يعرفه أهالي بلدته بـ«الحاج غسان»، ولقبه «ساجد الطيري». من لا يعرفه يسمع عنه. من «العتيقين» في حزب الله. لا يعلم أحد طبيعة عمله، أو موقعه التنظيمي أو المهمات الموكلة إليه. دارت حوله التقديرات والتوقعات، إلا أن الجميع، ضمناً، يعلمون أنه أحد الكوادر الأساسيين في المقاومة. وقد منحوه لقب «أبونا الحاج ساجد».
معروف بتاريخه الطويل في قتال العدو الصهيوني قبل التحرير، وفي حرب تموز، وكان من القلائل الذين احترفوا استخدام سلاح «الكورنيت»، وتدرب على يديه أعداد كبيرة.
شارك في التصدي للجماعات التكفيرية خلال الحرب التي استهدفت سورية، وأصيب ثلاث مرّات في الغوطة وحلب. عشق الهجوم ليلاً على نقاط العدو. فعل ذلك مراتٍ عديدة، في الغوطة والقلمون.
تنقّل على مختلف الجبهات السورية، الغوطة الشرقية ثم الأحمدية ودير سلمان والعتيبة، وفي القلمون من مزارع ريما، وكذا يبرود ورأس العين والمعرة ورنكوس ومعلولا. وكان دائماً في الخطوط الأمامية مع مجموعات الاقتحام.
قاد قوات المقاومة التي فتحت طريق حلب، وأصيب في هذه المعركة، وبقي لساعات عدة في الميدان رافضا التخلي عن رفاقه قائلا لمن حوله «لن أسمح لهم بأن يقطعوا طريق حلب مجدداً».
تمتع بشمائل القائد الفذ حيث جمع بين القدرات العسكرية العالية والصفات الإنسانية الرفيعة التي انعكست على أداء أفراده في المعركة بروحية جهادية مطمئنة، كما يروي أحدهم «قبل بدء الهجوم لتطهير بلدة رنكوس من المسلحين، جمعنا وتحدث معنا، ومع بدء الهجوم، كنا على تماس مع جماعات المسلحين، لكننا شعرنا بطمأنينة عجيبة لأننا مع الحاج».
يوم 25 مايو 2015، كان أحد قادة الهجوم لتحرير حرف الثلاجة في القلمون هناك أصيب واستشهد. في اليوم التالي اقترب شاب مقاوم من إحدى الصخرات وحفر عليها: «أفراد سرية الحاج ساجد الطيري، الذي أبى إلا أن يفدينا بروحه».