لا ميديا -
«أماه، إن زف النسيم إليك أنباء العزاء، أمطري الناعي وروداً، وارتدي ثوب الضياء».
قالت أمه: هذا ما علمني إياه.

وُلد رضا محمد حريري عام 1963 في بلدة دير قانون النهر الجنوبية. كان في عامه الأول عندما هاجرت عائلته إلى الكويت، التي بقي فيها ثماني سنوات.
عاد بعدها إلى لبنان ليعيش مع جدّيه، وليكمل دراسته حتى المرحلة المتوسطة. التحق بمهنية صيدا الفنية، التي درس فيها اختصاص الهندسة المعمارية مدة سنتين.
نتيجة غياب والده بسبب عمله في الكويت، تحمّل المسؤولية باكراً، حيث عمل في عدة مجالات خلال إجازاته المدرسية.
تميز بشخصية فذّة، قوية، وجريئة، وحرص على حضور المحاضرات التي تقام في اتحاد الطلبة المسلمين، ومسجد الإمام الرضا في بئر العبد، فتعززت لديه الروح الجهادية وجعلته يرفض الظلم والعدوان.
شارك في التصدي لاجتياح القوات الصهيونية للبنان عام 1982، وبدأ مع السيد عباس الموسوي بالتأسيس لحركة المقاومة في الجنوب.
كان له دور بارز في معارك خلدة التي كبدت العدو الصهيوني خسائر باهظة، وفي الإعداد والتجهيز لعمليتي الفدائيين أحمد قصير وعلي حسين صفي الدين بعد أن «اتخذت المجموعات قراراً بتكثيف تجهيز البنية التحتية العسكرية للمقاومة في الجنوب، حيث التّماس مع القوات الصهيونية وتنفيذ ضربة قاسية تهزّ الكيان الصهيوني وتحفر في وعيه، وتُعطي دفعاً معنوياً كبيراً للمقاومين، وتشكل الانطلاقة الكبرى للمقاومة في الجنوب».
شارك في التخطيط والتنفيذ لعمليةٍ أُسر فيها جنديان صهيونيان.
اعتقلته قوات الاحتلال ثلاث مرات، كانت الثالثة بعد مشاركته في فعاليات واعتصامات مناهضة لاتفاقية 17 أيار/ مايو، وأُطلق سراحه بعد ثمانية أشهر، لينتقل بعدها للعمل في محور صدّيقين.
استشهد في 11 أيلول/ سبتمبر 1986، حيث هاجم مع مجموعة من المجاهدين موقع الحقبان في بلدة ياطر، وسيطروا عليه. وأثناء محاولتهم سحب الدبابة، فوجئوا بإطلاق النار من جندي صهيوني كان مختبئا في حفرة، فارتقى شهيدا، وشُيِّع جثمانه في موكب مهيب إلى بلدته دير قانون النهر.