تقرير - عادل عبده بشر / لا ميديا -
يواصل جنرالات البحرية الأمريكية اعترافاتهم بصعوبة المعركة الدائرة مع القوات المسلحة اليمنية التي تستهدف السفن الصهيونية وتلك التي تخترق قرار الحظر اليمني، وبالفشل في صد الهجمات المساندة للشعب الفلسطيني في ظل العدوان الصهيوني المستمر.
في هذا الصدد نشر المعهد البحري الأمريكي، أمس، مقالاً مطولاً للأدميرال مارك ميجيز قائد البحرية الأميركية لمجموعة حاملات الطائرات الثانية، والتي تضم «آيزنهاور» والسفن الداعمة لها، مُقراً بما يمتلكه اليمن من قدرات صاروخية متطورة.
وقال ميجيز إن «الحوثيين يُطورون من أساليب القتال باستمرار».. موضحاً: «لقد شهدنا ذلك بشكل مباشر عندما اعتمد الحوثيون أساليب مختلفة لتحديد مواقع سفن معينة واستهدافها في المعركة».
وأضاف: «عندما تحلق صواريخ الحوثيين وطائراتهم بدون طيار في وابل وأسراب، تكون المشكلة معقدة للغاية وسريعة للغاية بحيث لا يمكن لشخص واحد إدارتها». مؤكداً أن الصواريخ الباليستية اليمنية المضادة للسفن «قاتلة» ولم يسبق أن استخدمت مثل هذه الصواريخ في الهجوم على السفن وأهداف متحركة.
واعترف قائد مجموعة «آيزنهاور» -بشكل غير مباشر- باستهداف القوات المسلحة اليمنية لحاملة الطائرات الأمريكية، قائلاً بأن فرقاطات البحرية الأمريكية أسقطت العديد من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن التي كانت في طريقها إلى حاملة الطائرات «آيزنهاور» والمدمرات المرافقة لها.
وتتكون مجموعة حاملات الطائرات الثانية من حاملة الطائرات «آيزنهاور» و4 سفن حربية داعمة لها، بطاقم يصل إلى 7 آلاف بحار أمريكي.
وقال ميجيز: عندما يكون صاروخ باليستي مضاد للسفن أو صاروخ كروز أو طائرة بدون طيار في الجو بالفعل، فإن سرعته ومسار طيرانه لا يسمحان لك بوقت كاف للرد». مشدداً على أنه في مثل هذه الحالة «من الأفضل وقف التهديد قبل إطلاق»، في إشارة إلى الغارات الجوية التي تنفذها أمريكا وبريطانيا على مواقع متفرقة في عدد من المحافظات اليمنية منذ 12 كانون الثاني/ يناير 2024م.
وأشار الأدميرال الأمريكي إلى أن واشنطن استخدمت ما تسمى الأصول العضوية ممثلة بـ«الجناح الجوي والاستخبارات وما إلى ذلك»، والدعم غير العضوي (الوسائل التقنية، وطائرات إم كيو-9 ريبر، وغير ذلك) في محاولة لتحديد مواقع إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية، بهدف تدميرها، غير أن الأحداث الميدانية أثبتت فشل الضربات الجوية للولايات المتحدة والمملكة المتحدة في إضعاف القدرات العسكرية اليمنية.
وأوضح ميجيز أن حاملة الطائرات «آيزنهاور» والسفن الداعمة لها، استمرت في البحر الأحمر وخليج عدن والخليج العربي لأكثر من سبعة أشهر (وتم تمديدها مرتين). وخلال ذلك الوقت، قامت بأكثر من 13 ألف طلعة جوية بلغ مجموعها أكثر من 29500 ساعة طيران. وقطعت كل سفينة من سفن المجموعة الهجومية ما يزيد عن 65 ألف ميل بحري. وأطلقت الطائرات الأمريكية أكثر من 80 صاروخا جو-جو وأكثر من 350 صاروخا جو-أرض، كما أطلقت السفن الحربية أكثر من 100 صاروخ ستاندرد وتوماهوك. كل ذلك ضد من وصفهم بـ«المتمردين الحوثيين».
وقال: «بينما يجب أن نكون دقيقين في ضرباتنا الدفاعية بنسبة 100٪ يكفي الحوثيين مرة واحدة في هجماتهم المتعددة ليحققوا الهدف وينجحوا في ضرب السفن الحربية أو التجارية». واصفاً انتشار حاملة الطائرات والسفن التابعة لها في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن بأنه «غير مسبوق بكل معنى الكلمة».. مؤكداً أنهم مازالوا يتعلمون من ضربات القوات المسلحة اليمنية، مع كل صاروخ أو طائرة بدون طيار يمنية، يكتسبون خبرة قتالية مهمة وجديدة، من شأنها أن تساعدهم مستقبلاً، حدّ قوله.
وتأتي اعترافات الأدميرال مارك ميجيز، بعد هروب حاملة الطائرات الأمريكية «آيزنهاور» من البحر الأحمر، بفعل الضربات النوعية للقوات المسلحة اليمنية.

تردد أمريكي
في السياق كشفت مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية، في تقرير حديث لها عن تراجع أمريكي بشأن قرار نشر حاملة الطائرات «روزفلت» في البحر الأحمر بدلاً عن «آيزنهاور».
ونقلت المجلة عن مصادر بالدفاع الأمريكية تأكيدها وجود تردد بشأن نشر سفن حربية لوقف هجمات من وصفتهم بـ«الحوثيين»، مشيرة إلى أن المخاوف الآن تدور حول إمكانية أن يعكس ذلك رسالة للصين بعدم وجود ما يخشونه من أسطول حاملات الطائرات الذي قالت المجلة إنه كان مخفيا في السابق.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت قبل أسبوعين نيتها إرسال حاملة الطائرات «روزفيلت» إلى البحر الأحمر لخلافة «آيزنهاور» التي تم سحبها، لكن حتى اللحظة لم يتم تحريكها من مقرها في المحيط الهادي.
وتعرضت «آيزنهاور» لعدة هجمات جوية وبحرية، وفق ما أعلنته القوات اليمنية خلال حزيران/ يونيو المنصرم.
وكان السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حذر الخميس الماضي العدو الأمريكي قائلا: «نقول من الآن، وصول أي حاملة طائرات جديدة ستصبح هدفا لقواتنا المسلحة من بعد دخولها إلى البحر الأحمر وإذا أرادت حاملة الطائرات الجديدة المغامرة والتورط والدخول في المأزق الذي كانت فيه «آيزنهاور» فلتأتِ والخسارة عليها».

صواريخ فرط صوتية
إلى ذلك أكد قائد المدمرة الأمريكية «يو إس إس كارني» جيريمي روبنسون أنه لم يحدث للبحرية الأمريكية أن خاضت معركة مثل معركة البحر الأحمر منذ الحرب العالمية الثانية، موضحاً أن الصواريخ الباليستية التي تنطلق من اليمن بسرعة تفوق سرعة الصوت كانت أكثر ما يثير القلق.
واعترف روبنسون في حوار مع شبكة «سي بي إس نيوز» الأمريكية، نشرته أمس الأول، أن المدمرة «كارني» والسفن الحربية البحرية الأخرى التي كانت تقوم بدوريات في البحر الأحمر لم تتمكن من حماية كل السفن التجارية من هجمات اليمن، وقد غرقت بعض السفن.
كما أكد أن أكبر كابوس كان يُقلقهم هو أي خطأ للدفاع الجوي في التعامل مع صاروخ باليستي قادم من اليمن.
وقال روبرسون إن الصواريخ الباليستية كانت تقلقه أكثر من غيرها مضيفا: «أنت تنظر إلى شيء يأتي إليك بسرعة 5 ماخ، أو 6 ماخ، وأمام واقف المراقبة ما بين 15 إلى 30 ثانية للاشتباك»، مشيرا الى أن هذا كان أول اختبار حقيقي للبحرية ضد صاروخ أسرع من الصوت.
وأقر روبنسون أن المدمرة كارني أطلقت «أولى الطلقات الأمريكية دفاعا عن إسرائيل» حد وصفه، في مواجهة الطائرات المسيرة والصواريخ اليمنية.
كما اعترف بإطلاق المدمرة الموجهة بالصواريخ يو إس إس كارني صواريخ توماهوك الهجومية البرية ضد اليمن في 3 فبراير 2024.
وبحسب «سي بي إس» فقد كشفت بعض عيوب العملية الأمريكية ومنها إطلاق الصواريخ بملايين الدولارات على طائرات بدون طيار بآلاف الدولارات، وكذلك مدى مدفع المدمرة كارني القصير جدا، كما أن البارجة كارني والسفن البحرية الأخرى التي كانت تقوم بدوريات في البحر الأحمر لم تتمكن من حماية كل السفن التجارية من هجمات الحوثيين، وقد غرقت إحدى السفن, في إشارة إلى السفينة البريطانية.
وعادت المدمرة يو إس إس كارني إلى مايبورت بولاية فلوريدا الأمريكية، بعد عمليات دامت سبعة أشهر في الشرق الأوسط.
وأقرت قناة «سي بي إس نيوز» أنه كان من المقرر أن تتزود السفينة كارني بالوقود وتجديد مخزوناتها في البحر، ولكنها اضطرت للعودة إلى الولايات المتحدة، بزعم التزود بالصواريخ، والتي كانت كبيرة جدًا بحيث لا يمكن نقلها أثناء الرحلة.
وكانت صحيفة «إنترناشونال إنترست» الأمريكية، قد تطرقت أمس الأول، إلى خطورة صاروخ قوات صنعاء الفرط صوتي على القطع الحربية الأمريكية.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها، تعليقاً على هذه الخطورة: «لقد انتهى عصر حاملات الطائرات البحرية القوية»، مشيرةً إلى أن الصواريخ والأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت أصبحت هي القاعدة في الحرب الحديثة».
وأوضحت الصحيفــــــــة أن القوات المسلحة اليمنية أثبتت أواخر عام 2023 أنها قادرة على إبعاد البحرية الأمريكية بأكملها بما تمتلكه من صواريخ.

قلق صهيوني
من جهة أخرى كشفت وسائل إعلام عبرية، أمس الأول، عن وجود قلق متزايد في مجتمع الاستخبارات بشأن جبهة جديدة ومثيرة للقلق ضد «إسرائيل».
وقالت قناة آي 24 نيوز التي تُبث من مدينة حيفا إنّ اليمنيين بدأوا بتوسيع نفوذهم في منطقة شمال أفريقيا بغرض استهداف «إسرائيل» ومصالحها، متوقعةً أن ينتقل المقاتلون من اليمن إلى شمال أفريقيا، بحيث يستطيعون «تهديد» مضيق جبل طارق (نقطة وصل أساسية بين أوروبا وأفريقيا، وبين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي).
وأشارت القناة الصهيونية إلى أنه وفق المعلومات الأمنية في كيان الاحتلال فإنّ «عملية نقل الأسلحة إلى هذه المناطق قد بدأت بالفعل».
ونقلت القناة عن مصدر وصفته بـ«المطلع» القول إن «سيناريو التهديد هو سقوط صاروخ في البحر الأبيض المتوسط، وهذا سيكون كارثة»، مضيفاً أنّ «التهديد هنا لا يقتصر على ميناء إيلات والبحر الأحمر، بل إنّ التهديد أصبح قُبالة سواحل إسرائيل».
وفي وقتٍ سابق، أكّد الإعلام «الإسرائيلي» أنّ اليمن هو أكثر جبهة تعرّض استقرار «إسرائيل» الاقتصادي للخطر، ولاسيما أنّه يهدد السفن الصهيونية وتلك المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة.