«لا» 21 السياسي -
تستمر مراكز الأبحاث العسكرية الغربية والصهيونية في تتبع ومراقبة التطور النوعي والكمي لقدرات القوات المسلحة اليمنية، خاصة ما يتعلق بسلاح الدرونز.
وقد أكد تقرير دولي صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ومقره واشنطن، أن الهجمات اليمنية ضد السعودية تضاعفت خلال 2021 مقارنة بالعام الماضي، وأنه خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2021 بلغ متوسط الهجمات على السعودية 78 هجوما شهريا و702 هجوما في المجمل، وأنه خلال الفترة نفسها من عام 2020 بلغ المتوسط الشهري للهجمات 38، في تحليل يقدمه المركز لأكثر من 4100 هجوم على السعودية بين عامي 2016 و2021.
وقال سيث جونز، المحلل البارز في الأمن الدولي وأحد المساهمين في كتابة التقرير، إن الدعم المنخفض التكلفة نسبيا يجعل الهجمات على السعودية فعالة ومكلفة للغاية، وهناك ميزة كبيرة لمواصلة الضغط على السعوديين، وليست باهظة الثمن.
ونُفذت الهجمات التي حللها تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بصواريخ بالستية وكروز وطائرات مسيرة.
كما حذرت الكاتبة الصهيونية ليلاخ شوفال/ في مقال بصحيفة «إسرائيل اليوم»/ من أن تهديد الطائرات المسيرة من الممكن أن يساهم في تحطيم التعادل وقت المواجهة.
وأضافت: «لكن يخيل أن اللحظة الأساس التي وضعت الطائرات المُسيرة الإيرانية على الخريطة وقعت في أيلول/ سبتمبر 2019 عندما استخدمت إيران مُسيرات وصواريخ جوالة أطلقت لمسافة نحو ألف كيلومتر لغرض الهجوم على مواقع نفط سعودية (شركة أرامكو)».
وقالت: «أسراب المُسيرات بلغت هدفها بمفاجأة تامة هناك دون أن تكتشفها منظومات الدفاع الجوي السعودية التي تحمي منشآت النفط ودون أن تجرى أي محاولة لاعتراضها».
وزعمت شوفال أن المشكلة تحتدم في ضوء أن إيران لا تستخدم هذه الطائرات بنفسها فقط، بل تزود بها فروعها في أرجاء الشرق الأوسط اليمن والعراق وسورية.
وأوضحت أن «المُسيرات الإيرانية» تقلق جدا الولايات المتحدة أيضاً، مشيرة إلى وجود تعاون عملياتي في المجال بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، إذ إن للولايات المتحدة رادارات تنتشر في الشرق الأوسط يمكنها أن توفر للصهاينة إخطارا مسبقا بانطلاق مسيرات نحوها.
وفي هذا الإطار تأتي الدراسة المنشورة على موقع معهد الدراسات السياسية الدولية (ISPI) بإيطاليا، وهو أحد أقدم المراكز البحثية في أوروبا، وتُركز دراساته على القضايا العسكرية والأمنية، مع إفراد مساحة خاصة لقضايا الشرق الأوسط، وجاءت الدراسة بعنوان: «لعبة الطائرات بدون طيار في الشرق الأوسط: السباق على الطائرات بدون طيار الفتاكة وانعكاساتها على المشهد الأمني في المنطقة».
ومما جاء في الدراسة أن السيولة في أسواق الطائرات دون طيّار تكنولوجيا التسليح أتاحت للجميع امتلاكها، مقدمة أمثلة على ذلك منها امتلاك جماعة أنصار الله نماذج مختلفة من الدرونز مكنتها من ضرب أهداف عسكرية لدى تحالف العدوان على اليمن، وكذلك استهدفت بها المنشآت النفطية داخل السعودية، مشيرةً إلى استغلال الطائرات دون طيار الرخيصة المخصصة للأغراض المدنية في عملياتها، إذ عملت على تطويرها واستخدامها في عمليات المراقبة والاستطلاع العسكري وكذلك في العمليات الهجومية.