لا ميديا -
لم تغادره مدينة القدس، بحاراتها الحميمة، وأوابدها، وتاريخها، كتب ولحَّن لها ولفلسطين كلها فأطلق موجات الألحان الشجية وكان من رواد الأغنية السياسية والوطنية، والقومية، في الساحة الفلسطينية والعربية. صنع من الأغنية سلاحا لا يُثلم، وتدوينا جديدا للتاريخ، ووظفها لإعادة تجديد الذاكرة الوطنية، في معركة قاسية لمواجهة الاحتلال، الساعي لنهب التراث الفلسطيني بعد الأرض.
وُلد حسين نازك في القدس عام 1942، تتلمذ على يد يوسف خاشو. انتقل بعد حرب 1967 إلى عمّان، وتتلمذ هناك على يد الموسيقار يحيى السعودي، واستقر منذ عام 1969 في دمشق مهجوسًا بفلسطين وهو ما انعكس في إبداعاته الموسيقيّة.
أسّس فرقة «العاشقين» الشهيرة عام 1976، وترأسها حتى عام 1985، ووضع لها جميع البرامج الفنيّة خلال سنوات نشاطها، وفّرت الفرقة مجموعة ضخمة من الأعمال الهادفة الملتزمة بفلسطين وبالقضية الفلسطينية في برامج متكاملة، منها:
– «بأم عيني»: يضمّ 24 أغنية مستوحاة من كتاب المحامية اليهوديّة فيليتسيا لانجر، نظمها الشعراء الفلسطينيّون وقُدمت عام 1978.
– «سرحان والماسورة»: وهي مغناة طويلة ألّفها ونظم أبياتها الشاعر توفيق زيّاد. قُدّمت عام 1980 على المسرح البلدي في تونس.
– «عز الدين القسّام»: عمل تلفزيوني يضمّ 24 أغنية شعبية فلسطينية، وُظفت جميعها لخدمة المسلسل الذي أذيع عام 1981.
– أعد الموسيقى التصويرية لعدد كبير من المسلسلات والمسرحيات والأفلام السورية والعربية، وموسيقى أشهر برامج الأطفال مثل «افتح يا سمسم»، و«المناهل».
أسس فرقة «زنوبيا» القومية الحديثة، وشارك في تلحين النشيد الوطني الفلسطيني «فدائي» وأعاد توزيعه من جديد لجهة الكلمات واللحن.
هو عضو في المجمع العربي للموسيقى، وعضو مجلس الموسيقى الدولية. تولى عام 2015، مهمة جمع وإعادة تأهيل التراث الفلسطيني الفلكلوري المكتوب والمسموع والمرئي كمدير تنفيذي للمشروع من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
حصل على جوائز عديدة، منها: الجائزة الأولى لأفضل توزيع أوركسترالي لنشيد وطني، وجائزة أفضل استخدام موسيقى للتراث العربي من مهرجان قرطاج 1980، وجائزتين ذهبيتين من اليابان.
توفي في 25 مايو 2023 في دمشق.