عبـدالله العبسي المحترف مع الجولان العراقي لــ«لا الرياضي»:تغيير الجهاز الفني للفريق سبب بقائي في الدكة
- تم النشر بواسطة أحمد الشلالي / لا ميديا
حاوره:أحمد الشلالي / لا ميديا -
المهاجم عبدالله العبسي، لاعب وحدة صنعاء، الذي بدأ مسيرته الكروية بجميع فئات النادي حتى الوصول إلى الفريق الأول.
خاض العديد من المباريات والمنافسات الكروية برفقة الزعيم الصنعاني، ودوّن العديد من الأهداف الجميلة في شباك الخصوم.
اختير لمنتخبي الشباب والأولمبي تحت قيادة التشيكي ميروسلاف سكوب، لكنه لم يجد له مكاناً مع المنتخب الأول حتى الآن.
انتقل إلى تجربة احترافية جديدة في بلاد الرافدين هي الأولى له برفقة نادي الجولان، ممثل مدينة الفلوجة، محافظة الأنبار، الذي يلعب في الدوري العراقي الممتاز (يقابل دوري الدرجة الثانية في اليمن). ورغم جاهزيته لخوض هذا التحدي الجديد، إلا أنه حتى الآن ما يزال حبيس دكة البدلاء، مثل غالبية لاعبينا المحترفين بالدوريات العراقية.
استضفناه في حوار خاص وحصري لصحيفة "لا"، ناقشنا معه عدة أمور وقضايا تخصه وتخص ناديه الجديد والكرة اليمنية...
حدثنا عن انتقالك إلى الجولان العراقي، وكيف وجدت هذا التجربة الجديدة بالنسبة لك؟
- تواصل معي أحد الوكلاء وطلب مني "سي في"، فأعطيته، وبدوره عرضه على نادي الجولان، وبعدها تم الانتقال.
والتجربة رائعة جدا، وجديدة، وهي الأولى لي في عالم الاحتراف.
ما سبب غيابك عن التشكيلة الأساسية لنادي الجولان في مباريات الدوري؟
- عند انضمامي لفريق الجولان كنت في التشكيلة الأساسية، وقبل أول مباراة لي في الدوري العراقي، وكانت ضد فريق الصناعات، تم تغيير الجهاز الفني بشكل كامل، وهذا تسبب بخروجي من التشكيلة الأساسية، لأن كل مدرب له وجهة نظر. شاركت كبديل في ثلاث مباريات، والقادم أجمل بإذن لله.
الجولان يحتل المركز الخامس في مجموعته بعد أن كان الثاني. ما سبب تدهور النتائج؟ هل تعتقد أنكم كلاعبين قادرون على الوصول بالفريق إلى دوري نجوم العراق؟
- في مرحلة الإياب من الدوري العراقي الممتــــاز حققنا الانتصـــار فـي أول ثــــلاث جولات وصعـــدنــــا للمركز الثاني. بعدها تراجع مستوى الفريق بسبب عدم الاستقرار على جهاز فني واحد. حتى الآن أمضيت شهرين مع الجولان، وخلال الشهرين تم التعاقد مع أربعة أجهزة فنية؛ أي: كل أسبوعين يعلنون عن جهاز فني جديد. عدم الاستقرار هو ما تسبب بظهور الجولان في المركز الحالي.
بقاء أغلب لاعبينا المحترفين في الدوري العراقي على مقاعد البدلاء وعدم الدفع بهم كأساسيين، سواء في دوري نجوم العراق أو الدوري الممتاز الذي يتواجد فيه أربعة لاعبين يمنيين. برأيك ما هي الأسباب؟ هل اللاعب اليمني أقل مستوى من الدوري العراقي أم عدم قناعة من الأجهزة الفنية؟
- بصراحة غياب الدوري اليمني عن الساحة العربية، وغياب التسويق الصحيح للاعب اليمني هو السبب، فاللاعب اليمني يستطيع مجاراة الدوري العراقي ولا يختلف عن اللاعب العراقي بالكثير من الصفات، إضافة إلى الأجهزة الفنية التي تكون قناعاتها غير قناعة إدارة النادي التي تعاقدت مع اللاعب.
أغلب لاعبي العالم إذا أتيحت لهم فرصة للاحتراف يتشبثون بها ويقدمون كل ما يستطيعون للوصول إلى الهدف المنشود والاستمرار بنفس الدوري أو الانتقال إلى دوري أقوى؛ إلا لاعبينا، يفشلون... طبعا ليس الكل، إنما البعض. ما سبب ذلك؟
- هذا يعود لثقافة اللاعب اليمني، وأيضا ضعف تسويقه. اللاعب اليمني مظلوم من الدوريات، خاصة في دوريات وبطولات الجمهورية، وعدم الثقة باللاعب، إلا إن أثبت نفسه بقوة، إضافة إلى استغلال السماسرة للاعبين بحيث تكون مهمتهم إيصال اللاعب للنادي من أجل العمولة فقط.
لماذا لا نستفيد من قرار معاملة اللاعب اليمني كلاعب محلي في دوريات الخليج حتى يكون لدينا منتخب قوي، إضافة إلى زيادة عدد لاعبينا المحترفين؟
- المشكلة تدور في ضعف التسويق وعدم وجود دوري يمني منتظم وقوي ومنقول تلفزيونيا بحيث يكون الانتداب فقط من خلال بعض مقاطع الفيديو أو احتياج النادي المفرط لخانة محددة يجب سدها بأي لاعب.
ضعف البنية الجسمانية للاعب اليمني، برأيك هل تشكل عائقاً أمام نجاحه؟
- أكيد، بالطبع البنية الجسدية واللياقة البدنية عامل أساسي ومهم في لاعب كرة القدم. لكن علينا النظر إلى سوء الدوري اليمني، الذي يلعب الفريق فيه أقل من 10 مباريات، ولا يستفيد منها شيئاً للأسف، وسوء ثقافة اللاعبين أيضا غير المهتمين برفع جاهزيتهم ولياقتهم.
كم نحتاج من الوقت حتى يصل دورينا إلى ما وصل إليه الدوري العراقي؟
- بحسب ما يتم تسخيره من قبل المسؤولين على الرياضة اليمنية. وأكبر دليل على الاهتمام والتطور الدوري السعودي، الذي أصبح اسمه يقارن بالدوريات الأفضل في العالم، بسبب الدعم اللامحدود من قبل قيادات الدولة وتسخير الإمكانيات للتطور ودخول الشركات الخاصة في المساهمة لرفع اسم الدولة رياضيا.
ما سبب غيابك عن تشكيلة المنتخب الوطني الأول؟
- أنا جاهز في أي وقت لتمثيل المنتخب، ومستعد عند أي نداء. هذا كله بيد الله عز وجل وتوفيقه.
ما رأيك فيما قدمه منتخبنا الأول تحت قيادة الجزائري بن علي؟ وهل حصل تحسن في الأداء؟
- المدرب جديد، وكانت المباراة الأولى جيدة، لكن في الثانية ظهر المنتخب بشكل أقل. أعتقد أن الوقت مازال مبكرا للحكم عليه، ويجب إعطاء المدرب فرصة اختيار اللاعبين ومشاهدتهم على أرض الواقع في أنديتهم وإعطائهم الفرصة الكاملة للقتال على مركز لهم في المنتخب.
المنتخب في المباراة الأولى أمام الإمارات قدم مستوى جيداً وكان يستحق التعادل أو الفوز، فما الذي حصل في المباراة الثانية؟
- ثقافتنا كلاعبين، والانجرار خلف السوشيال ميديا. بالطبع الكل شاهد أن هناك رضا عن أدائهم في المباراة الأولى، ما أدى إلى اللعب بثقة مفرطة أكبر في المباراة الثانية، إضافة إلى صحوة المنتخب الإماراتي، وهو الذي لديه لاعبون من طراز عالٍ ودوري قوي آسيوياً.
المحترفون لم يقدموا المستوى المأمول منهم مع المنتخب، باستثناء المطري، بل إنه لا فرق بينهم وبين اللاعب المحلي. أين تكمن المشكلة؟
- هذه ليست مشكلة، بقدر ما هي ثقافة لاعب وجودة لاعبين. عليهم أن يقدموا أقصى ما لديهم من قدرات لتمثيل المنتخب، وهذا الأمر سينعكس عليهم وعلى فرص احترافهم في أندية أكبر ودوريات أقوى.
الاحتراف التزام وانضباط ومواظبة على التمارين، بينما أغلب لاعبينا يذهبون للاحتراف بعقلية الهواة، لذلك يفشلون ويعودون سريعا. كيف يمكن أن نحل هذه المعضلة؟
- بالتثقيف والتنشئة الرياضية الصحيحة، وجعل الاحتراف روتيناً يومياً في حياة اللاعبين منذ الصغر.
كيف نبني منتخباً أول منافساً يستطيع تحقيق نتائج ترفع الرأس؟
- بالتطوير الداخلي أولاً، من بناء منشآت تليق بالرياضة والجمهور، ودوريات قوية تساعد على تطوير اللاعبين واحتكاكهم المتواصل، والدعم المتواصل من الحكومة.
منتخبات العالم تتطور، خاصة الصغيرة، ومنها منتخبات كنا نفوز عليها بالخمسة والستة، ونحن نتراجع. إلى متى؟
- كما قلت لك، نحتاج أن نتطور في داخلنا بالمنشآت والدوري القوي واهتمام الحكومة بشبابها.
زيادة عدد منتخبات كأس العالم المقبل من 32 إلى 48 هل تعتقد أنها ستساهم في تطوير كرة القدم؟
- نعم، لأنه سيجعل الجميع يتنافس بقوة على بطاقات التأهل من أجل الحضور والظهور في العرس القاري رقم 1 في عالم كرة القدم.
نسألك كلاعب هداف: ما سبب غياب الهداف في أنديتنا ومنتخباتنا؟
- أسباب كثيرة، بداية باللاعب نفسه ثم المدربين ثم الإدارة والاختيار... نستطيع صنع مهاجمين، في ظل زيادة الاهتمام باللاعبين.
يتجه أكثر لاعبينا إلى المشاركة في دوريات الحواري. برأيك ما هي الفائدة التي ستعود على اللاعب من اللعب في الحواري؟
- لا نلوم اللاعبين، رغم أن من السيئ أن يلعبوا في الحواري؛ لكن مع ضعف وندرة الدوريات وقلة المردود المالي يلجأ اللاعبون لإشباع رغباتهم وطاقاتهم باللعب في المكان الذي بدؤوا منه.
ما حقيقة رفض إدارة وحدة صنعاء تسليم مستحقاتك لديها؟
- فوجئت بتصرفهم نحوي بتلك الطريقة، رغم أن الأستاذ أمين جمعان، رئيس النادي، والإخوان في الإدارة، وعدوني بتسليمها؛ ولكن لم يفوا بوعودهم. بكل صراحة، أنا مستاء جدا من تصرفهم معي بهذه الطريقة، رغم تضحياتي مع هذا الفريق والنادي طوال مشواري، وكواحد من لاعبي الفريق أتساءل: لماذا عاملوني بهذه الطريقة؟! ومع هذا لدي كل الثقة بالأستاذ أمين بإنصافي وإعادة حقوقي.
الوحدة كان المرشح الأول للحصول على لقب الدوري، خصوصا أنه الفريق الأكثر استقراراً، إضافة إلى تطعيمه بلاعبين محليين؛ غير أن الفريق لم يستطع حتى الحصول على المركز الثالث. من يتحمل ذلك؟
- عوامل كثيرة يتحملها الجميع من إدارة ومدربين ولاعبين.
إقامة الدوري اليمني في مدة لا تتجاوز الشهر الواحد، بمرحلتيه الذهاب والإياب، هل سيساعد في بناء منتخب وطني قوي ويخدم الرياضة اليمنية واللاعب؟
- طبعا لا، بل بالعكس، هذا الأمر يساهم تماما في إضاعة الوقت للتقدم والرجوع عدة خطوات إلى الوراء.
النقل التلفزيوني للدوري يساهم في تطور اللاعب اليمني وفتح المجال لتسويقه إلى الدوريات الأخرى. هل تعتقد أننا بحاجة ملحة لوجود قناة رياضية؟
- القنوات اليمنية موجودة وبكثرة؛ لكن التسويق هو السبب. الموضوع بحاجة إلى تسهيل الأمر للقنوات لنقل الدوري ولو مجانا وبدون رسوم لمدة موسم أو موسمين، ثم تسويقه وبيعه لإحدى القنوات على أن تنقل جميع المباريات.
كلمة أخيرة في نهاية الحوار؟
- أشكركم في صحيفة "لا" على هذه الاستضافة الجميلة، وأحب أن أتقدم بطلب إلى كل المسؤولين عن الرياضة في بلادنا من أجل الاهتمام بأبنائهم الشباب ومساعدتهم في الهروب من العادات السيئة والمحرمة إلى تفجير طاقاتهم في أماكن تعود بالنفــع عليهم شخصـيا وعلـى الوطــــن، وهـذا الطريــــق هـــــو الرياضـة بكــل أشكالها.
المصدر أحمد الشلالي / لا ميديا