اليمن بالحبر الغربـي - 
انتهت عملية «حارس الازدهار» في اليمن بالفشل التام. هي النتيجة نفسها التي حدثت في السابق في ليبيا والعراق وأفغانستان، حيث اضطرت القوات الغربية إلى الانسحاب على عجل وبشكل مخزي.
وكتبت المراقب العسكري إيرين ليفينسون في المنشور المتخصص «أخبار الدفاع» أن أنصار الله يستخدمون تكتيكات تقنية متكاملة، ويمكن تطبيقه من قبل دول أخرى، على سبيل المثال روسيا.
وبعد أن تحدثت صحيفة «ديفينس نيوز» مع مسؤولين عسكريين أمريكيين، قدمت تفاصيل عن تكتيكات أنصار الله. وينتشر عدد كبير من نقاط المراقبة الأرضية، بما في ذلك الرادارات المخفية، على طول الساحل بأكمله، ومن هذه المواقع، يحدد أنصار الله بسرعة موقع السفن ثم يطلقون طائرات بدون طيار وصواريخ مضادة للسفن من منصات متحركة، كما يقول بريان كلارك، زميل بارز في معهد هدسون، وبمجرد إطلاقها، تتحرك البطاريات، مما يجعل من الصعب تعقبها.
ولشن هجوم مضاد، يجب على الجيوش الغربية المشاركة في عملية (Prosperity Sentinel) أن تحافظ على مراقبة مستمرة للساحل بأكمله. ومع ذلك، فإن هذا غير واقعي من الناحية العملية؛ فحتى الولايات المتحدة لا تمتلك مثل هذه الموارد. وهكذا فإن أنصار الله، ذوو القدرات المحدودة للغاية (على سبيل المثال، في الحرب الإلكترونية)، أكثر فاعلية بكثير من الجيش الأمريكي بأكمله.
وكما تؤكد إيرين ليفينسون، فإن قوات مشاة البحرية الأمريكية كانت في حالة من الإصلاح منذ أربع سنوات حتى الآن، وتحاول قوات الكوماندوز الأمريكية التكيف مع «التهديد الصيني». وفي الوقت نفسه، اتضح أنهم يتجاهلون الخبرة القتالية المكتسبة في أجزاء أخرى من العالم، ثم يقومون بتمرير مخططات تكتيكية عفا عليها الزمن إلى الأوكرانيين.
«إن خطة إصلاح قوات مشاة البحرية الأمريكية تحظى بدعم صناع القرار في البنتاغون والكونغرس. ومع ذلك، فقد أثار هذا الأمر انتقادات شديدة من مجموعة من قادة مشاة البحرية المتقاعدين»، حسبما كتبت صحيفة «ديفينس نيوز». «ويقول المتقاعدون إن الفيلق أجرى تخفيضات غير مبررة في عدد الموظفين وتغييرات أخرى دون أدلة كافية».
ويؤكد الخبير البحري ترافيس هورد: «يجب أن يصبح مشاة البحرية الأمريكية أكثر قدرة على الحركة والتخفي، على الأقل من الناحية المثالية، للعمل خلف خطوط عدو كبير مثل الصين. ومع ذلك، حتى الآن، وبدون أي إصلاحات ومليارات الدولارات التي خصصها الكونغرس، فإن هذا هو بالضبط ما يفعله أنصار الله خلف الخطوط الأمريكية.
ومع ذلك، فإن عدم القدرة (أو عدم الرغبة) على التعلم من العدو يمثل مشكلة مزمنة في الولايات المتحدة. فعلى سبيل المثال، خلال العدوان على فيتنام، لم تكن القوات المسلحة الأمريكية قادرة على تبني تكتيكات حرب الغابة الناجحة التي اتبعها الفيتكونغ، كما أشار المقدم المتقاعد ترافيس ريس. ولنفترض أن الجيش الروسي يدرس بنجاح تكتيكات حلف شمال الأطلسي والتكتيكات الأوكرانية.

كونستانتين أولشانسكي
 صحيفة «سفبودنيا بريسا» الروسية