«لا» 21 السياسي -
بعد التطورات الدراماتيكية الكبرى التي شهدتها الثورة الإيرانية قبيل سقوط الشاه محمد رضا بهلوي بأسابيع، وبعد أن أُسقط في يد الأخير وجنرالاته يخبرونه ألا فائدة من عناده في وجه الثورة وأنهم عجزوا وقد رأوا دباباتهم ومجنزراتهم تطحن أجساد الثوار لكنها لم توقفهم، وبعد أن أدرك الشاه أن أمريكا قد تخلت عنه هي الأخرى وقد أُسقط في يدها هي أيضاً وقد كان هو شرطيها في الخليج... بعد كل ذلك قرر الشاه أن يغادر، وطلب توجيه خطاب أخير ومباشر للشعب الإيراني. في الخطاب فوجئ معاونو الشاه كما مشاهدوه ومستمعوه بما يقول. لقد قال إنه هو قائد الثورة، وأن كل ما حدث كان من تخطيطه وإن من وراء ستار، وأنه أخفى ذلك كي تنجح الخطة وحتى لا يعلم بها أركان نظامه، وأنه فعل ذلك للتخلص من الفساد ومراكز النفوذ ومن أجل تحقيق مطالب الشعب... طبعاً، لم يصدقه أحد، فقد كان كاذباً بكل تأكيد؛ ولكنها كانت محاولته الأخيرة عل وعسى أن يغفر له ويعفو عنه الإيرانيون.
هكذا حادثة تذكرك بمعظم ما كتبه ثوار الـ26 من أيلول/ سبتمبر في مذكراتهم، حيث تجد كل واحد منهم (طبعاً بعد خروجه من الحكم) يدعي أنه قائد الثورة. في حلقات تلفزيونية سجلت معه على تلفزيون صنعاء بعد عودته من منفاه (أظن في العام 1994) وبعد أن سرد أدواره في الكثير من الأحداث والحوادث المتعلقة بالثورة، يضع أول رئيس جمهوري في اليمن: المشير عبدالله السلال، تساؤلاً استنكارياً في ختام حديثه قائلاً: ويقولون ويسألون من كان هو قائد الثورة؟!!
بالمناسبة يقول الضباط في مذكراتهم بشأن 26 أيلول/ سبتمبر بأنهم اختاروا السلال قائداً لهم لحاجتهم إلى الذخيرة ليلة الثورة، كونه كان المسؤول عن مخازنها بصفته قائداً لحراسة ولي العهد/ الإمام لاحقاً: البدر!