لا ميديا -
 فتاة الجنوب التي أبكت الصهاينة
ظلّ جثمانها في السيارة، لساعات عدّة قبل أن يسمح العدو وعملاؤه بنقله، ثم اقتحموا منزلها مهدّدين بضرورة دفنها فورا، وقبل انصرافهم التفت الضابط في جيش العدو، إلى والدتها، وهي تذرف الدموع، قائلاً: “أنت تبكين عليها، لقد أبكتنا كثيراً فقد قتلت الكثير منّا”.
يسار أحمد مروّة “الشهيدة الأولى”، ولدت عام 1961، في بلدة الزرارية جنوب لبنان، انتسبت إلى الحزب الشيوعي اللبناني عام 1981، ثمّ انضمت إلى صفوف جبهة المقاومة الوطنيّة عام 1983.
يحفل سجلها النضالي المقاوم لقوات الاحتلال الصهيوني وعملائه بتنوع مدهش من المهمات القتالية والاستطلاعية واللوجستية. فقد أوجعت قوات الاحتلال بعدة عمليات عسكرية ناجحة وجريئة.
قامت بعمليات استطلاعية لمواقع العدو الصهيوني، ويشهد لها رفاقها بقدرتها أيضا على إيصال السلاح الى المجموعات المقاومة في منطقة صور، وحماية المجموعات المنفذة.
اعتقلتها قوّات العدو الصهيوني، أكثر من مرّة، عاشت خلال مسيرتها النضاليّة تحت رقابة مخابرات العدو وعملائه، كما تعرّضت لتهديداتهم المتكررة، بعد فشلهم في النيل منها خلال المواجهات، وفشلهم خلال فترات اعتقالها، بدفعها للاعتراف عن رفاقها، رغم التعذيب المتعدّد الأساليب.
سر عظمتها في ما يرويه من عرفها هو بساطتها؛ تفلح الأرض وتسويها، تقوم بأعمال الرجال في ظل غياب أشقائها، أحبت وطنها، وتاقت ليوم تحريره الذي رأته قريبا.
في 2 أيار/ مايو 1984، ذهبت إلى مدينة صور، فاقترب منها شاب، هامسا إليها بضرورة الذهاب فوراً، فمخابرات العدو تخطط لخطفها. قادت سيّارتها الصغيرة، وحينها، كانت قوّات العدو قد كمنت لها على الطريق، وانهمر عليها الرصاص من كلّ الاتّجاهات.
بقي رعبها -حتى بعد استشهادها- حاضراً في حديقتها وأشجارها الّتي كانت ترويها بحكايات عن النضال والكفاح وعن الموت وقوفاً من أجل الحريّة، فعندما ارتكب الصهاينة مجزرة الزرارية عام 1985 عادوا لينبشوا كل شبر في حديقة منزل والدها بحجة أن معلومات وردتهم بأنها كانت تخبئ الأسلحة فيها.