خبير عسكري سوري لـ«لا»:العدوان على الحديدة تمثيل وإخراج أمريكي «إسرائيلي» فاشل
- تم النشر بواسطة خاص / لا ميديا

خاص / لا ميديا -
أثار العدوان «الإسرائيلي» على الحديدة الكثير من التساؤلات، حول شكل العملية ونوعها، وعن الحشد الجوي الكبير الذي استخدمه الكيان «الإسرائيلي» لتنفيذ العدوان، ومدى الحاجة لكل هذا العدد من الطائرات لتنفيذه.
بالتأكيد هذه العمليات يمكن تمريرها على المشاهد العادي، ويمكن أن تبهره بعض الصور؛ لكن العين الخبيرة دائما يكون لها رأي آخر، في النظر إلى العملية، وتحليل وقائعها وأبعادها بهدوء.
صحيفة «لا» التقت في دمشق خبيرا عسكريا متخصصا في مجال الطيران -فضّل عدم الكشف عن اسمه- قدم قراءة مهمة جداً للعملية، وكشف معلومات فنية وخبيرة، تضيء على الكثير من تفاصيلها.
في بداية لفت الخبير إلى القدرة الاستخباراتية التي سمحت للطائرة اليمنية «يافا» بالوصول إلى مدينة (يافا) «تل أبيب» المحتلة، رغم التواجد المكثف للقطع والمواقع العسكرية الأمريكية والبريطانية، إضافة إلى «الإسرائيلية»، وما تملك من أجهزة مراقبة وتجسس ورادارات وأقمار صناعية، وكلها لم تمنع وصول الطائرة إلى «عاصمة» الكيان، وتحديدا إلى الحي الدبلوماسي في «تل أبيب»، وإلى مبنى محدد يُعتقد أنه أحد المكاتب القيادية للاستخبارات «الإسرائيلية».
ورأى الخبير العسكري أن اليمن إذا كان يتملك كل هذه التقنيات وجمع المعلومات والقدرة على اجتياز كل هذه المسافة للوصول إلى الهدف، فهذا يعني أنه يمتلك قدرة كبيرة وجمع المعلومات، أوصلت الوضع إلى ما وصفه «الإسرائيلييون» بأنه «كاسر للتوازن».
بالمقابل أعلن الكيان «الإسرائيلي» عن هجوم جوي بعشرين طائرة (إف 15) و(إف 35)، قطعت كل هذه المسافة للوصول إلى الحديدة، في عملية تثير الكثير من الأسئلة، ولا يمكن وصفها إلا بأنها إخراج وتمثيل أمريكي - «إسرائيلي» فاشل للعملية.
وفي توضيح لرأيه، قدم الخبير العسكري تفاصيل فنية وعسكرية مهمة لهذه العملية:
- قطعت الطائرات «الإسرائيلية» مسافة 1900 كم لتنفيذ العملية.
- الطائرات مجهزة بمعدات عسكرية وصواريخ وقنابل تفوق بكثير الحاجة لهذه المهمة.
- كل طائرة تحتاج لإقلاعها وتحليقها خلال المهمة تكاليف تفوق 200 ألف دولار، قبل إطلاق أي صاروخ أو قذيفة.
- الطائرات تحتاج إلى عملية التزود بالوقود في الجو، ذهاباً وإيابا، وتحتاج لعدة طائرات للقيام بهذه المهمة، ولنصف ساعة لكل طائرة.
- العملية تمت على هدف لا يبعد عن المواقع والقطع الحربية الأمريكية أكثر من 12 كم.
- أوقعت العملية الإسرائيلية خسائر لا يمكن وصفها إلا بالمحدودة، مهما كانت، أما كلفة تنفيذها فتفوق بعدة أضعاف ما أوقعته من خسائر وأضرار في الميناء.
وهنا تساءل الخبير العسكري عن مبررات استخدام كل هذا الحشد، والاستعراض العسكري، لضرب هدف مدني، ثابت وموجود وواضح ولا يحتاج إلى استطلاع أو عمل استخباراتي معقد. ولفت إلى أن ضرب الميناء لم يكن يحتاج إلى أكثر من طائرة أو عدة صواريخ، وهذا ما تم عملياً، وكان يمكن تنفيذه بواسطة صواريخ تمتلكها «إسرائيل» أو من البوارج والقواعد الأمريكية في جزيرتي ميون وسقطرى، والتي يتواجد فيها «إسرائيليون».
وفي إجابة على هذه التساؤلات، عبر الخبير العسكري السوري عن قناعته بأن العدوان تم عمليا من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا، لكن الولايات المتحدة لا تريد إعلان مسؤوليتها عنه، خصوصا قبيل الانتخابات الرئاسية، إضافة إلى أنها تتجنب إظهار تورطها المباشر بالعدوان، خاصة وأن اليمني أهان الأمريكي والبريطاني في البحر الأحمر.
أما الهدف من هذا الإخراج الأمريكي - «الإسرائيلي» الفاشل للعملية فيتمثل في:
- محاولة «إسرائيلية» إعطاء انطباع بأن الجيش «الإسرائيلي» لا يزال قوياً ولديه القدرة على الردع والقيام بمهمات جوية.
- رسالة إلى الداخل «الإسرائيلي» لإعطاء معنويات لـ«الإسرائيليين» بأنه لا يزال قادراً على حمايته.
- رسالة إلى إيران بأن الكيان قادر على تنفيذ العمليات في مناطق بعيدة، علماً بأن المسافة بين فلسطين المحتلة وميناء الحديدة تساوي المسافة بين فلسطين المحتلة والعاصمة الإيرانية طهران والمواقع الاستراتيجية الإيرانية.
كما لم يستبعد الخبير العسكري السوري أن يكون للعدوان هدف فني، يتمثل بتجربة التحديثات والتطويرات الجديدة على الطائرات «الإسرائيلية» - الأمريكية.
وهنا تساءل الخبير العسكري السوري عن الطائرات التي زودت الطائرات «الإسرائيلية» بالوقود، وهل انتظرتها في الجو حتى نفذت مهمتها وعادت، لإعادة تزويدها بالوقود، أم أنها قامت بمهمة ثانية؟ وماذا عن المساعدات اللوجستية الأخرى التي قدمت للعملية؟ وما هو دور الدول المطبعة مع العدو «الإسرائيلي» في هذه المساعدات؟
وحول توقعاته للوضع بعد هذه العملية، أكد الخبير العسكري السوري أن الأشقاء اليمنيين يؤكدون أنهم سيردون، والعدو ينتظر بقلق شديد، ومبرر، بعد النجاحات والمفاجآت اليمنية التي غيرت خريطة التوازنات الجيوسياسية في المنطقة. ورأى أن المرحلة الخامسة التي أعلن عنها اليمنيون، وبدأت مع الطائرة «يافا» والصاروخ «فلسطين» والصاروخ «حافظ» (1 و2) والزوارق المسيّرة، يمكن أن تشهد قريباً استخدام الدفاعات الجوية لضرب ما تبقى من ميزة لدى العدو «الإسرائيلي»، وربما نرى أسلحة جديدة لدى اليمن.
كما توقع أن تشهد المرحلة المقبلة ضرب القواعد الأمريكية و»الإسرائيلية» القريبة من الأراضي اليمنية، وخاصة في ميون، وتوسيع الحصار للموانئ البحرية «الإسرائيلية» ليشمل موانئ البحر المتوسط، وتحديداً ميناء حيفا، إضافة إلى (أم الرشراش) «إيلات» وتنفيذ إعلان «تل أبيب» منطقة غير آمنة.
وتوقع أيضا دخول حزب الله في هذه المرحلة للمشاركة في تنفيذ الحصار من البحر المتوسط.
وعن المرحلة السادسة، توقع الخبير العسكري السوري أنها قد تأتي بعد استنزافه عسكرياً واقتصادياً واجتماعياً، وقد تكون الانطلاق إلى التحرير، وهذا رهن بتطورات وتداعيات الميدان.
المصدر خاص / لا ميديا