حاوره: يحيى الضلعي / لا ميديا -
بخطى واثقة وعزيمة لا تلين، ينطلق النجم المتميز عاشق الصعاب، هيثم الخليدي، مايسترو السنوكر في اليمن ونجمها الأبرز، الذي حلق كثيراً في فضاءات اللعبة عربياً وآسيوياً، صوب محطة زاهية ذات شأن كبير مع موهبته التي رسم معالمها في الأفق منذ أن بدأ مزاولتها قبل نصف عقد من الزمن.
الخليدي هيثم يتطلع لتحقيق المزيد من الإبداع والحضور ومقارعة الجبهات والمنافسات الخارجية لنيل الألقاب والأقراص الملونة والمراكز المتقدمة وتعزيز حصد النجاحات والإنجازات، فهو واحد من النجوم الذين ينبغي أن نفتح لهم مجالاً أوسع للصقل حتى يأتي المردود إيجابياً وتثمر الزهور مبكراً، فهو نجم لا يشق له غبار، ومشروع حقيقي في التقدم خطوة للأمام من أجل الظفر والفوز بألقاب حقيقية وبطولات لا تأتي إلا من خلال الجهد العالي والتخطيط السليم والإصرار على الفوز ورفع اسم اليمن عالياً.
صحيفة "لا" أجرت حوارا مع اللاعب هيثم الخليدي، كشف فيه عن الكثير من تفاصيل بداية مشواره مع معشوقته رياضة السنوكر، معرجاً على جملة من الصعوبات التي رافقت وترافقت مسيرته الرياضية والطموحات التي يرنو إلى تحقيقها مستقبلاً، والكثير من القضايا المتعلقة بهذه اللعبة...

 متى بدأت ممارسة السنوكر؟
- في ديسمبر 2019، حيث كانت بدايتي في ممارسة لعبة البلياردو بشكل منقطع منذُ عام 2011، حتى تفرغت للعبة في السبع السنوات الأخيرة.
 لماذا اخترت هذه اللعبة؟
- بالتأكيد لأني أحببتها، وكونها رياضة عالمية لها محــــبوهـــا وعشاقها في جميع البلدان.
 مـاذا أضافـــت لك اللعبة؟
- أضافــــــت لــــي العديد من الأشياء في الجانبين الاجتماعي والرياضي، مثل المعرفة الواسعة والعلاقات الرياضية الطيبة والاحترام والتقدير المتبادل بيننا، وخوض المنافسات والتحديات الشريفة بروح رياضية عالية، والرياضة فن وذوق وأخلاق، وهذا ما حصدناه من هذه اللعبة الجميلة.
 لديك أخ أو إخوة يزاولون البلياردو والسنوكر... ما هي الأسباب التي قادتكم لممارسة هذه اللعبة؟
- نعم، نحنُ 6 إخوة، وجميعنا مارسنا اللعبة، البعض تركها، واستمررت أنا وشقيقي أديب حتى الآن، وأيضاً أخونا أكرم المسؤول المالي لفرع اتحاد اللعبة بتعز حاليا، ومن الأسباب بالتأكيد هو حب اللعبة، أضف إلى ذلك قرب الصالة من منزلنا، وهو يعتبر الدافع الرئيسي لممارسة اللعبة.
 ما هي أبرز إنجازاتك المحلية والخارجية؟
- محلياً حققت: في البلياردو 11 بطولة فردية و6 بطولات جماعية في تعز، وفي السنوكر 5 بطولات في تعز، وبطولة في عدن، بالإضافة إلى عدة إنجازات وميداليات ملونة حققتها في بطولات النخبة والتصفيات والأنشطة الأخرى في تعز وصنعاء.
خارجياً حققت: ذهبية غرب آسيا وبرونزية البطولة العربية للسنوكر - ناشئين تحت 21 سنة في البحرين عام 2022.
 حققت ذهبية بطولة غرب آسيا وبرونزية البطولة العربية للسنوكر التي أقيمت في البحرين عام 2022... هل كنت تتوقع هذا الإنجاز؟
- الحمد لله الذي وفقني في منح بلادي أول ميدالية ذهبية في تاريخ مشاركاتنا الخارجية في منافسات ألعاب البلياردو والسنوكر، وهذه البطولة تعتبر أول مشاركة خارجية بالنسبة لي.
مشاركتي في فئة الناشئين جاءت بعد حصولي على برونزيتين في بطولة النخبة عام 2019 للكبار، وتمت تزكيتي من الاتحاد كلاعب لمنتخب الناشئين كوني الأجدر والأنسب حينها. أما في فئة الكبار فقد خضت تصفيات نهائية قبل موعد البطولة بشهر ونصف، وحصلت فيها على الترتيب الأول، وتأهلت من خلالها. وبالنسبة للإنجاز كنت متفائلاً دائماً وأملي بالله كبير، رغم الصعوبات والعراقيل التي واجهناها داخل وخارج البلاد، وكما يقال "لكل مجتهدٍ نصيب"، والحمد لله على كل شيء.
 هل صحيح أنك شاركت في بطولة البحرين على حسابك الخاص؟
- بالنسبة لنا، أنا وأخي أديب، شاركنا بدعم شخصي من الأستاذ أيمن المخلافي، مدير عام مكتب الشباب والرياضة بتعز (سابقاً)، الذي تكفل بشراء تذاكر السفر لنا باستثناء تذكرة واحدة (عدن - القاهرة) كانت مقدمة لي كسلفة عبر أحد زملائي في البعثة والذي أخبرني بأنها مقدمة من فلوس الاتحاد كعهدة عليه، واشترط عليّ الالتزام بدفع قيمتها (400 دولار)، وأنا وافقت بعد ما تم التواصل والاتفاق مع الأستاذ أيمن على سداد المبلغ بدلاً عني بعد عودتنا من البحرين، وحينما كنا في البحرين دفعت 100 دولار من جيبي الخاص للزميل الذي التزمت له، علماً بأننا قبل انطلاق البطولة بيوم تأخرنا عن موعد الرحلة التي كانت من القاهرة إلى المنامة، وغادرت علينا الطائرة بسبب تأخرنا عن الموعد وعدم ترتيب أمورنا الشخصية مسبقاً، وكنت على وشك العودة إلى الوطن؛ لكن حينها الأستاذ أيمن علم بذلك ولم يقصر معي مجدداً وقام بشراء تذكرة لي كي ألتحق بالمشاركة مع بقية الزملاء، وبعد عودتنا للوطن وأثناء تكريمي أنا وأخي من مكتب الشباب والرياضة بتعز، أعطاني الأستاذ أيمن نصف مبلغ التذكرة بالتراضي بيننا، وحينها أبلغت الزميل بذلك وكنت ملتزماً له بدفع بقية قيمتها (300 دولار) عندما أنال تكريمي المتبقي في صنعاء؛ لكن مؤخراً تلقيت خبر بأنه تم إعفائي من قيمة التذكرة من رئيس الاتحاد شخصياً، وقد تكفل الاتحاد بالسكن والتغذية للبعثة المشاركة في البحرين، وبالنسبة للسكن بعد عودتنا إلى عدن والمواصلات الداخلية من عدن إلى تعز وصنعاء للبعثة، تكفلت بها أنا. وهنا أوجه خالص الشكر والثناء والعرفان لمن ذكرتهم أعلاه، كلاً باسمه وصفته، على ما قدموه لنا بشكل عام وخاص.
 ماذا عن تكريمك بعد أن توجت بذهبية بطولة غرب آسيا؟
- بعد عودتنا إلى الوطن تم تكريم البعثة من وزارة الشباب والرياضة في عدن، كما كرمت مع شقيقي أديب من مكتب الشباب والرياضة ومكتب الثقافة وفرع اتحاد اللعبة في تعز. ومنذ عام ونصف مازلنا منتظرين تكريمنا من وزارة الشباب والرياضة في صنعاء، والاتحاد العام للعبة، وقد تلقينا وعودا بتكريمنا من رئيس الاتحاد العام الشيخ سند الحريبي شخصياً، وهناك من تواصل معي لأجل تكريمي وسيكون ذلك بنفس الموعد الذي تحدده الوزارة لتكريمنا، وبإذن الله ننال تكريماً يليق بحجم إنجازاتنا وانتظارنا.
 كيف ترى الاتحاد العــــــــام للبليــــــاردو والسنوكر؟ 
- اتحادنا بلا طموح، يعيش في اتجاه متباعد ومتنافر عن اللعبة واللاعبين، ويقصرون وسلبياتهم أكثر من إيجابياتهم في أداء واجبهم تجاهنا، والحقائق تتكلم، ولن نرضى باستمرارهم معنا بهذا الشكل.
 مؤخراً وجهت انتقادات للاتحاد العام للبلياردو والسنوكر... ما هي الأسباب؟
- الأسباب كثيرة، ستجدها في اتحادنا المُعطَّل الذي فشل في حل مشاكله وتغافل عن القيام بواجبه تجاهنا طيلة السنوات الأخيرة. وكما ذكرت أني خلال السبع السنوات الأخيرة وأنا ألعب يوميا وباستمرار، طبعا هناك خمس بطولات خارجية تقام سنوياً، ومنذُ صعودي لصفوف المنتخب عام 2019 وحتى الآن لم أشارك بأي بطولة خارجية، وذلك نتيجة إهمال وتخاذل الاتحاد وتعمُّدهم التحفظ على روزنامة المشاركات الخارجية وعدم اتخاذ إجراءاتها لدى الجهات ذات العلاقة والاختصاص أو حتى إبلاغنا بذلك، باستثناء بطولتين تم إبلاغنا بهما وأوضحت تفاصيلهما مؤخراً، حتى أني أُصبتُ بالإحباط وفُقدان الشغف وتوقفت عن ممارسة اللعبة لشهرين، وهذا ما جعلني أوجه انتقادي ورسالتي للاتحاد عبر الشارع الرياضي كجزء من مُعاناتنا، وما خفي كان أعظم.
 كنت قد ذكرت أن هناك وعودا باعتماد مشاركتكم القادمة في بطولة غرب آسيا في البحرين... ما مدى تفاعل الاتحاد وتجاوبه مع كل ما طرحته في الفترة الماضية؟
- عقد الاتحاد اجتماعاً استثنائياً وحضرهُ بعض قادة الاتحاد ومنتسبي اللعبة بمقر الاتحاد العام في صنعاء يوم 7 مارس الماضي، وأقروا مشاركتنا القادمة في بطولة غرب آسيا وكأس الاتحاد العربي خلال شهري مايو ويونيو في البحرين، و... و... ألخ.
 وماذا عن تنفيذ الاتحاد لمطالبكم وخاصة فيما يتعلق بالمشاركات الخارجية؟
- قبل أيام كنت على تواصل مع أمين عام الاتحاد، الكابتن أحمد الشريف، لمناقشة بعض الأمور، ووافق على أحد مطالبي التي طرحتها عليه، وأوضح لي أن عدم إقامة التصفيات بسبب تأخر صرف مخصصاتها المالية من الوزارة، واقتراب موعد الرفع بجوازات اللاعبين. وأكّد لي أنهم سيتخذون كافة الإجراءات اللازمة لدى الجهات ذات العلاقة والاختصاص بشأن مشاركتنا القادمة، وبعد استكمال ما يلزم عليهم سننتظر الرد من وزارتي الشباب والرياضة باعتماد الميزانية المرفوعة لديهم من قِبل الاتحاد ليتم تأكيد مشاركتنا، هذا وإننا لمنتظرون.
 هل يعني هذا أن الاتحاد يتعمد حرمانكم من المشاركات الخارجية؟
- عندما كنا محرومين من المشاركات الخارجية لسنوات، كان اتحادنا مكتفياً بمشاركة أحد مسؤوليه بدلاً منا، حيث شارك مدير العلاقات العامة بالاتحاد وعضو الاتحاد الآسيوي لألعاب البلياردو الأستاذ أحمد جبهان في 6 بطولات عالمية وآسيوية في لعبة السنوكر أقيمت كلها في قطر في الأعوام: 2019 و2021 و2022 و2023.
ليس هذا فحسب، بل وهناك أيضاً لاعبان آخران يقيمان في مصر كانا يمثلان اليمن في بطولات السنوكر التي تقام في مصر.
 وما هي المبررات التي تشرعن للاتحاد المشاركة بدلاً من اللاعبين؟
- لا أدري ما هي الأسباب أو اللوائح التي تسمح لهم بالمشاركة بدلاً منا وهم ليسوا لاعبين نُخبة ولم يمروا بالتصفيات المؤهلة للمنتخب. لكنها الهوشلية والعشوائية المفرطة التي اتخذها الاتحاد بحقنا لاعبي المنتخب حتى أصبح تمثيل الوطن من نصيبهم خلال تلك السنوات.
 لماذا لم تقم وزارة الشباب والرياضة بدعمك؟
- أنا أتلقى حافزا شهريا يأتي كل ثلاثة أشهر من صندوق رعاية النشء والشباب في صنعاء. لكن بشكل عام هناك تقصير من الوزارة تجاه رياضتنا وصرف مخصصاتها منذُ سنوات كما أوضح الاتحاد العام مؤخراً، وهذه مشكلة تتطلب اهتماما شديدا من الاتحاد لدى الوزارة حتى يتم معالجتها، لاسيما وأننا أصبحنا محرومين من أبسط حقوقنا ومنها المشاركات الخارجية المتوقفة منذُ سبع سنوات.
 ما هي الصعوبات التي تواجهك؟
- أنا كلاعب منتخب لا أمتلك مضرباً خاصاً بي لمزاولة اللعبة بحُريتي، والذي استخدمه حالياً غالي الثمن أعطاني إياه الكابتن قاسم السماوي عام 2019 كأمانة عندي حتى أتمكن من شراء واحدٍ أو أتحصل عليه من الجهات المسؤولة عني، وهناك صعوبات أخرى نُعاني منها جميعاً مثل غيابنا عن المشاركات الخارجية وغير ذلك.
 ماذا ينقص لاعب البلياردو والسنوكر في اليمن؟
- في بلادنا مواهب عديدة يفتقدون لأبسط حقوقهم، بدايةً من الاهتمام والاحتواء وتوفير الأساسيات ومختلف الدعم من الجهات ذات العلاقة، وصولاً لاحتكاك مختلف نجوم وأبطال اللعبة محلياً ودولياً من خلال إقامة البطولات المحلية (التصنيفية والجمهورية) سنوياً، وكذلك المشاركات الخارجية التي افتقدناها منذُ سنوات. هذا بجانب الاحتراف في الأندية بشكل رسمي وكذا الحصول على رعاية من الشركات كباقي لاعبي الدول الأخرى.
 ماذا تحتاج اللعبة حتى يتحقق لها التطور؟
- تحتاج إلى أشياء كثيرة وأساسية، مثل توفير الدعم اللازم من الجهات ذات الاختصاص وغيرها، ووجود صالة خاصة بفروع الاتحاد أو حتى على الأقل توفير طاولة سنوكر ومثلها بلياردو، وأيضاً وجود أكاديميات خاصة بتعليم اللعبة، ثم على الاتحاد وفروعه القيام بواجبهم كما يلزم، وهذا ما سيجعل الأندية تتعاقد مع مدربين وتتبنى المواهب لديها بشكل رسمي ويكون للعبة شأن آخر في اليمن كما نتمنى.
 ما هي طموحاتك في المستقبل؟
- أطمح للاحتراف في الأندية الخليجية، لأنهم مهتمون باللعبة، والمشاركة في البطولات الخارجية وتحقيق المزيد من الإنجازات ورفع علم بلادي مجدداً عالياً في المحافل الدولية والوصول إلى العالمية بإذن الله.
 هل تشعر بالندم أنك عشقت لعبة السنوكر؟
- عِشق اللعبة وإدمانها يجري في الشرايين بشكل لا يمكن وصفه. لكني أخشى أن أصل إلى مرحلة الإحباط بسبب تعامل الاتحاد العام، كونه لم يقدم لي القليل من الاهتمام أو الاحتواء الذي أستحقه منهم كأول لاعب حقق لليمن ذهبية في مجال اللعبة حتى الآن.
 لمن يعود الفضل في تدريبك؟ 
- لله تعالى، ثم لرئيس فرع اتحاد اللعبة بتعز الكابتن قاسم السماوي، الذي قدم ليّ الكثير وسخّر حاله وماله كداعم ومحب للعبة واللاعبين في صالته الرياضية (صالة شباب تعز الدولية) التي نشأت وترعرعت فيها أنا والكثير من أبرز أبطال اللعبة في تعز والوطن وتعلمنا على يده منذُ سنوات.
 رسالة شكر لمن توجهها؟
- للسند والأب الروحي لنا ولرياضتنا الكابتن قاسم السماوي، رئيس فرع اتحاد البلياردو والسنوكـــــر بتعــــز، ولعائلتي ولكل من وقف بجانبي.
 كلمة أخيرة تود قولها في هذا الحوار...؟
- من المؤسف أن نتمنى الحصول على حقوقنا وأبسط مستحقاتنا، وبداخلي كلام كثير لا يسعني قوله وكشفه بهذا الحوار؛ لكن أتمنى أن تصل رسالتي لكافة الجهات المعنية وذات العلاقة الاختصاص، فهم مطالبون بالالتفات إلى رياضتنا وإنعاشها وصرف مخصصاتها المالية وتصحيح مسارها الإداري. كما يجب إنقاذ ما تبقى من طموحنا كرياضيين في هذا الوطن، وأن تنتهي مُعاناتنا ويتم الاهتمام بجميع الألعاب الرياضية، خاصةً الألعاب الفردية وأبطالها الأكثر تحقيقاً للإنجازات الخارجية والأكثر مُعاناة في اليمن السعيد.
وشكرا لصحيفة "لا" على هذه الاستضافة الرائعة.