«لا» 21 السياسي -
عزيزي رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو،
عندما تقترب من المنصة في الكونغرس الأمريكي، قد تلاحظ أنّ رئيس مجلس الشيوخ ‏ليس حاضراً ليترأس المجلس، وفقاً للتقاليد، لأنّ رئيس مجلس الشيوخ هو نائبة الرئيس، ‏كامالا هاريس، التي قررت عدم الحضور. من النادر جداً أن يتخطى رئيس مجلس ‏الشيوخ حدثاً كبيراً مثل هذا. لن تكون هناك لتصفق لك أو تساندك، فقد قررت بدلاً من ‏ذلك قضاء اليوم في إنديانابوليس في اجتماع نادٍ نسائي.‏
لقد قام بايدن بتمويل حربكم هذه، وزوّدكم بأسلحة الموت الخاصة بكم. وبهذا تكون ‏قد قتلت أكثر من 40 ألف مدني بريء. وتستمر أمطار الموت بالهطول كل يوم. ‏المجاعة الجماعية جارية. ويعرف المطلعون على الحزب الديمقراطي بعمق كيف ‏ساهم ذلك في انخفاض أرقام استطلاعات الرأي لبايدن، وضمن عملياً خسارة ميتشغين ‏لمصلحة ترامب. هذا هو مدى سمومك يا نتنياهو. إنّ معانقتك بايدن لم تقدم له أي ‏خدمة.‏
عزيزي بيبي، يداك ووجهك ملطخ بالدماء. أنت المجرم المتهم بالرشوة والاحتيال ‏وخيانة الأمانة، ترامب «إسرائيل». كيف تجرؤ على دخول قاعة الديمقراطية المقدسة ‏لدينا اليوم، وتمسح يديك على ظهور السياسيين المأجورين من الحزبين الذين موّلوا ‏شرّك؟!
أنت تستمتع بفكرة قتل المزيد من الفلسطينيين، ولا عجب في أنّ الكثير من شعبك ‏يحتقرك ويريد رؤيتك خلف القضبان، وأنت الذي سجنت 2.3 مليون إنسان من غزة ‏ظلّوا يتعرضون للتعذيب والمعاناة في سجن مفتوح لمدة 17 عاماً.‏
سيحكم عليك التاريخ بأنّك مدمر «إسرائيل»، وأنك العدو الحقيقي للشعب اليهودي، ‏وأتباعك هم الذين سحبوا قوات الاحتياط من حدود غزة في الأيام التي سبقت 7 أكتوبر، ‏وأنتم تعلمون جيداً ما سيحدث.‏
أنت الذي كرهت دائماً إخوانك اليهود الذين يعيشون في تلك الكيبوتسات لأنهم يصوتون ‏دائماً ضدك وضد حزبك، لأنّ الكثير منهم اشتراكيون، ودعاة سلام، وملحدون، ‏ويسيرون في الشوارع ضد محاولاتك لتدمير النظام القضائي «الإسرائيلي». نعم، إنهم ‏يحتقرونك، وهكذا، مثل أي مستبد أو فاشي جيد، قمت بنزع الحماية عنهم وتركتهم ‏لمصيرهم.‏
لقد ضحّيت بهم لأنّ موتهم سيلغي محاكمتك الجنائية القادمة، وسيسمح لك بتشكيل ‏مجلس حرب خاص بك، وسيسمح لك بتبرير تجويع الملايين وقطع المياه عنهم ‏وقصفهم.‏
منازل، وجثث مقطوعة الرؤوس، وأطفال بلا أطراف، وكبار في السن، وفقراء، قتلتهم ‏باسم الكراهية والجشع والكذبة الكبرى التي تقول إن كتاباً قديماً يحتوي على صك يقول ‏إنّ هذه الأرض وهبها الله لك!‏
بيبي، أنت لا تنتمي إلى فضائنا المقدس للديمقراطية اليوم. رغم أنّه يمكن ‏القول إنك قد وصلت إلى المكان الصحيح تماماً، فنحن أمة تأسست على الإبادة ‏الجماعية، وبنيت على ظهور البشر المستعبدين؛ أمّة فصل عنصري ادعت أنّها ‏ديمقراطية.‏
أنت تمثّل الولايات المتحدة، العصابة الأولى للذبح، وأنت جيّد في ذلك مثلها؛ لكن لا ‏تتسرع في الاعتقاد بأن قادتنا يحبونك حقاً، فقد تم إنشاء أمتكم من قبل أسلاف هذا ‏الكونغرس لتكون «دولتنا» العميلة في الشرق الأوسط حتى نتمكن من مراقبة عقارنا ‏المفضل: النفط!‏
من فضلك، تذكر أنك تقف في غرفة السلطة في بلد رفض السماح لقوارب اللاجئين ‏اليهود الفارين من ألمانيا النازية في الثلاثينيات بالرسو في أي مدينة أمريكية، وبالتالي ‏إعادة آلاف اليهود اليائسين إلى حتفهم في أوروبا.‏
إنّه ليوم غريب حقاً أن نرى مجرم حرب حقيقياً يلقي كلمة أمام جلسة مشتركة ‏للكونغرس، ونحن نتطلع إلى محاكمتك يوماً ما قريباً في المحكمة الجنائية الدولية.‏


مايكل مور - الناشط السياسي الأمريكي 
ومخرج الأفلام الحائز على جائزة الأوسكار ‏والمعروف بمناصرته للقضية الفلسطينية.