«لا» 21 السياسي -
قررت السويد الاحتفال بليلة رأس السنة الجديدة في عام 2050 بطريقة عدتها “أكثر ذكاءً” من الناحية المناخية مما هو عليه اليوم، وذلك للوفاء بما وعدت به الحكومة السويدية في “اتفاقية باريس” للمناخ في العام 2015.
تتمثل الطريقة الأكثر ذكاءً، كما نقلها التلفزيون السويدي الرسمي في 31 كانون الأول/ ديسمبر الماضي 2022، بتقديم حساء جديد للمستقبل مؤلف من الحشرات والطحالب وبعض شرائح اللحم البقري بدلاً من أطباق اللحوم.
وكتبَ المراسل يوهان بيريندورف أنه ينبغي أن تستبدل باللحوم المُقدمة في الأطباق في عام 2050 الحشرات والبروتينات النباتية، والتي يتم استخراجها من روث الأبقار.
وأضاف: “إما خنافس الروث، التي تُستخرج من حوافر الأبقار، وإما أن تُنتج في مصانع الحشرات؛ فهي فعالة ويمكن طحنها وتحويلها إلى مسحوق”.
يأتي ذلك نتيجة زعم تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في العام 2006 بعنوان “الظل الطويل للثروة الحيوانية”، ويزعم أن 18٪ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية التي يسببها الإنسان تنبع من إنتاج اللحوم.
لقدْ خدعَ تقرير الأمم المتحدة الكثير من الناس، ولاسيما في البلدان الغربية، حول العلاقة بين تناول اللحوم وقضية التغير المناخي. ويُظهر التقرير إما جهلاً كبيراً وإما ربما تأثيراً كبيراً من قبل “لوبي الوقود الأحفوري” بقصد إرباك الناس.
ويتذكر البعض تحميل أمين عام الأمم المتحدة، انطونيو غويتريش، الأبقار مسؤولية التغير المناخي، في تصريحات أدلى بها العام الماضي خلال تجوله فوق آثار دمار فيضانات باكستان، جارة الهند وشريكتها في اللحم والحرب والبقر.
بكل بساطة، ليس آكلو اللحوم هم المذنبين، بل تجاوزات “الزراعة الصناعية”، والتي تضيف الصبغة الصناعية إلى منتجات المواشي والدواجن والأسماك والمحاصيل الزراعية.
والمذنب بإطلاق غاز الميثان ليس الثور، بل الثور الذي اعتمد نظام الذرة وفول الصويا وحقول التسمين والنقل، والذي بموجبه تُربى الحيوانات صناعياً وتُغذى بالأعشاب والأعلاف التي تُرش بالأسمدة الكيماوية التي تحتوي على الفسفور والنيتروجين وتزيد انبعاثات أكسيد النيتروس، وهو أقوى 300 مرة من ثاني أكسيد الكربون والميثان في تسخين الأرض!
إنه خداع لوبي أسياد وخدام شركات الوقود الأحفوري، والذي يضم ممثلين مدفوعي الأجر للشركات العاملة في صناعة الوقود الأحفوري (النفط والغاز والفحم)، وكذلك الصناعات ذات الصلة، مثل المواد الكيميائية والبلاستيك والطيران ووسائل النقل الأخرى.