حاوره:طــلال سفيـان / لا ميديا - 
كحالة رياضة البنجاك سيلات المفعمة، يظهر عبدالناصر محمد علي داود في أروقة وساحات هذه اللعبة المصبوغة بالقتال والاستعراض.
شاب طموح استطاع أن يكون نجما لامعا ومدربا دوليا في لعبته البنجاك سيلات أو كما يسميها «معشوقته الأبدية وخياره في مشواره الرياضي».
جهود لا تتوقف، ونشاط على الملعب، ومواقف عنوانها الصمود والخندق في مواجهة عدوان غاشم على الوطن، وعلى طريق وصولهم إلى المنصات العالية في التظاهرات العالمية لصقور البزات السوداء التي لم تتوقف دماء أحلامهم وطموحاتهم .
صحيفة «لا» في حوار جديد مع بطل ومدرب لعبة الأبطال عبدالناصر داؤود.
• مرحباً بك كابتن في ملحق صحيفة «لا» الرياضي!
-  مرحبا أخي العزيز، ومرحبا بصحيفة «لا»، صوت الوطن، وبملحقها الرياضي الرائع.

• كيف جاء اختيارك لرياضة البنجاك سيلات؟
- كانت بدايتي مع والدي الغالي محمد علي داود، نائب أمين عام الاتحاد اليمني للبنجاك سيلات، وهو من شجعني على اللعب في هذه الرياضة بدءا من دخولها وانتشارها في بلدنا عام 2003. وبدأنا نتدرب على هذه اللعبة على يد المدرب الإندونيسي محمد رفاعي صاحب، في المركز الأولمبي بالعاصمة صنعاء. ثم أخذنا الحزام الأسود في مركز منطقة الأصبحي بالعاصمة على يد هذا الخبير محمد رفاعي صاحب، رحمة الله عليه.
طبعا أحببت هذه اللعبة لأنها كانت جديدة علينا في اليمن، وأيضا لمنبعها وقيمها الإسلامية، حيث تعتمد أساليب إدائها على عدم العنف، إضافة لجمال اللعبة التي ترغمك على حبها من أول وهلة.

• قبل البنجاك سيلات، ماذا لعبت؟
- كنت ألعب جمباز وكاراتيه وكونغ فو وسباحة، ثم التحقت بالبنجاك سيلات بتشجيع من والدي، وعشقتها وكانت خياري الأخير في ممارستي الرياضية.

• طبعا والدك رياضي كما تحدثت عن تشجيعه لك لممارسة البنجاك سيلات...؟
- والدي حفظه الله رياضي من الطراز الأول. وإلى جانب عمله كنائب لأمين عام البنجاك سيلات، هو مستشار لوزير الشباب والرياضة، ومدير جمعية الكشافة والمرشدات اليمنية.

• شاركت في بطولات دولية للبنجاك السيلات. لو تحدثنا عنها!
- في مطلع العام 2004 شاركت في بطولة البارثيلاك الدولية بإندونيسيا، وكان محاضر هذه البطولة الخبير الدولي مستر تولوس، وتم اختياري لتمثيل اليمن في هذه البطولة إلى جانب زميلين في اللعبة من تعز وعدن. كانت مشاركة رائعة، خاضها نجوم دوليون من 35 دولة، وحزنا على المركز الأول في القتال، والمركز الثالث في الجيندا.
طبعا كانت مشاركتنا في هذه اللعبة على حسابنا الشخصي، ولم نتلقَّ من أحد، سواء الوزارة أو الاتحاد، أي دعم أو حتى اهتمام. ومع هذا كان همنا فقط رفع راية ورأس الوطن عاليا.

• وما هي البطولات التي حققتها في اللعبة؟
- محلياً حققت المركز الأول في بطولة الجمهورية التي أقامها الاتحاد العام بمدينة عدن خلال ترؤس الفقيد محمد علي الفقيه للاتحاد. كما حققنا المراكز الأولى في بطولة مواجهة «عاصفة الحزم» في صالة أهلي صنعاء، والمركز الأول في أسلوب التومباز في البطولة الدولية التي أقيمت هذا العام 2023 في العاصمة الماليزية كوالالمبور. وأيضا كانت هذه البطولة على حسابنا الشخصي.
وبالمناسبة أنا افتتحت مركز الشباب الوطني الواعد لتأهيل وتدريب الشباب والنشء للبنجاك سيلات في العام 2008، وحتى اليوم لم نلقَ الدعم أو الاهتمام، لا ماديا ولا معنويا، وحين تقام بطولة للعبة يقولون لنا فقط: أعطونا الشباب للمشاركة!

• دون دعم؟! كيف تسيِّرون أعمالكم في المركز؟
- حقيقة من جيوبنا الشخصية، حتى أننا ندفع لبعض القنوات التلفزيونية المحلية حتى تنقل البطولات التي نقيمها. ومع ذلك هناك إقبال كبير من الصغار والشباب على اللعبة، ويتراوح عدد الملتحقين بما بين 40 و80 شخصا.

• تعملون في آن، لاعبين ومدربين؟
- نعم، نلعب وندرب في وقت واحد، في رياضتنا ومعشوقتنا البنجاك سيلات. أنا حاصل على شهادة مدرب من الاتحاد الإندونيسي للبنجاك سيلات، وأيضا لاعب في المنتخب الوطني للعبة.

• ماذا عن مشاركتكم في أنشطة المراكز الصيفية الجارية؟
- تم استدعاؤنا من قبل مكتب الشباب والرياضة بأمانة العاصمة صنعاء، ممثلا بالأستاذين عبدالله عبيد وأبو حمزة جحاف، وذلك للمشاركة في أنشطة المراكز الصيفية وتدريب الطلاب وتأهيلهم رياضيا. المكتب فقط ينتظر الدعم اللازم لتوفير الأدوات والمواصلات، وهذا ما وعد به الأستاذ نبيل النونو، المشرف الفني للمراكز، وإن شاء الله سنكون معهم في الأيام المقبلة في هذه المهمة الوطنية.

• هل هناك بطولات دولية ستشاركون فيها؟
- نعم، وتحديدا بطولة العالم للبنجاك سيلات التي ستقام خلال أيلول/ سبتمبر القادم في ولاية كولورادو بالولايات المتحدة، وسط مشاركة الكثير من الدول. نحن الآن نسعى للمشاركة باسم اليمن، ووصلتنا الدعوة للمشاركة في البطولة، وبإذن الله ساشارك في القتال الحر في هذه البطولة العالمية وأرفع رأس وطننا عاليا مع زميلي الكابتن يحيى الخيل.. وهنا نشكر قنصل السفارة الأندونيسية في مسقط على تعاونه الحثيث معنا في السعي للمشاركة في بطولة العالم المقبلة.

• ماذا عن دور الاتحاد العام للبنجاك سيلات؟ ولماذا هو غائب عنكم؟
- الاتحاد يغط في نوم شديد. للأسف الاتحاد ليس شغالاً، لا أنشطة ولا بطولات يقيمها، فقط تقام الأنشطة والبطولات بمجهود شخصي من شباب البنجاك سيلات. الاتحاد طالما غير قادر على العمل فليسلم شؤون إدارة اللعبة لمن هم أقدر، ونحن سنكون يدا بيد مع من يعمل.

• غياب الاتحاد! كيف هو نشاط الفروع في المقابل؟
- بكل مصداقية، فرع اتحاد اللعبة في العاصمة صنعاء هو أنشط فرع على مستوى محافظات الجمهورية، وهذا نتيجة لدور رئيس الفرع، الكابتن يحيى الخيل، وأنا ودور بقية الشباب أيضا في فرع الأمانة. والحمد لله الأنشطة في الميدان خير شاهد ودليل، ونتمنى من وزارة الشباب والرياضة أن تلتفت لنا وتشكل لجاناً لتقدير استحقاقات من يعمل ويجتهد، وتقدير مجهودات لعبتنا وضمها واستيعابها في الأندية.

• نلاحظ مشاركتكم دوما في الفعاليات المعبرة عن الصمود والمقاومة للعدوان على الوطن...؟
- نحن في البنجاك سيلات في مقدمة الرياضات المشاركة دوما في الفعاليات الوطنية المقاومة للعدوان. نحن ضد العدوان على بلدنا، وسنكون هكذا دوما، وسنتحرك بكل قوة لنرشد الشباب والمجتمع بكل شرائحه نحو الطريق الصحيح للوطن.

• ما الذي يؤخركم عن المشاركات الداخلية والخارجية؟
- الحصار والعدوان علينا لخبط أوراقنا إزاء المشاركات في البطولات القارية والدولية. الحصار وإغلاق المطارات والطرق أوقف الكثير من مشاركتنا في تظاهرات البنجاك العالمية.

• ما هي طموحاتكم؟ وما هي رسالتكم؟
- نطمح لنشر لعبة البنجاك سيلات في كافة ربوع الجمهورية. هي متوغلة بشكل كبير، وبات الكثير من النشء والشباب يتمنون ممارستها، فقط نحتاج الدعم والاهتمام وإنشاء المراكز. كما نسعى للوصول للعالمية.

• كلمة أخيرة في ختام الحوار كابتن...؟
- نتمنى السلام والأمن والازدهار ليمننا الغالي. وأشكرك أخي طلال، وأشكر استضافة صحيفة «لا» واهتمامها برياضات وأمور الجيل الواعد للوطن.