تقرير / لا ميديا -
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس موافقتها على تمديد الهدنة «الإنسانية» المؤقتة يومين إضافيين في قطاع غزة، والتي كان من المقرر أن تنتهي صباح اليوم.
وقالت حماس في بيان: «تم الاتفاق مع الأشقاء في قطر ومصر على تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة لمدة يومين إضافيين بنفس شروط الهدنة السابقة».
وبيّن القيادي في حماس خليل الحية، في تصريحات صحفية، أن الآلية ستكون بتسليم 10 «إسرائيليين» مقابل 30 فلسطينياً كل يوم تمديد.
في المقابل قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي لشبكة (CNN) إن «إسرائيل» وافقت على تمديد الهدنة للإفراج عن المزيد من الأسرى.
ومنذ 4 أيام، تسري هدنة «إنسانية» في قطاع غزة، توقف بموجبها قصف العدوان الصهيوني الوحشي على القطاع، كما تدخل يومياً 200 شاحنة مساعدات تشمل الوقود، إلى جميع قطاع غزة من شماله إلى جنوبه.
وتضمنت شروط الهدنة تبادل الأسرى المدنيين، حيث أفرج الاحتلال عن 150 أسيرة وشبلاً فلسطينياً حتى اليوم، فيما أطلقت حماس سراح 51 «إسرائيلياً» من النساء والأطفال أيضاً، إضافة إلى 17 تايلاندياً وفلبينياً وروسي واحد.
ونجحت المقاومة، اليوم، في تحرير الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال.
كما أطلق الاحتلال، اليوم، سراح 33 أسيرا، منهم 3 نساء و30 من الفتيان والفتيات دون سن 19 عاما، ضمن عملية تبادل «الأسرى» مع المقاومة.
من جهتها أفرجت المقاومة، اليوم، عن 11 أسيرا صهيونيا.
في هذا السياق قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب إن ما لدى المقاومة من جنود وضباط أسرى سيكون له ثمن مختلف تماماً عن تبادل التهدئة، والمقاومة تدير عملية التفاوض باقتدار وحكمة وثبات، وتدير عملية التفاوض كما تدير المعركة العسكرية بتنسيق كامل بين حماس والجهاد وباقي الفصائل.

معاناة أهالي غزة
أكملت الهدنة «الإنسانية» المؤقتة يومها الرابع في قطاع غزة، ولا تزال المعاناة الكبيرة تطوق سكان قطاع غزة مع انعدام معظم مستلزمات الحياة الأساسية.
ويتمثل واقع الحياة اليومية الآن بالنضال من أجل العثور على الغذاء والماء والدواء، ومع ندرة الوقود، تشعل غالبية الأسر أخشاب من الأبواب وأشياء أخرى لطهي ما تيسر.
كما نفد الحطب والفحم إلى حد كبير، لذا تُحرق الأسر الفلسطينية أبواباً خشبية وإطارات نوافذ وعلباً كرتونية وأعشاباً يابسة، والبعض ببساطة لا يطبخون، ويأكلون البصل والباذنجان النيئ بدلا من ذلك كما تظهر المشاهد المصورة من أماكن تجمع النازحين في القطاع.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 56 ألف عائلة بلا مأوى جراء تدمير البيوت منذ بدء العدوان على غزة.
بدوره أوضح مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن جيش الاحتلال تعمد تنفيذ مخطط لتدمير مئات الآلاف من الوحدات السكنية خاصة في شمالي القطاع.
ووفقا لتقارير أممية فإن من بين نحو 2.4 مليون شخص يعيشون في غزة، هناك 1.7 مليون نازح داخليا.
كما أفادت تلك المنظمات بأن المساعدات التي تصل في الوقت الحالي هي مجرد قطرة في محيط من الاحتياجات الإنسانية.
وأضافت أن غزة تحتاج إلى 200 شاحنة مساعدات يوميا بشكل متواصل لمدة شهرين على الأقل لتلبية الاحتياجات.
في السياق ذاته أكدت وسائل إعلام فلسطينية أن «مئات جثامين الشهداء ما زالت بمحيط مستشفيي القدس والرنتيسي».

الاحتلال يصعّد في الضفة الغربية
وفي الضفة الغربية اقتحمت قوات كبيرة من قوات الاحتلال الصهيوني عدداً من المخيمات واختطفت 60 فلسطينيا.
ودارت اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال في عدة مناطق ومخيمات في الضفة، حيث قامت مجموعة من المقاومين باستهداف قوات الاحتلال بعبوة ناسفة في مخيم عسكر بمدينة نابلس، فيما استهدفت عملية إطلاق نار قوات الاحتلال خلال اقتحام مخيم بلاطة، بينما دارت اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال في مخيم عقبة جبر بأريحا.
وأفادت المؤسسات الفلسطينية التي تعنى بشؤون الأسرى بأن قوات الاحتلال اعتقلت عشرات الفلسطينيين خلال حملة مداهمات في الضفة، وجرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية للاحتلال بزعم الضلوع في أعمال مقاومة مسلحة.
وتركزت حملة المداهمات والاقتحامات في مختلف المحافظات في الضفة، خلالها تم أيضا اقتحام وتفتيش عشرات المنازل والعبث بمحتوياتها وإخضاع قاطنيها لتحقيقات ميدانية بعد احتجازهم لساعات.
واعتقلت قوات الاحتلال 5 فلسطينيين من محافظة نابلس التي شهدت مواجهات واشتباكات مسلحة في بعض المناطق.
وأفاد نادي الأسير بأن عددا من المركبات العسكرية اقتحمت عدة أحياء من المدينة ومخيمي عسكر وبلاطة، وقامت بأعمال تجريف في أحد الشوارع في بلاطة.
وداهمت قوات الاحتلال عددا من المنازل، وقامت بتفتيشها والعبث بمحتوياتها، واعتقلوا منها أربعة فلسطينيين.
وكانت قوة أخرى اقتحمت قرية طلوزة شرق نابلس وداهمت أحد المنازل وقامت بتفتيشه واعتقلت أحد الشبان.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مخيم العروب وأجبرت أصحاب المحال التجارية على إغلاقها، ما أدى لاندلاع مواجهات أطلق خلالها الجنود الرصاص الحي، وقنابل الصوت، والغاز السام المسيل للدموع، ما أسفر عنه إصابة عدد من الفلسطينيين.
كذلك شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في بلدة بني نعيم شمال شرق الخليل، حيث تم اعتقال 25 فلسطينيا جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية للاحتلال.
وفي محافظة رام الله، اقتحمت قوات الاحتلال عدة بلدات لتشهد مواجهات، فيما حاصرت القوات بلدة كفر نعمة وشنت حملة اعتقالات واسعة في البلدة طالت 25 شابا، جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية للاحتلال.