لا ميديا -
تمثل قصة القائدين عادل وعماد عوض الله، صفحة قاتمة السواد في سجل سياسة التنسيق الأمني المستمرة حتى اللحظة، التي انتهجتها أجهزة السلطة منذ عام 1994، في الضفة الغربية وقطاع غزة. ولأنه كان يعلم أن الضربة سوف تأتي ممن سخروا أنفسهم عبيدا للصهاينة. قال عماد قبل استشهاده بأن الرد والانتقام فقط سيكون ضد الصهاينة، "عليكم بالرأس ولا داعي لأن تلتفتوا للذنب في هذه المرحلة، فهذا ما يطمح إليه العدو".
ولد عماد عوض الله في مدينة البيرة عام 1969م، ودرس في مدارسها، ثم انتقل الى جامعة القدس المفتوحة.
التحق بحركة حماس مع بدء الانتفاضةالأولى وشغل عدة مواقع تنظيمية في إدارة العمل التنظيمي حينها.
اعتقل عدة مرات في سجون الاحتلال الصهيوني قضى خلالها عدة سنوات. وأصيب خلال المواجهات عدة مرات. أصبح عام 1996 المساعد الأول لشقيقه عادل وكلاهما مطارد وعلى قائمة المطلوبين.
شارك في تنفيذ عدة عمليات شهيرة أربكت أجهزة الاستخبارات الصهيونية.
حافظ الأخوان على سرية عالية، وامتنعا عن استخدام الهواتف والأجهزة، والاتصال فقط عبر الرسائل، وكذلك الأمر مع النشطاء الآخرين تحت إمرتهما.
عام 1998 تمكنت أجهزة "أوسلو" من اعتقاله وخضع للتعذيب الشديد إلا أنه رفض التهم الموجهة إليه. فرَّ من السجن في ظروف غامضة، واتضح أنها كانت فخا تواطأت فيه أجهزة أمن السلطة مع الشاباك من أجل الاستدلال على مكان أخيه القائد عادل عوض الله، ويعتقد أنه زُرع جهاز تتبع في جسمه.
بعد أيام قليلة من فراره وفي يوم 10 سبتمبر 1998 تمكنت قوات الاحتلال الصهيوني من اغتيالهما هو وأخوه عادل في إحدى المزارع بريف مدينة الخليل، بعد عملية مطاردة استمرت 3 سنوات، واحتفظت بجثمانيهما في ما تسمى "مقابر الأرقام"، ولم تسلمهما إلا بعد مضي 16 عاما على استشهادهما.
رغم ترحيب الصحف الصهيونية بالعملية، إلا أنها أطلقت سيلا من المحاذير والمخاوف والتوقعات المتشائمة إزاء ما تخبئه الأيام والمرحلة المقبلة من تهديدات في أعقاب عملية الاغتيال، وهذا ما حدث.