لا ميديا -
تفتحت عيناه على واقع مرير طلاه الاحتلال بالسواد، وقد عربد ونشر جنوده لإذلال الناس وقتل الأبرياء، وممارسة تكسير العظام التي انتهجها رئيس وزراء العدو رابين في انتفاضة عام 1987م.
ولد طارق سليم ياسين عام 1983 في حي الزيتون شرق مدينة غزة، ترك المدرسة وعمل في مهنة حياكة الملابس، تميزت شخصيته بالهدوء والرصانة.
التحق بجهاز الشرطة الفلسطينية، وتلقى أربع دورات عسكرية إحداها دورة مختصة بالعبوات الناسفة. انضم إلى كتائب شهداء الأقصى، وشارك في عمليات صد الاجتياحات المتكررة لحي الزيتون وقام بتدريب مجموعات أشبال الكتائب ضمن دورات عسكرية خاصة.
ألح على قيادة الكتائب بأن يكون استشهاديا في سبيل الله. في 12/4/2004، خرج في عملية مشتركة لثلاث فصائل فلسطينية واقتحموا مغتصبة نتساريم، استشهد رفيقاه من القسام وسرايا القدس، وأصيب هو بجراح مختلفة، وأعطب سلاحه بشكل كامل فانسحب وقطع المستوطنة بكاملها ليخرج من الجهة المقابلة لجهة الاقتحام.
بعد عملية تصعيد لقوات الاحتلال واغتيالها كوادر من فصائل المقاومة قررت ثلاث فصائل فلسطينية أن تنفذ عملية رد مشتركة هدفها الوصول إلى «جسر الموت»، المحاط بالتحصينات وأبراج المراقبة، لقطع الطريق وقتل أكبر عدد ممكن من جنود العدو. وجهز للعملية القائد في سرايا القدس الشهيد محمد الشيخ خليل.
في 24/7/2005، اقتحم ثلاثة استشهاديين طريق مغتصبة كوسوفيم، ووصلوا إلى الجسر وعند منتصف الليل هاجموا قافلة صهيونية تقل عددا كبيرا من جيش الاحتلال والمستوطنين، وخاضوا بدعم من وحدة الإسناد معركة بطولية استشهادية استمرت لساعات. استدعى جيش الاحتلال قوات كبيرة إلى مسرح العملية بالإضافة لمروحيتي أباتشي.
أسفر عن العملية مصرع 3 صهاينة بينهم حاخام يهودي كبير وهو مسؤول عن المدارس اليهودية داخل مغتصبة كوسوفيم وإصابة 5 آخرين، واستشهد طارق مع رفيقه من سرايا القدس فيما عاد استشهادي ثالث من ألوية الناصر صلاح الدين سالما. بعد ملحمة بطولية كبيرة أطلق عليها اسم «عملية جسر الموت».