تقرير: عادل عبده بشر / لا ميديا -
مازالت أصداء إعلان القوات المسلحة اليمنية الحرب ضد الكيان الصهيوني، تتردد في أكثـر من قُطر عربي، وفي العالم، حيث فرض اليمن معادلات جديدة في إطار التحامه بملحمة «طوفان الأقصى»، منفذاً عدة عمليات عسكرية في عمق الكيان الموقت، ثم أتبع ذلك بإعلان قيادته الثورية وقواته المسلحة إدخال معادلة البحر الأحمر لردع الاحتلال وإجباره على إيقاف عدوانه على غزة والضفة الغربية.
حول هذا، التقت صحيفة «لا» عبر الإنترنت باحثين سياسيين وقانونيين وإعلاميين فلسطينيين وعربا، تناولنا في عدد أمس الأحد، الجزء الأول من التقرير الصحفي، وفي هذه المساحة نستعرض الجزء الثاني:

المحامي الفلسطيني عدي خليفة لـ«لا»:
 يعرف اليمنيون كيف تكون الضربة موجعة للصهيوني والأمريكي
المحامي الفلسطيني عُدي خليفة، أشار إلى أن «قرار القوات المسلحة اليمنية إعلان الحرب ضد الكيان الصهيوني، يعتبر علامة فارقة في الصراع العربي الصهيوني، الذي أٌريد تحويله من قضية مركزية للعرب والمسلمين إلى قضية هامشية وحصره بالفلسطينيين أنفسهم».
وقال خليفة في حديث مع صحيفة «لا»: «صنعاء، اليوم، تمارس عمليا إعادة تصحيح البوصلة، وإعادة رسم المعالم التي جهدت إسرائيل وأميركا والسائرون من خلفهما في تقزيمها ومحاولة عرضها كقضية هامشية يمكن حلها بالتسويات التي تطعم إسرائيل أكثر، وبمشاريع اقتصادية ودولارات يمكن أن تدفع هنا أو هناك».
وأضاف: «صنعاء، اليوم، تعلم العرب والمسلمين البديهيات التي أضاعوها، بأن فلسطين هي قضيتنا المركزية، معيدة تشكيل الوعي والتلاحم وتأكيد المصير المشترك، في خطوة تعلم عواقبها جيداً ولا تخشاها، انطلاقاً من إيمانها الراسخ بمسؤوليتها الدينية والعروبية والأخلاقية تجاه مقدسات الأمة وقضايها ودماء أبنائها»، لافتاً إلى أن اليمن التي تبعد عن الكيان الصهيوني أكثر من ألفي كيلومتر» ها هي تقصف أهدافا للاحتلال في مدينة إيلات «أم الرشراش» موجهة صفعة قوية على وجه الإسرائيلي والأميريكي والاتحاد الأوروبي وكل من دار في فلكهم من الذين جهدوا لإخلاء الساحة لوحشية الكابينت وآليته العسكرية».
وأشار المحامي الفلسطيني خليفة إلى أن اليمن أكدت فعلياً أن «الفلسطينيين ليسوا وحدهم»، وهذا بحسب تعبيره «كسر معادلة الاستفراد بالفلسطيني التي دامت لعقود، كما وجهت صنعاء، صفعة أخرى للجغرافيا المحاذية للأراضي الفلسطينية المحتلة، وأثبتت أن الأمر يحتاج إلى إرادة وقرار حر، وأنه ليس هناك أصغر من أمريكا وإسرائيل أمام مَن يريد».
وإضافة إلى ما سبق، يشير المحامي خليفة إلى أهمية أخرى لإعلان صنعاء الحرب ضد العدو الصهيوني، تتمثل في توقيت الإعلان الذي تزامن مع ما سطرته المقاومة في غزة صباح السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، والانتصارات التي مازالت تحققها ضد قوات الكيان، في حرب الشوارع التي تكلفه أثماناً باهظة في أرواح جنوده وآلياته العسكرية.
وأوضح أن الضغط على الكيان وإشغاله وتشتيت جهده العسكري في أكثر من جبهة على امتدادها من غزة وجنوب لبنان إلى اليمن، يأتي تأكيداً على المعادلة التي وضع قاعدتها السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله، بقوله «ولى زمان الهزائم».
وأضاف خليفة: «لم تعد هناك منطقة آمنة في إسرائيل، هرب مستوطنو غلاف غزة، وهرب مستوطنو الشمال، وصنعاء في دور تكاملي تقول: لا مكان في كل إسرائيل آمن، واستمرار الحرب على غزة يعني أن تشتعل الأرض من فوقكم ومن تحتكم لهيباً، بِدءاً من باب المندب إلى كل حجر شيدته أيدي الصهاينة في أرض العرب».
واختتم المحامي الفلسطيني عدي خليفة، حديثة مع «لا» بالقول: «يعرف اليمنيون كيف تكون الضربة موجعة، للأميركي الذي يتبجح بسفنه وبواخره العسكرية في البحر الأحمر وفي المتوسط (لست بعيداً عن مسيراتنا ولا الصواريخ)، ويعرفون أيضاً، كيف يجعلون الصهاينة يصرخون من خلال استنزافهم اقتصاديا بقرار ضرب السفن في باب المندب والمياه الإقليمية اليمنية».


ابنة الجنوب اللبناني الإعلامية سنا فنيش لـ«لا»:
دخول صنعاء المعركة شَكّلَ رادعاً قوياً للعدو
الإعلامية اللبنانية والمدربة الدولية سناء فنيش، قالت في حديث مع «لا»: «المعروف عن اليمن الحبيب والغالي أنهم أهل الشهامة والمروءة بمساندة المظلوم والوقوف بكل قوة وكرامة للدفاع عن شعب فلسطين وغزة  المظلوم والجريح، وهذا الشعب اليمني العظيم، لا يهاب الظالم، مهما كان جبروته».
وأوضحت أن صنعاء بدخولها الحرب ضد الكيان الصهيوني «تُشكل رادعا قويا للعدو الذي يُمعن في حرب الإبادة لأهلنا في فلسطين، وإن كان ذلك القرار -الحرب ضد الاحتلال- له عواقب على حساب أمن وسلامة اليمن، فإن هذا البلد العظيم بقيادته وشعبه وإرادته، لم يبالِ بأي عواقب، وخاض المعركة بكل جرأة لأن قضيته بالدرجة الأولى هي الدفاع عن المظلوم، فكيف حين يكون المظلوم هي فلسطين، هذه القضية التي يعتبرها اليمنيين قضيتهم المركزية».
وأكدت ابنة الجنوب اللبناني المقاوم، الإعلامية سناء فيش، أن «الكيان الصهيوني هو عدو للعرب جميعاً، ويُفترض بالأمة العربية والإسلامية الوقوف جنباً إلى جنب مع الشعب الفلسطيني، بكل ما يملكون من قوة، حتى استئصال هذا الورم السرطاني الصهيوني، من الجسد العربي».