«لا» 21 السياسي -
«الحوثيون» يكلفون السعودية كثيراً؛ إذ تضطر المملكة إلى استخدام صواريخ باهظة التكلفة ضد طائرات «حوثية» زهيدة التكلفة.
إن مكافحة الطائرات المسيَّرة المنخفضة التكنولوجيا بصواريخ «جو-جو» يُعد تكتيكاً مكلفاً؛ لكن السعودية قد لا تكون قادرة على التخلي عن إسقاط الطائرات المسيَّرة التي لا تتجاوز تكلفتها ألف دولار بصواريخ يبلغ سعرها ملايين الدولارات.
وأعطت وزارة الخارجية الأمريكية الضوء الأخضر لطلب سعودي لشراء 280 الصاروخ «جو-جو» المتقدم والمتوسط المدى المعروف باسم (AMRAAM) والمعروف اختصاراً باسم (إيه آي إم-120 أمرام) بقيمة 650 مليون دولار.
والصواريخ الأمريكية الصنع مطلوبة لتجديد مخزون الصواريخ الذي استُنفِد بسبب جهود إسقاط الطائرات المسيَّرة التي يطلقها «الحوثيون»، والتي كانت فعَّالة للغاية في إصابة أهداف في السعودية.
صواريخ «أمرام» فعَّالة في القضاء على الطائرات المسيَّرة البطيئة التي تحلِّق على ارتفاع منخفض. غير أن مشكلة استخدام مثل هذه الصواريخ ضد طائرات «الحوثيين» المنخفضة التكنولوجيا التي تصنَّع في مصانع بدائية، هي أنها تضعك في الجانب الخطأ من منحنى التكلفة.
وهذا شكل من أشكال الحرب غير المتكافئة: بتكلفة قليلة جدا يفرض «الحوثيون» تكاليف باهظة على خصومهم السعوديين.صفقات الصواريخ تشمل عادةً التدريب والدعم وقطع غيار الصيانة والإضافات الأخرى. ولكي نحدد رقماً أوليًّا لها، فإن تكلفة الدفعة الأخيرة من صواريخ «أمرام» ستبلغ أكثر من 2.3 ملايين دولار مقابل كل صاروخ يُطلق.
على الجانب الآخر، توجد طائرات «الحوثي» المسيَّرة، ومنها سلسلة «صماد» البعيدة المدى. وهذه الطائرة قادرة على إلقاء القنابل بدقة النظام العالمي لتحديد المواقع (جي بي إس) على هدف من مسافة 1500 كيلومتر أو أكثر. وهذه المركبات البسيطة يقل امتداد جناحيها عن خمسة أمتار، وهي مبنية بإلكترونيات تجارية. وتُقدَّر تكلفتها ببضع عشرات الآلاف من الدولارات، ويتفاخر «الحوثيون» الآن بإنتاجها بأعداد كبيرة.
ويستخدم «الحوثيون» أيضاً مجموعة متنوعة من طائرات «كاميكازي» الهجومية الأصغر حجماً، من بينها «قاصف-2 كي»، المصممة لتنفجر في الجو وترسل شظايا قاتلة على مساحة واسعة. وإحدى الطائرات المسيَّرة، التي أطلق عليها «الحوثيون» اسم «راصد»، هي في الواقع طائرة مسيَّرة من طراز «سكاي ووكر إكس 8».
لقد رأى المحللون العسكريون الأمريكيون بالفعل كيف يمكن للطائرات الصغيرة من دون طيار أن تضعهم في الجانب الخطأ من منحنى التكلفة. وهذا جزء من حملة البنتاجون لأسراب الطائرات المسيَّرة والطائرات المقاتلة من طراز «لويال وينجمان» المسيَّرة من تصنيع شركة «بوينج» التي لا تكلف سوى بضعة ملايين بدلاً من عشرات الملايين التي تتكلفها الطائرات المقاتلة.
الدفاعات المنخفضة التكلفة ضد الطائرات المسيَّرة هي البداية بطبيعة الحال. وهناك كثير من العمل في هذا الاتجاه. وفي غضون ذلك، يبدو أن السعوديين راضون عن دفع مليوني دولار مقابل الصاروخ. وما لا يستطيعون تحمله هو اختراق مزيد من الطائرات المسيَّرة لدفاعاتهم، أو إصابة الطائرات التجارية، أو الإضرار بمنشآت النفط، أو إشعال النار في ناقلات النفط.
وفي هذه الحرب غير المتكافئة، يبدو أن جميع المزايا تميل إلى جانب «الحوثيين». وحتى الآن يمكن للمملكة الصحراوية الغنية أن تتحمل البقاء في اللعبة وأن تتحمل تكلفة اصطياد الدجاج باستخدام طلقات من الذهب، ما لم يرتفع عدد الطائرات القادمة من دون طيار ارتفاعاً كبيراً.
(ديفيد هامبلنج - مجلة «فوربس» الأمريكية).