لا ميديا -
شاب نحيل الجسد، لكنه قوي البنية، شخصيته يغلب عليها الجديّة. ألِف حياة المطاردة بين الجبال والكهوف والصخور. يوم اغتياله أعلن الشاباك الصهيوني تصفية المطلوب رقم 1 في الضفة الغربية والمهندس الرابع في كتائب القسام المتهم بالإشراف على عشرات العمليات التي أوقعت أكثر من 120 قتيلاً صهيونياً.. إنه "آلة الموت" مهند الطاهر، بحسب وصف الاحتلال. 
"بعد اغتياله دنت الأم الصابرة المكلومة من جثمان ابنها في ثلاجة مشفى رفيديا.. وضعت رأسها قرب رأسه، وبدأت تحدثه وتدعو له في مشهد حزين.. ثم بكت عليه بصمت كما وعدته في حياته".
ولد مهند الطاهر عام 1976، في حي كروم عاشور بمدينة نابلس. التحق بصفوف كتائب القسام عام 1996، ونفذ معها العديد من العمليات الجريئة، حيث سطر ببصماته ملاحم إيلام المقاومة للمحتلين وضرب عمق دولة الاحتلال. كما أنه اشترك مع القائد محمود أبو هنود في التخطيط للعمليات الاستشهادية التي نُفذت في القدس المحتلة عام 1997، في سوق "محنى يهودا" وشارع "بن يهودا"، والتي أدت إلى قتْل أكثر من 23 إسرائيلياً وإصابة المئات. 
اعتقلته الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة عام 1998، بتهمة التخطيط لعمليات "شارع بن يهودا" وسوق "محنى يهودا" وأخضعته للتحقيق مدة 70 يوما ليمضي بعدها 3 سنوات خلف قضبان سجون السلطة في نابلس. أُفرج عنه بعد اندلاع انتفاضة الأقصى وأصبح المهندس الرابع للقسام لبراعته في صناعة المتفجرات. برز في صناعة الأحزمة الناسفة والمواد المتفجرة، ثم أوكلت إليه مسؤولية القيادة بمدينة نابلس، ثم أسندت له قيادة كتائب القسام في الضفة المحتلة كاملة، ليشرف بعدها على التخطيط لعدد من أكبر العمليات النوعية على الإطلاق منها:
"عملية فندق بارك" التي أدت إلى قتْل أكثر من 29 صهيونياً وإصابة 100 آخرين. 
عملية مطعم سبارو التي أدت إلى قتْل أكثر من 20 صهيونياً وإصابة العشرات.
كما أشرف على التخطيط لسلسلة عمليات الرد على اغتيال القائد محمود أبو الهنود، كما شكّل الخلية المعروفة باسم "شهداء من أجل الأسرى" والتي حاولت تنفيذ عمليات أسر جنود صهاينة من أجل مبادلتهم بالأسرى داخل السجون "الإسرائيلية".
نجا من عدة محاولات لاغتياله حاصرته قوات الاحتلال في إحدى الشقق بمدينة نابلس عام 2002، حيث اشتبك معهم بصحبة علي الحضيري وقتل 3 جنود من الوحدات الخاصة، قبل أن يتمكن من الانسحاب. حوصر رفقة آخرين في جبال إحدى قرى نابلس وتمكنوا من الانسحاب، فيما استشهد أحدهم بعد أن غطى ظهورهم، وفي حادثة أخرى كان موجودا في المنزل الذي اغتيل فيه القيادي يوسف السركجي وبقية إخوانه بداية العام 2002، غير أنه نجا. 
في 30 يونيو 2002، حاصرت قوة خاصة للاحتلال منزلاً شرق نابلس كان يتحصن فيه ورفض تسليم نفسه، فقُصف المنزل بقذائف الدبابات وصواريخ الأباتشي، فاستشهد هو ومساعده.