لا ميديا -
«كنت مدركاً بكل وضوح أن الانضمام إلى صفوف المقاومة والمشاركة مباشرة في أعمالها على الأرض سوف تترتب عليهما نتائج باهظة الثمن، ومن ضمنها السجن. ورغم ذلك نفّذت ما خططت له، وكررت فعلي مرات عديدة. ألا يعني ذلك أني سرت إلى مصيري بعينين مفتوحتين وعقل مدرك وعن سابق تصوّر وتصميم؟!» (من رسالته إلى محاميه من داخل السجن).
ولد المطران هيلاريون كبوجي في مدينة حلب، ودرس في مدارسها، ثم تابع دروسه عام 1933 في دير الشير في لبنان حتى  1944 عندما غادر إلى دير القديسة آن في القدس لإكمال دروسه اللاهوتية.
صار مطراناً لطائفة الروم الكاثوليك عام 1965، وعين نائباً بطريركيا للطائفة في القدس، فدأب على زيارة المقدسيين وتوطيد أواصر العلاقة مع مختلف الطوائف، ما جعله شخصية جامعة هيأت الأرضية لكثير من العمليات لاحقا في القدس والداخل.
كان نموذجا رائدا في تأسيس المقاومة القومية العابرة للطوائف والمذاهب والأديان للدفاع عن فلسطين، وتعددت أشكال مقاومته بين: سرية عسكرية عبر تأسيس الخلايا المقاومة والتي نفذت العديد من العمليات، وعلنية سلمية عبر توحيد الصفوف وقيادة المظاهرات المناهضة للاحتلال.
نقل السلاح سرا من لبنان إلى فلسطين، بسيارته، مستفيداً من حرية تنقله دون تفتيش كرجل دين، ويحمل جواز سفر دبلوماسياً منحه إياه الفاتيكان، وكان يخفي السلاح في مدرسة تابعة للكنيسة شمال القدس.
عام 1974، قبض عليه بعد تفتيش سيارته والعثور بداخلها على كمية من الأسلحة. حكم عليه بالسجن 12 عاما. تعرض لمختلف أنواع التعذيب ما دفعه للإضراب عن الطعام مرات عديدة.
أفرج عنه عام 1977، بتدخل من الفاتيكان، بشرط نفيه عن فلسطين، وعدم عودته إلى سورية أو لبنان أو فلسطين.
استقر في روما؛ لكنه أطاح بتلك الشروط، فزار بيروت ودمشق عدة مرات، ثم شارك في أسطول الحرية الذي توجه إلى غزة عام 2009، فاعتقل وسُلم لقوات الأمم المتحدة على حدود الجولان، واعتقل مرة أخرى بعد عام وسُلّم إلى الأردن.
توفي في 1 كانون الثاني/ يناير 2017، ودفن في لبنان.