لا ميديا -
صَنع بشخصيته نموذج المقاوم الذي يحلم كل طفل في جنين أن يصبح مثله في يوم ما. فهو القائد الأكثر شجاعة في الكتيبة. عرف طريق السلاح في غُرّة البدايات، منذ عزم أقرانه، جميل العموري ومتين ضبايا والحصري والزبيدي، على الارتقاء بالمواجهة من السكّين والحجر إلى البندقية.
ولد نضال أمين خازم عام 1995 في مخيم جنين. تخرج في قسم هندسة "الميكاترونيك" بجامعة فلسطين التقنية.
اعتقله الاحتلال عام 2017 لمدة عامين، تنقل فيهما بين سجني مجدو وجلبوع. وهناك التقى محمود العارضة، أحد قادة سرايا القدس وقائد عملية الهروب من "نفق الحرية"، وعاش معه في قسم واحد، مستمعاً المحاضرات وخائضاً في النقاشات المعمقة.
عُرف بحدَّته عندما يتعلّق الأمر بالقضايا الوطنية، وامتلك قدرة لافتة في الحديث، تُعزّزها ثقافة دينية ووطنية مجبولة بفائض من الشهامة والعناد، ما أهله ليشغل منصبا قياديا في العمل المقاوم.
أحد أبرز القادة الميدانيين في كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، ومسؤول وحدة قوة البهاء الخاصة التابعة للكتيبة.
"في ليالي الاجتياحات المتكررة، كان صوته يشقّ أزيزَ الرصاص الكثيف، وهو ينادي رفاقه موجهاً ومحرِّضاً أو مُحذِّرا من خطر، ومتقدماً الصفوف دونما خوف". وتعقبته قوات الاحتلال أكثر من عامين.
نظر إلى الفصائل على أنها وسيلة وليست غاية في ذاتها، وآمن بأن السلاح فقط هو البرنامج الوطني المُنجَز.
"موقفنا واضح: سلاحنا سلاح مقاوم، غير مقبول استخدامه أو الاستظلال تحته بأيّ ذريعة أو علاقة شخصية... الأجهزة الأمنية عجزت عن زرْع الفتنة الحزبية في جنين. يجب أن نفوّت فرصة شقّ صفنا".
في 16 آذار/ مارس 2023، اقتحمت قوة صهيونية خاصة مدينة جنين واغتالته بطلقة أصابت رأسه من الخلف، قبل أن يعيد جندي القوّات الخاصة التأكّد من مقتله بطلقة أخرى.
وفيما تجمّع الآلاف لتشييعه، مرهَقين بفاجعة اغتياله، كتب والده وصيّته لابنه عبر صفحته في "فيسبوك" سلفاً: "الموت نقيّاً خير من الحياة مدنّساً".