لا ميديا -
«حكى معاه رمضان شلّح، قال له: يا محمود انسحب، المعركة كر وفر. رد عليه: المعركة عندي كر، ما فيها فر، أنا بدي أفر من اليهودي اللي أنا كنت أودي له ناس يفجروا حالهم فيه؟!» (من تسجيل مصور لوالده).

آمن بفكرة موازنة الرعب مع جيش الاحتلال «الإسرائيلي»، بدلا من موازنة العدة والعتاد، ووجد أن العمليات الفدائية هي الطريقة المثلى لموازنة الرعب.
ولد محمود طوالبة في مخيم جنين عام 1979. درس حتى المرحلة الإعدادية في مدرسة وكالة الغوث، قبل أن يتفرغ للعمل في محل لبيع مواد البناء في مدينة جنين. بدأ دوره المميز بعد انطلاق انتفاضة الأقصى، فالتحق بصفوف حركة الجهاد الإسلامي بعد تعرفه على محمد بشارات، أحد مقاتلي حركة الجهاد الإسلامي، وبدأ المشاركة في عمليات الهجوم على حواجز الاحتلال الصهيوني، وعلى الطرق التي تسلكها سيارات المستوطنين وآليات الجيش الصهيوني.
احترف تصنيع المتفجرات والأحزمة الناسفة والقنابل اليدوية، وأصبح قائدا عسكريا لسرايا القدس في مخيم جنين. عمل دون كلل لتجهيز الكثير من الفدائيين الاستشهاديين الذين نفذوا عملياتهم في الداخل الفلسطيني المحتل، وقد أسفر عن هذه العمليات مصرع حوالى 38 قتيلا و263 جريحا من الصهاينة.
خطط ونفذ أكثر من 12 عملية ناجحة، فصار بنداً من بنود المحادثات الأمنية بين أجهزة السلطة وحكومة الاحتلال التي مارست ضغوطاً لاعتقاله. أثار اعتقاله عام 2001 تظاهرات شعبية استمرت 3 أيام أمام مركز الاعتقال قرب جنين، فنقل إلى سجن نابلس، حيث نجح في الفرار بعد أن قصفت المقاتلات «الإسرائيلية» المعتقل بهدف القضاء على من فيه. اعتبر واحدا من أبرز المطلوبين لقوات الاحتلال في الضفة الغربية، وتعرض لعدة محاولات اغتيال من قبل جيش الاحتلال باءت كلها بالفشل.
في معركة جنين خاض ورفاقه من كافة الفصائل الفلسطينية معركة ضارية للدفاع عن المخيم، وخسر جيش الاحتلال 58 جنديا.
بعد عدة أيام تمكن العدو من رصد مكان وجوده، واستهدف المكان بصواريخ أطلقتها الأباتشي وبمدافع الدبابات، فاستشهد مع عدد من المجاهدين في 20 نيسان/ أبريل 2002. ولم يستطع أهله التعرف على جثته بعد إزالة الأنقاض.