفضل أن يتولى التحالف البحري بقيادة أمريكا الدور القيادي في حرب إسرائيل مع اليمن».
وقال: «إن الحوثيين يخططون لشن هجمات جديدة على تل أبيب، ولن يتراجعوا بالرغم من الضربة المضادة التي شنتها إسرائيل على ميناء الحديدة».
وعلقت «بلومبرغ» على حديث الوزير الصهيوني بالقول إن «قدرات إسرائيل محدودة بسبب المسافة التي تفصلها عن اليمن والتي تبلغ 1931 كيلومترا، في حين تحدى الحوثيون الهجمات الجوية لعدة سنوات خلال حربهم مع المملكة العربية السعودية. كما صمدوا في وجه الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في يناير/ كانون الثاني لمحاولة وقف هجمات الجماعة على السفن في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن».
وأشار كاتس إلى أن التحالف المكون من 10 دول والذي شكلته الولايات المتحدة أواخر العام الماضي لمواجهة الحوثيين قد يكون في وضع أفضل.. مضيفاً: «نفضل أن يتولى التحالف قيادة الحرب ضد الحوثيين».