«لا» 21 السياسي -
 يقول هربرت أ. شيللر، في مقدمة كتابه «المتلاعبون بالعقول»، ما نصه: «يقوم مديرو أجهزة الإعلام في أمريكا بوضع أسس عملية تداول الصور والمعلومات ويشرفون على معالجتها وتنقيحها وإحكام السيطرة عليها، تلك الصور والمعلومات التي تحدد معتقداتنا ومواقفنا بل تحدد سلوكنا في النهاية».
إن مهمة الإعلام ليست تقديم الحقيقة كما يشاع. إن دورها الحقيقي يكمن في تحويل الناس إلى قطعان ماشية.
أمام واقع الحرب في أوكرانيا تتجلى العنصرية الصهيونية المقيتة في الإعلام الغربي والذيلي المخلجن؛ فمن جهة يعتبر دفاع اليمني والفلسطيني والسوري والعراقي عن أرضه إرهاباً، بينما دفاع الأوكراني بطولة وشهامة، فيحتفى بالأوكراني وتنتشر صوره ويعده العالم سوبرمان، وينكَّل بالمسلم ويسخر منه ويُتابع ويتهم بالإرهاب وإثارة الفتن!
تملأ صور الرئيس الأوكراني الصهيوني وهو يحمل السلاح منصات التواصل الاجتماعي؛ فلا وصفه أحد الخلائق بالتطرف، ولا رُمي بالرجعية والتخلف، ولا طالب المتنورون العرب بمراجعة النصوص الدينية في أوكرانيا، بل قالوا إن الرجل يدافع عن أرضه ضد عدو خارجي، وأن الشعوب يحق لها استعمال القوة في مواجهة الأعداء الذين يريدون تخريب أرضها والسيطرة على مدخراتها، وأن الدبلوماسية لا تنفع مع من رفع السلاح في وجهك وقصف مبانيك وهجر شعبك.
لكن حين يتعلق الأمر بشعوبنا المعتدى عليها وببلداننا المحاصرة تنقلب الصورة، فلن يعتبر الواحد منا مدافعاً عن أرضه، ولا القائد مجاهداً وبطلاً، ولن يصبح العنف حلاً، ولا حمل السلاح واقعاً أبداً... كل هذا سيتغير. سنصبح متخلفين، وهم المتقدمون!
وسيوصف وقوفنا في وجه جيوشهم بأنه «إرهاب» وهمجية وتوحش، ونتيجته تدمير بلدنا وقتل شعبنا وتعذيب مجاهدينا!
نحن المقاومون أيها الإرهابيون. دمنا أحمر، وبلادنا طهور، وأعيننا ليست زرقاء. خسئتم!