لا ميديا -
ربما كان الحديث عن صنع القسام طائرات بدون طيار، وقت صدور بيان النعي في 2003، ضرباً من المستحيل، لكن اليوم وبعد معركة العصف المأكول غدا مألوفاً جداً رؤية طائرات الأبابيل محلقة في سماء فلسطين. ولم نكن لنشهد هذه الإبداعات، من قنابل وصواريخ وقاذفات وأسلحة وطائرات، لولا جهود العقول المتراكمة على مدى السنوات، التي كان واحداً من أبرز حلقاتها الشهيد القسامي نضال فرحات". 
ولد نضال فتحي رباح فرحات في عام 1971 في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، مأوى المقاومين والمطلوبين لجيش الاحتلال، ومنطلق تنفيذ العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال.
كانت انتفاضة الحجارة 1988 مدرسة عملية اكتسب فيها شباب فلسطين وعيا نضاليا صلبا واندفعوا لابتكار أساليب مقاومة في وجه أجهزة أمن وجيش الاحتلال الصهيوني. كان "نضال" أحد هؤلاء، حيث وجد نفسه ينضم إلى كتائب القسام عام 1993، معلناً انطلاق مرحلة جديدة في مقارعة الاحتلال وجنوده.
تأثر بالشهيد القائد عماد عقل، حيث كان بيت عائلته ملاذاً آمناً له أثناء مطاردته واعتمد عليه في رصد تحركات قوات الاحتلال وإيصال الرسائل السرية ونقل السلاح. وأحدثت هذه اللحظات تغيراً ملموساً في حياته. أصر بعد استشهاد عقل على المشاركة مع عوض سلمي في عملية الانتقام له وذلك بقتل ضابط المخابرات الصهيوني "مئير مينز". 
 وجه جهده لتطوير القدرات لمقاومة الاحتلال وإيجاد طرق إبداعية لإيقاع الخسائر في صفوفه، خاصة في ظل التحصينات القوية التي كانت تتمتع بها المغتصبات الصهيونية في قطاع غزة إبان اندلاع انتفاضة الأقصى مطلع عام 2000. وبتعاضد جهده مع رفاقه كان "قسام 1"، الذي أعلنت الكتائب في تشرين الأول/ أكتوبر 2001 إطلاقه كأول صاروخ محلي الصنع يطلق صوب مغتصبات الاحتلال في قطاع غزة، لتسجل بذلك سابقة في تاريخ المقاومة الفلسطينية. ومن يومها تفرغ بطلب من القائد العام لكتائب القسام صلاح شحادة، لتطوير صواريخ القسام.
عمل على نحو متسارع مع إخوانه في تطوير الصواريخ، لتعلن قيادة القسام بعد عدة أشهر عن تصنيع صاروخ " قسام 2"، ثم " قسام 3"، الذي يبلغ طوله قرابة 3 أمتار بمدى يصل إلى 17 كيلومتراً.
اتسع نطاق التصنيع لدى كتائب القسام، فشهد تطوراً في صناعة العبوات الناسفة والقاذفات المضادة للدروع، وهو ما دفع الشهيد فرحات إلى التفكير باستخدام الطائرات الشراعية للوصول إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
في خضم معتركه ذاك استشهد مع 5 آخرين في 16 شباط/ فبراير 2003 في عملية اغتيال نفذتها المخابرات الصهيونية بالتعاون مع عملائها بعد زرع عبوة ناسفة، حيث كانوا يجهزون طائرة صغيرة تعمل بالتوجيه عن بعد.