«لا» 21 السياسي -
يتم تصنيف الجيوش بشكل عام وفقاً للقدرة العسكرية أو القوة العسكرية، حيث يعتمد التصنيف الأول في ترتيبه على الأسلحة التي يملكها كل جيش والأسلحة المتعاقد عليها أو التي يتم إنتاجها؛ «فيعطي حقيقة لقوة هذا الجيش»، بينما التصنيف الآخر والذي يتبعه موقع «جلوبال فاير باور» الأمريكي فيعتمد على نسب أخرى مثل حجم التدريبات، وغيرها من المعايير التي تختلف من دولة لأخرى، وقد أدخل هذا الموقع عدة مؤشرات جديدة وحذف أخرى، ورفع عدد الجيوش محل الدراسة من 140 في 2022 إلى 145 في 2023، ما أحدث تغييرات بارزة في ترتيب جيوش العالم.
فقد ارتفع عدد المؤشرات من 50 مؤشرا في 2022 إلى 53 مؤشرا في 2023 بعد إضافة الغاز والفحم إلى النفط ضمن الموارد الطبيعية سواء من حيث الإنتاج والاحتياط أو الاستهلاك.
لكنه أيضا اعتمد على المعيار التكنولوجي في ترتيب الجيوش، بشكل يمكّن الجيوش الأكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية في البلدان الأصغر، من التنافس مع الجيوش الأكبر والأقل تطوراً في الدول الكبرى، من خلال منح مكافآت وعقوبات خاصة، دون أن يظهر ذلك في المؤشرات.
إذ وجهت في السابق عدة انتقادات للمؤشر الأمريكي بأنه لا يأخذ في الحسبان نوعية السلاح وتطوره، ويركز أكثر على العدد وتنوع مصادر القوة سواء البشرية أو البرية والجوية والبحرية، وكذلك الموارد الطبيعية والجغرافيا والتمويل واللوجستيك.
ورغم ذلك فإن موقع «جلوبال فاير باور» لأقوى جيوش العالم، هو موقع «مسيس» يحدد ترتيب الجيش وفقا لدرجة توافق دولها مع التوجهات الأمريكية، وهذا ما يتبين بوضوح من تصنيف هذا العام 2023 حيث يبقي الجيش السعودي كثاني أقوى جيش عربي، رغم عدم تحقيقه أي نصر في تاريخه، ويقفز بجيش المرتزقة اليمنيين ست مراتب كاملة، وهو الجيش الذي لولا الغطاء الجوي للعدوان ما كان سيبقى قط.
ومع احتفاظنا برأيٍ سابقٍ نشرناه في هذا الملحق ويتلخص في القول بأن الجيش اليمني المقاوم للعدوان هو أحد أقوى جيوش العالم والذي انتصر على تحالف عسكري يمتد من واشنطن ولا ينتهي في بكين مروراً بكل عواصم الجيوش المتصدرة ترتيب «غلوبال فاير باور» يتعزز هذا الرأي مع ما تلا ملحمة «طوفان الأقصى» العظيم حيث يواجه الجيش اليمني اليوم وبكل اقتدار جيوش الإمبراطورية الصهيونية الثلاثة: الأمريكي والبريطاني والصهيوني، فيما تتفرج الجيوش «العربية» و»الإسلامية» على مذابح الصهاينة بحق الفلسطينيين، بل وبحق أمنها القومي، ومنها جيش مصر الذي يقف في صدارة المؤشر الأمريكي كأكبر جيش عربي وأفريقي في 2023، والجيش التركي، الذي صعد من المرتبة 13 إلى المرتبة 11 عالميا، والسعودي في المرتبة الثانية عربيا والجزائري في المرتبة الثانية أفريقيا والعراقي والإماراتي اللذين حلا رابعا وخامسا عربيا على التوالي والمغربي سادساً.
رغم أنف كل ما سبق من ترتيب ومؤشرات إلا أن العدوان على غزة قد كشف زيف ذلك الترتيب وكذب تلك المؤشرات، وثبت أن القوات المسلحة اليمنية هي الجيش العربي والإسلامي الرسمي الوحيد الذي يستحق الصدارة.