«لا» 21 السياسي -
في مقالٍ للصهيونيين أري هايستاين وناتانئيل رابكين نُشر أواخر آذار/ مارس الماضي على موقع (thecipherbrief) العبري يدعو الكاتبان حكومة الحرب في «تل أبيب» إلى الاستفادة من دروس اليمن في محادثات وقف إطلاق النار في غزة.
ويستعرض المقال المطول المعنون بـ»الدروس المستفادة من اليمن في محادثات وقف إطلاق النار بغزة» أحداث الحرب المتعاقبة على اليمن بداية والتي «تستوجب الأحداث المتعاقبة في اليمن الدراسة عن كثب وخاصة لمن يعتقد أن وقف إطلاق النار في الحرب التي تشنها إسرائيل على حماس في غزة سوف يمهد الطريق لمستقبل أكثر سلاماً، أو يضع حداً لمعاناة الفلسطينيين».
يركز المقال على «اتفاق ستوكهولم» بشأن الحديدة محذراً من تكرار السيناريو ذاته في غزة. وبعد مغالطات صهيونية مألوفة يدعو المقال كابينت الحرب إلى أنه و»قبل التوقيع على هدنة مع مثل هذه المجموعات، ينبغي لنا أن ننظر إلى الهدنة بالطريقة التي يرونها باعتبارها هدنة مؤقتة حتى يتمكنوا من حشد مزيد من القوات، وتطوير المزيد من الأسلحة، وابتكار تكتيكات جديدة، ثم خرق الهدنة بهجوم مفاجئ لبدء معركة أخرى في حملات الغزو»، وألا ترتكز أي هدنة «على أمل ساذج بالتوصل إلى تسوية أو أمل بعيد المنال في أن تتخلى هذه الجماعات عن أهدافها المعلنة»، وأن «أي صفقة يعرضها الحوثيون أو حماس هي صفقة يرون أنها تعزز قدرتهم على المدى الطويل على تحقيق أهدافهم المتطرفة والخطيرة»، وأن «السبيل الوحيد للمضي قُدماً هو تغيير الواقع في الميدان» (نص المقال في العدد القادم من ملحق «اليمن بالحبر الغربي»).
في تفصيلٍ آخر وليس أخيرا، فإن المتأمل في كثير من مجريات حرب الإبادة على غزة والعدوان على اليمن يجد مثلاً أن المنظمات الصهيو - أممية ذاتها التي فعلت الأفاعيل في اليمن، تؤدي الدور نفسه في غزة، كبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة (WFP)  ووكالة التنمية الأمريكية (USAID)، فيما اختيرت ليز غراندي لتولي مهمة منسقة الشؤون الإنسانية في غزة، وهي التي سبق أن عملت في مهام للأمم المتحدة في اليمن والعراق والموصل كمنسّقة للمساعدات الإنسانية، ولم تكن دوماً محل ترحيب من قبل الناس في هذه المناطق.
حتى آلية التحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة في اليمن المسماة «يونيڤيم» (UNIVIM) في جيبوتي تم تطبيقها -أو كاد، قبل أن يوقف الأمريكيون استكمال تجهيز الرصيف البحري- باسم «خطة التفتيش» (ALMATHEA) في قبرص!
اليهودي يبقى يهوديا، سواء بزنارٍ أو بدون، وسواء بكتائب القوة (401) التي ترتكب المذابح الآن في شرق رفح أو بخلايا القوة (400) التي عملت لصالح الصهاينة وعمار عفاش في غرب اليمن.