لا ميديا -
وُصف بأنه ظاهرة فريدة في العمل الإسلامي والجهادي، فكان يتمتع بفكر عميق وبصيرة نافذة، وميالا للزهد والبساطة.
في 1984، اعتقلته قوات الاحتلال للمرة الأولى بتهمة الحصول على أسلحة وإنشاء تنظيم عسكري في غزة، وحُكم على إثرها بالسجن 8 سنوات، قضاها متنقلاً بين السجون، ثم أُعيد اعتقاله مرة أخرى ليقضي ما مجموعه 10 سنوات في زنازين الاحتلال. وخلال اعتقاله جعل من السجن جامعة علمية تنظيمية أسهمت في فتح الآفاق للكثير من الأسرى الفلسطينيين لكسب أوقاتهم وبذله في المفيد.
وعقب انتهاء محكوميته وإطلاق سراحه، وصفه الاحتلال بـ"نووي حماس". كان من أبرز المعارضين لاتفاقية أوسلو، والذين اختاروا المقاومة كخيار وحيد لمواجهة الاحتلال.
وفي عام 1996، اعتقلته السلطة الفلسطينية بتهمة تأسيس جهاز عسكري سري لحركة حماس في غزة، وأطلقت سراحه بعد 3 سنوات من الاعتقال.
ولد إبراهيم المقادمة عام 1950 في مخيم جباليا للاجئين الذي هاجرت إليه عائلته من بلدة بيت دراس، ثم انتقل للعيش في مخيم البريج وسط قطاع غزة. تلقى تعليمه في مدارس وكالة الغوث الدولية في مخيم جباليا، وفي 1968التحق بكلية طب الأسنان في إحدى الجامعات المصرية.
وعمل بعد تخرجه طبيباً للأسنان في مستشفى بغزة، حتى فصلته السلطة الفلسطينية من عمله على خلفية انتمائه لحركة حماس.
شكل النواة الأولى للجهاز العسكري الخاص بحركة حماس في قطاع غزة هو وعدد من القادة، وعمل على إمداد المقاتلين بالأسلحة، وهو من القادة القلائل في حركة حماس الذين جمعوا بين العمل السياسي والعسكري والدعوي، كان من أكثر الشخصيات القيادية أخذا بالاحتياطات الأمنية في التمويه والتنكر، ومن أقلهم في الظهور الإعلامي.
شغل عضوية المكتب السياسي لحركة حماس، وألّف العديد من الكتب والمقالات والدراسات في الأمن والسياسة خلال مكوثه داخل السجن وخارجه، كان من أبرزها كتاب "الطريق إلى تحرير فلسطين"، و"الصراع السكاني في فلسطين"، كما كانت له عدة دراسات في المجال الأمني.
في 8 مارس 2003، استهدفت طائرات الاحتلال الصهيوني بعدة صواريخ، سيارته أثناء سيرها في شارع بمدينة غزة، ما أدى لاستشهاده وثلاثة من مرافقيه وأحد المواطنين.
وفي 2012، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عن سر تسمية صاروخ "M75" ، إذ كشفت أن حرف “M” يشير إلى اسم الشهيد المقادمة تكريماً له.