لا ميديا -
«في نكبة 1967 استقبل لبنان دفقا من الثوار المقاتلين الذين رحب بهم شعبنا لأنهم حملوا راية الدفاع عن شرف الأمة وترابها السليب، فبدأت الأبواق تتحدث عن الخطر الفلسطيني على السيادة والكيان، لكأنما طائرات العدو وزوارقه واعتداءاته لا تشكل مسّاً بهذه السيادة! وكأنما تصدي الأبطال الفلسطينيين واللبنانيين لهذه الاعتداءات يضر بهذه السيادة! وفي ذلك اعتراف واضح بالترابط بين هذه الأبواق الرجعية وبين العدو اليهودي» (محمد سليم، 1975).
ولد محمد سليم في بلدة الصرفند عام 1951. توجه عام 1969 إلى فرنسا لدراسة الهندسة الإليكتروميكانيكية، وأكمل تخصصه العالي في الهندسة بجامعة القديس يوسف (اليسوعية) في بيروت وتخرج عام 1975.
شكلت محاولة اغتيال آمر قاعدة صرفند عام 1970، التي نفذتها المخابرات الصهيونية، وعيه الذي بدأ يتسع لرؤية تفاصيل المشهد؛ إذ كان حينها في الـ19 من عمره. التحق بالحزب القومي الاجتماعي السوري عام 1969. وعمل مديرا لمديرية الصرفند عام 1970، ثم ناظرا للإذاعة عام 1972.
تزامن تخرجه في كلية الهندسة مع بداية الحرب الأهلية، فذهب ليهندس أعمال المقاومة في جنوب لبنان، بناء على طلب الحزب، الذي كان عضوا في مكتبه السياسي، فعينه مندوبا مركزيا جنوبي الليطاني، ثم أصبح مقرر القيادة المشتركة للحركة الوطنية اللبنانية قبل الاجتياح الصهيوني للجنوب عام 1978.
لعب دوراً في قيادة العمل الوطني الجبهوي في الجنوب، حيث شارك في تأسيس الجبهة الوطنية من مختلف الأحزاب والقوى التقدمية والوطنية لمقاومة الاحتلال الصهيوني جنوب لبنان.
قاد المعارك منذ عام 1980 حتى 1985 ضد العدو الصهيوني وعملائه، وتصدى بمقاتلي حزبه لدبابات وجنود الغزو الصهيوني للبنان عام 1982، وكان شعاره: «لن ندعهم يدخلون إلا على أجسادنا».
أشرف على جميع العمليات الشهيرة التي نفذها منتسبو الحزب في إطار جبهة المقاومة الوطنية ضد الاحتلال في بيروت ومناطق الجبل والجنوب، وكان أبرز مؤسسي وقادة جبهة المقاومة الوطنية «جمّول».
استشهد يوم 3 حزيران/ يونيو 1985 بعملية اغتيال دبرها الموساد وعملاؤه.