اليمن بالحبر العبري -
المبعوث الأمريكي الخاص باليمن تيم ليندركينغ اعترف قائلاً: «نحن نؤيد الحل الدبلوماسي، ونعلم أنه لا يوجد حل عسكري». وكان ليندركينغ يقتدي برئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل الذي قال: «يمكنك دائماً الاعتماد على الأمريكيين لفعل الشيء الصحيح، بعد أن يستنفدوا كل الاحتمالات الأخرى».
وقبل أيام قال ليندركينغ في لقاء مع صحيفة ذا ناشيونال إنه «في نهاية المطاف، تريد الولايات المتحدة العودة، والابتعاد عن الهجمات في البحر الأحمر من أجل وقف التصعيد، والحفاظ على السلام والأمن. التركيز على السلام».
الخبر السار هو أن الولايات المتحدة تدعو إلى الدبلوماسية في الشرق الأوسط. الأخبار السيئة هي أن الحوثيين في اليمن تفوقوا عليها.
قدم ليندركينغ عروضا لليمن من بينها التراجع عن تصنيف أنصار الله في لائحة الإرهاب، لكن اليمن أعلن بالفعل عن شروطه: ستتوقف العمليات البحرية عندما يكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة واستئناف تسليم المساعدات.
إن اعتراف ليندركينغ بأن القوة قد فشلت هو كدمة سوداء في عين الولايات المتحدة وحلفائها الذين فشلوا في إخضاع الحوثيين.
ليست الولايات المتحدة وحدها، فالسعودية وحلفاؤها شنوا حربا في اليمن ومع ذلك لم تنجح عملياتهم في هزيمة اليمنيين.
ويتعرض الجيش الأمريكي أيضاً لضغوط مالية متزايدة لأنه يطلق صواريخ اعتراضية بقيمة مليوني دولار على طائرات بدون طيار تكلفتها 2000 دولار، كما ستتطلب العمليات المستمرة للسفن والطائرات صيانة مكثفة ومكلفة عند عودتها إلى الميناء وقد تشجع العديد من البحارة على مغادرة البحرية في وقت تفشل فيه الخدمة بشكل مزمن في تحقيق أهداف التجنيد الخاصة بها.
إن أعداء أمريكا سيقومون بدراسة تكتيكات اليمن وصقلها باعتبارها أساليب منخفضة التكلفة ومنخفضة التقنية لإحباط القوات الأمريكية، وبعد رؤية الأمريكيين يفشلون أولاً أمام حركة طالبان منخفضة التكنولوجيا في أفغانستان والآن اليمن، سيغري ذلك الآخرين لاتخاذ خطوات مماثلة.
اليمنيون وإن كانوا عانوا من القصف الأمريكي والبريطاني، لكنهم ثابروا حتى غير المهاجمون مسارهم، إن أداء القوات الأمريكية والبريطانية ليس فقط هو الذي كان ضعيفا، وإنما أداء البحرية الألمانية والدنماركية والفرنسية أيضا، وبالتالي فإن على الولايات المتحدة أن تسعى لإيقاف الحرب على غزة على الأقل لاختبار مصداقية اليمن والتزامه بشروطه لوقف العمليات البحرية.
بطبيعة الحال، إذا حافظ الحوثيون على كلمتهم فإن ذلك سيرفع من مكانتهم باعتبارهم أخضعوا الأمريكيين، على الرغم من أن اكتشاف واشنطن المتأخر للدبلوماسية ربما يكون حقق هذا الهدف.
وإذا التزمت واشنطن بالنص، فمن الأفضل أن يعتاد المسؤولون الأمريكيون المستقبليون على مواجهات مثل هذه بين الجيش الأمريكي وجيش فيتنام الشمالية.
إن نظام التجارة الحرة في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية كان مدعوماً من قبل القوة البحرية الأمريكية، وعلى هذا فإن فشل الحملة البحرية في البحر الأحمر يشكل نظرة سيئة بعد هزيمة الولايات المتحدة في أفغانستان.
يبدو أن البحرية الأمريكية خسرت -أو لم تنتصر- في أول شجار بحري حقيقي منذ عقود من الزمن، في وقت حيث كان الأسطول أصغر من أن يتمكن من الوفاء بالتزامات أمريكا العالمية.
لذا، يجب على واشنطن أن تفكر في إعادة التوازن بين الحرب + العقوبات والتجارة + الدبلوماسية، ثم النظر في التحدي الذي يمثله البحري الأمريكي سيث كروبسي الذي تساءل: «ما الهدف من البحرية العالمية؟».

 جيمس دوروسي 
موقع «ديفنس إنفو»